لطالما اكتسب القمر أهمية خاصة في الشعر العربي، حيث عزز ضياؤه القصيدة، فيما أتاح أفوله فرصة للتطرق إلى معانٍ أبقته حاضراً في القصائد سواء أكانت الغزل والرثاء أو القصيدة الوطنية.
كما أبدع الشاعر بهاء الدين زهير باستخدام رمزية الجمال المقمر والذي ترنم بعبارته غناء؛ المطرب الكبير صباح فخري.
وما زالت الليالي القمراء أنسب الليالي للسفر أو السهر أو الحب ، ذلك للتعبير عن جمال المعشوق ووجهه الحسن.
وفي الشعر العالمي حضر القمر تجسيداً للجمال والأحاسيس البشرية، ومرآة لمشاعر الإنسان وأفكاره، كما نرى الشاعر الإيطالي "ماريو ريلي" يتفنن بوصف وجعه منهالاً مع تصدع القمر.
كما أن العلاقة ما بين الليل والقمر من العلاقات المعقدة التي ألهمت العديد من الكتاب والفلاسفة فنرى "وليام شكسبير" وقد أشار إلى القمر كرمز للأحلام والتغيرات العاطفية: "لا تقسم بالقمر، فالقمر في كل ليلة يتغير، وبالتالي فإن حبك أيضاً يتغير".
وعبر العصور، حرص كثير من الفنانين على استحضار القمر في أعمالهم، وفي ألمانيا عثر على أقدم تصوير للقمر كقرص برونزي يعود لـ3600 عام عرف بقرص "نيبرا سكاي".. كما ظهر القمر في اللوحات الدينية وأعمال عصر النهضة..
أما أبرز مكانة للقمر في الأعمال الحديثة، فكانت لوحة "روفينو تامايو" التي جسدت خسوف القمر، ولوحة "كاسبار ديفيد فريدريش" التي تظهر تأمل شخصين للقمر. أما في القرن الـ(18) فقد رسم "جون راسل" رسومات دقيقة لسطح القمر بعدما أمضى أكثر من (20 ) عاما في مراقبة القمر وتوثيقه، بينما تُعتبر لوحة "ليلة النجوم" لـ "فان غوخ" واحدة من أبرز الأعمال الفنية في التاريخ الحديث.
كما ارتبط القمر بكثير من الأساطير المختلفة، ولا تزال بعض الثقافات تحتفل بليلة البدر كرمز للحب والنمو حيث يُعتقد أن الضوء القمري يجذب الأرواح الطيبة وينشر السلام. أما اكتماله فدليل على الأمل والإلهام.
ولطالما اعتبر القمر رمزاً مقدساً وقد تمّ تكريمه في العديد من الأديان والمعتقدات. وتكشف نصوص المسند عن عبادة القبائل العربية البائدة، مثل عاد وثمود وطسم وجديس وغيرها، للإلهة القمرية. فالإله "ود" أو "ود شهر" معناه "ود القمر".
المصدر: صحيفة تشرين