كان يملك صوتاً لا بأس به، ويهوى أغاني محمد عبد الوهاب ويؤديها ببراعة متناهية. وقد عرفته دمشق كلها من وراء عزفه القوي، ومن خلال السهرات الخاصة في بيوت أهل الطرب التي كان يغني فيها بمصاحبة عوده أغاني “الهوى والشباب، ويا شراعاً، ويا جارة الوادي” وغيرها من أغاني محمد عبد الوهاب، وقد أدخل على قصيدة “يا جارة الوادي” إضافات لحنية وغنائية اعتمدها محمد عبد الوهاب عندما استمع إليها من النقشبندي في العام 1932 عند زيارته الأولى لدمشق، وسجلها على اسطوانات بيضافون وفق التعديلات التي غناها بها النقشبندي.
وعمر النقشبندي يجيد العزف بالأسلوبين المتعارف عليهما في ضبط أوتار العود، وأعني بهما الأسلوب التركي، والأسلوب العربي، وقد سخر الأسلوبين لخدمة عزفه حتى تفوق على غيره، واحتل مكانته بين عازفي العود العرب عن جدارة.
والعود بين يدي النقشبندي لا يعرف الراحة، أو بالأحرى لا يجد الراحة إلا بين أنامله التي لا يدري أحد كيف يستخدمها، ولعل هذه البراعة في تكييف الأنامل وفق ما يريد، هي التي جعلته يخلص للعزف من دون التأليف أو التلحين، فإذا أضفنا إلى هذا فهمه العميق للمقامات الشرقية، أدركنا البراعة التي يسحر فيها مستمعيه من خلال ارتجالاته ـ التقاسيم ـ التقليدية غير المبدعة ـ التي قد تستمر ساعات دون أن يمل المستمع من الاستماع والاستمتاع، ودون أن يمل الفنان “عمر النقشبندي” من العزف.
وعمر النقشبندي الذي نشأ في بيئة شعبية، ظل مخلصاً لهذه البيئة، ويمكن للمرء أن يكتشف ذلك بسهولة من خلال مؤلفاته القليلة التي نحى فيها منحى شعبياً يختلف ويبتعد كثيراً عن طريقة ارتجاله التقليدية
وعمر النقشبندي الذي مضى في رحلة العمر في أيار من عام 1981 ظل رغم تقدم السن فيه، يمارس العزف على العود، ويلقن تلامذته من العازفين حتى البارعين منهم الشيء الكثير من علوم هذا الفن الرفيع الذي مارسه أكثر من ستين عاماً. مؤلفاته: تحتفظ مكتبة الإذاعة في دمشق بعشرات الأشرطة الخاصة بأعماله وعزفه، وأشهر مؤلفاته الموسيقية التي لا تقدم إلا لماماً، لأن أغلبها مسجل على العود هي: نشوة الصباح، ليالي استامبول، رقصة لحور، أحلام عاشق، قلب عذراء، إلى جانب عدد كبير من ارتجالاته الموسيقية على العود ـ تقاسيم ـ من كل المقامات المعروفة في الموسيقا الشرقية تقريباً.
كان عمر النقشبندي رحمه الله، يستخدم خلال عزفه وضعاً معكوساً ليده اليمنى في بعض الأحيان، فتزحف أنامله على الأوتار من الجهة العليا للعود عوضا عن الجهة السفلى للعود المعروفة، وقد يقوم بالأمرين معا في المقطوعة الواحدة أو التقاسيم للتدليل على براعته في العزف.