تفردت مقدمة العدد بأبرز التطورات التكنولوجية في مختلف مناحي الحياة، التي أثرت بشكل كبير في حقول المعرفة والثقافة والعلوم بأشكالها المختلفة، وذلك ضمن ما أورده رئيس اتحاد الكتاب العرب الدكتور محمد الحوراني.
مبيناً أنه في الوقت الذي مثلت به الترجمة أهم دعائم المعرفة والثقافة، كان لا بد لها أن تأخذ نصيبها من الثورة المعرفية وخلق تفاعل ثقافي وحضاري بين اللغات الأخرى ولغتنا، ما يصب في مصلحة الارتقاء في الحضارة، إضافة إلى حالة التمازج للثقافة الغربية مع الحضارات.
وعن نجاح المجلة أشار الحوراني بقوله: نجحت مجلة الآداب العالمية بتحقيق حضور لافت، كما أسهمت إسهاماً كبيراً برفد المكتبة العربية بواحدة من أهم الدوريات التي تحتاجها الحضارة، وذلك عبر مراحل متنوعة من التأسيس وصولاً إلى يومنا هذا.
وعلى لسان رئيس تحرير المجلة الدكتور جهاد بكفلوني وبمناسبة الذكرى الخمسين لصدور المجلة كتب: نستعيدُ ذكرى ذلك الجيلِ مضمّخةً بأطيابِ حفظِ اليدِ البيضاء، والإشادةِ بالصّنيعِ الحميدِ، والأثرِ الطّيّبِ، نستعيدُ الذّكرى ونحنُ نطفئ الشّمعةَ الخمسينَ من عمر مجلّتنا الغاليةِ.
وتابع بكفلوني: انطلقت المجلّة التي حملت اسم (الآداب الأجنبيّة) يوم صدورِها في دربٍ لم يكنْ مفروشاً ورداً وفلاًّ، بل لا نتجاوز الحقيقةَ عندما نقولُ إنّه كان مكتنَفاً بالصّعابِ، لكنّ الإرادةَ القويّة تستطيعُ شقَّ الصّخرة الصّمّاء فإذا بالماء ينبجسُ منها.
وعن احتضان المجلة للأقلام الواعدة الناطقة بلسان عربي، أضاف بكفلوني: منذ صدور عددها الأوّل صدرَها لاحتضان الأقلام التي تختار ما في الأدب العالميّ من رحيقٍ صافٍ، ثمّ تعمدُ بأقلامِها السّيّالةِ إلى تقديمه إلى القارئ العربيّ بلسانٍ عربيّ مبينٍ خالٍ من العجمةِ، بعيدٍ عن اللّحن، فكانت الأعمالُ المترجمَةُ عن اللّغات الأخرى لا تقلّ جمالاً عن النّصّ الأصليّ.
مشيراً بالوقت ذاته إلى استمرار المجلة ودأبها على الدّوامِ إلى حملةِ الأقلام المتألّقة في وطنِنا الغالي، وفي وطنِنا العربيّ الكبيرِ الذين لا يتردّدون بالاستجابة.
من جهته، أشار أمين تحريرها منير الرفاعي إلى عدد من الفهارس المهمة والعناوين والقراءات والكتابات التي أوردتها الأعداد الماضية، مبيناً ضرورة المثاقفة الإيجابية التي تخدم الثقافة الوطنية وحماية الهوية.
إلى جانب ذلك، تناول العدد دراسات وأشكالاً أدبية متنوعة، منها: نظرة تاريخية إلى الأدب التركي وبول فاليري، ونظرات على العالم الراهن، ونظرية الترجمة وممارستها في الصين والأحادية النقدية في مقاربة النص الأدبي واللغة والفلسفة وعلم النفس، ونصوص شعرية من اللغة الإسبانية والصينية والفرنسية.
كما تضمن مراجعات أدبية وفكرية في الآداب العالمية وشهادات ثقافية وأدبية لعدد من الكتاب والأدباء.
المصدر: وكالة سانا