ولم يبقَ إلا أن يطالعنا ذلك المهرج "أفخاي أذرعي" في بث مباشر من مسرح الأحداث في حلب، إذ بات كل متابع عقلاني متأكداً من أن ثمة عقلاً وبصمة صهيونية وراء الضخ الإعلامي التمهيدي في مختلف وسائل الميديا، لتحقيق "احتلال" افتراضي للمدينة قبل وصول مقدمات القطعان بانتحارييهم ومفخخاتهم ومسيّراتهم لإرهاب مدنيين آمنين، اطمأنوا لتطبيقات اتفاق وقف التصعيد.
والواضح أنه تم الاشتغال بعناية فائقة ومدروسة وممنهجة لصناعة "الهلع"، وتفريغ المدينة من أهلها، وإفساح المجال لقبول كل أنواع الضخ السلبي والإحباط.
وتأكد ذلك من خلال تبني الإرهابيين للخطاب الصهيوني ومفرداته وفبركاته صراحةً، وسلسلة تكتيكات إعلامية وعسكرية مباشرة، تؤكد أن ما يجري تم تبييته وتحضيره للإطلاق بالتزامن مع هزيمة الجيش "الإسرائيلي" في الجنوب اللبناني، أي إنه الانتقام بالوكالة عبر أدوات أعلنت نفسها "بندقية للإيجار".
هذه ليست مجرد توقعات وتحليل، بل وقائع بقرائن لم يكترث المتهمون لمواراتها و إخفائها، ولو أن محاولة بعض الأطراف التنصل من المسؤولية، باتت قرينة اتهام مباشرة له.. هكذا علمتنا التجارب الكثيرة، وبالذات مع الولايات المتحدة الأميركية.
الآن.. إن كان ماجرى في حلب انتصاراً لمن يحاولون أن يزعمون الانتصار بتعابير ومرادفات "جاذبة" يطرب لها كل من استحكم بهم الوهم، فإن العبرة ليست في زعم الانتصار بل الحفاظ عليه وترسيخه واقعاً مستداماً، وهذا ما لم ولن تستطعه قطعان طارئة تعتمد على المرتزقة في قوامها، إضافة إلى المحقونين بجرعات حقد تقتلهم وتستدرجهم إلى الموت انتحاراً وشراء “صكوك غفران” في جنتهم المزعومة.
إن التثبيت والتحرير والانتصار.. مفردات من خصائص وسمات الجيش العربي السوري، الذي حرر حلب ذاتها في ظروف أكثر تعقيداً وأقسى بكثير من الظرف الراهن.
ثقة أهلنا في حلب وثقة كل السوريين لا محدودة بجيشهم وقائدهم.. والقادمات القليلة من الأيام ستكون حافلة بالمفاجآت الصادمة لكل من تأبط شراً بسورية.
المصدر: صحيفة تشرين