كل ذلك، إلى جانب تقديم الحكومة السورية كافة التسهيلات الممكنة لهم عند دخولهم البلاد مع تقديم الخدمات الصحية ونقلهم إلى أماكن إقامتهم أو أقرب مكان إليها، كما إن الوحدات الإدارية بتوجيهات من الحكومة وبالتعاون مع المجتمع المحلي آزرتهم بكل ما هو ممكن لجهة الاستضافة وتقديم بعض المستلزمات، لكن الاحتياجات التي تتطلبها حياة العائدين أكبر من المتاح بكثير، والمطلوب من المنظمات الإغاثية الدولية تقديم الدعم اللازم، والأهم ضغط المجتمع الدولي لرفع الحصار والعقوبات الجائرة عن البلاد، لكي تتمكن من تحسين الوضع الاقتصادي الذي سينعكس لا شك على حياة العائدين.
واقع الأسر السورية العائدة من لبنان إلى درعا في بلدتي الطيحة والمال لا تسر الخاطر، هو ما أكده "أبو محمد" الذي عاد تاركاً خلفه كل شيء، ليجد نفسه وعائلته بحاجة إلى تأمين مسكن، ما يتطلب دخلاً كبيراً، إلى جانب تأمين عمل، يُمكّن من الحصول على دخل يغطي مصاريف الأسرة ليس بالأمر الهين.
إلا أنه وبالمقابل، برزت جهود المجتمع المحلي على لسان "أبو نبيل"، الذي بادر إلى استضافتهم ومد يد العون لهم، إلا أن ذلك موقت برأيه، ولا يمكن أن يدوم في ظل ظروف الناس المعيشية الصعبة بشكل عام، لذا لا بد من مساعدات من المنظمات الدولية تمكنهم من التأسيس لحياتهم وأسرهم من جديد.
أما "أبو هاني"، فقد أشار إلى التسهيلات من قبل الجهات المعنية السورية عند الحدود، لجهة تقديم الخدمات الصحية أو مستلزمات الإيواء الطارئة، إلا أنه يعد أجراءً إسعافياً طارئاً، ولا بد من دعم للحكومة السورية بداية، كي تتمكن بدورها من تغطية احتياج الأسر العائدة لجهة ترميم المنازل وإعادة تأهيلها وتأثيثها، وحتى التأسيس لعمل يوفر دخلاً يغطي نفقات الأسر العائدة.
رئيس بلدية الطيحة نادر القوساني، أشار إلى أن عدد العائلات السورية العائدة إلى بلدة الطيحة بلغ ٤٢ عائلة، يصل إجمالي عدد أفرادها إلى ١٦٧ شخصاً، كما بلغ عدد العائدين إلى بلدة المال التابعة لبلدية الطيحة ٣١ عائلة، وصل إجمالي عدد أفرادها إلى ١٥٨ شخصاً، ولجهة الاحتياجات يتم التنسيق مع الجهات المعنية لتأمين مادة الخبز بمعدل ٥٠ ربطة يومياً لكل بلدة، والآن يجري حل هذا الموضوع بالتعاون مع المجتمع المحلي، حيث يتقاسم الأهالي مخصصاتهم من الخبز المدعوم مع الأسر العائدة لحين معالجة الأمر.
وذكر رئيس البلدية أن هناك بعض العائلات بحاجة إلى أثاث للبيت (فرش وأغطية وغيرها) لكونهم منذ عام ٢٠١٤ خارج القطر وعادوا فجأة بسبب الحرب العدوانية على لبنان تاركين وراءهم كل شي فيما بيوتهم غير جاهزة، وقد تم التواصل مع الهلال الأحمر بالصنمين لتقديم المساعدات الممكنة، لكن على ما يبدو أن الأعباء كبيرة عليهم، حيث بينوا أنهم سيقدمون المساعدة بعد أن ينتهوا من المدن الكبيرة.
وأثنى رئيس البلدية على تعاون المجتمع المحلي مع الأسر العائدة لجهة الاستضافة وتأمين بعض الاحتياجات الضرورية، آملاً من المجتمع الدولي العمل لرفع العقوبات عن بلدنا ودفع المنظمات الدولية لتقديم الدعم للحكومة السورية لتتمكن من توفير مستلزمات بدء حياة العائدين من لبنان لجهة المسكن والأثاث والمعيشة وغيرها.
المصدر: صحيفة تشرين