إلا أن ظاهرة العمل بعد سن الستين باتت منتشرة لدى الجميع، بامتهان البعض أعمالاً تجارية أو حرفاً أو أنواعاً من المهن مثل قيادة سيارات الأجرة وغيرها، التي تعد اتجاهاً جديداً لم يسلكوه حتى في شبابهم وقد تكون بعيدة عن مجال اختصاصهم.
متقاعدين جُدد
"من الصعب التعايش مع اضطراب حقيقي يحدث عند الانتقال إلى التقاعد، والأكثر من ذلك أنّ العلاقات الاجتماعية قد تتوقف في بعض الأحيان"، بهذه الكلمات وصفت وفاء وهي موظفة متقاعدة حديثاً حال بعض المتقاعدين، ممن أصيبوا بنوع من الكآبة، يرافقها أحاسيس الخوف من الشيخوخة أو فقدان المكانة الاجتماعية.
أما حال أبو فارس (موظف متقاعد) لا يختلف عن غيره من المتقاعدين، الذين لجؤوا للعمل مجدداً بدلاً من الراحة بعد تعب سنين، والسبب إعالة أبنائهم، كما هو اتجاه إبراهيم بعد مُضي أكثر من 30 سنة كموظف حكومي، بات اليوم يجوب أغلب شوارع العاصمة بسيارة الأجرة بعد إحالته إلى التقاعد، ما جعله أكثر قرباً من الناس.
ضرورة أم حاجة!!
"لا يوجد شيء يوحي باعتزال الأعمال والنشاطات في الحياة إلّا في حال موت الإنسان"، تأكيدات حملها خبير التنمية البشرية محمد لبابيدي جاءت من وجهة نظر علم التنمية البشرية، الذي يشرح فكرة التقاعد من الوظيفة أو من قطاع معين سواء عام أو خاص، بالانتقال من عمل إلى آفاق جديدة وأعمال تناسب المرحلة العمرية والحالة الصحية والفكرية للمتقاعد؛ لذا من الضروري استمرار الإنسان بالعمل، كي يشعر بكيانه وبدوره في الحياة أنه لازال مستمراً في العمل.
فالعمل يصنع قيمة للإنسان ويعطيه الثقة بأن المجتمع لازال بحاجة خبرته، وبأنه يقّدر ما لديه من خبرة وحكمة حسب توصيف لبابيدي، آخذاً من لاعب كرة القدم عند وصوله إلى عمر لا يسمح له باللعب مثالاً بتحوله إلى مدرب أو محلل رياضي؛ ما يؤكد أن الإنسان مستمر بالعمل حتى آخر عمره.
المصدر: صحيفة تشرين