واستقبل سماحة قائد الثورة الاسلامية آية الله العظمى السيد علي الخامنئي، اليوم الثلاثاء جمعاً من أعضاء الحكومة ونواب مجلس الشورى الإسلامي وكبار مسؤولي السلطة القضائية ومسؤولي بعض المؤسسات بمناسبة بداية العام الإيراني الجديد.
وصرح سماحته خلال هذا اللقاء أننا لا ننظر إلى هذه المفاوضات بتفاؤل مفرط ولا بتشاؤم مفرط؛ هناك خطوة تم اتخاذ القرار بشأنها، وتم تنفيذها بشكل جيد في مراحلها الأولى وبالطبع اننا متشائمون جداً بالطرف الآخر، لكننا متفائلون بقدراتنا.
وأضاف السيد الخامنئي لا ينبغي تكرار الخطأ الذي ارتكب في خطة العمل المشترك الشاملة (الاتفاق النووي)، خلال الفترة التي أجريت المفاوضات بشأن خطة العمل المشترك الشاملة تم ربط كل القضايا في البلاد بتقدم المفاوضات ملفتا ان المستثمرين لا يستثمرون في البلاد عندما يشهدون ان كل الشيء فيها رهن بالمفاوضات.
وأكد سماحته على مواصلة الانشطة في البلاد في مختلف المجالات الصناعية و الاقتصادية و البناء و الثقافية وتنفيذ المشاريع العملاقة واضاف لا ينبغي ربط اي من هذه القضايا بمفاوضات عمان.
وفيما حذر سماحته من التفاؤل أو التشاؤم المفرط تجاه مفاوضات عمان هناك خطوات أولى تم اتخاذها بشكل جيد تجاه هذه المفاوضات ويجب أن نتحلى بالدقة في مواصلة هذه الحركة وأن الخطوط الحمراء واضحة تماما لنا و للطرف الآخر.
وأضاف أن المفاوضات يمكن أن تؤدي إلى نتيجة وقد لا تصل إلى نتيجة وأننا لا ننظر اليها بتفاؤل مفرط ولا بتشاؤم مفرط وأننا متشائمون جدا بالطرف الآخر لكننا متفائلون بقدراتنا الذاتية.
ورأى قائد الثورة الإسلامية ان أفضل طريق لمواجهة العقوبات، هو الاستثمار في الانتاج، موضحا : ليس في أيدينا رفع العقوبات، لكن في وسعنا تحييدها، وهناك العديد من الطرق والقدرات الداخلية المناسبة لذلك، وإذا تحقق هذا الهدف فإن البلاد ستصبح منيعة أمام هذه العقوبات.
واعتبر توسيع العلاقات مع الجيران والمراكز الاقتصادية في آسيا وأفريقيا ودول أخرى بالامر المهم، لافتا بأن هذا العمل يتطلب أيضا المتابعة، وخاصة فيما يتعلق بتغيير بعض الممارسات على المستويات المتوسطة.
وقيّم قائد الثورة الاسلامية، اتصالات رئيس الجمهورية مع رؤساء الدول الأخرى ونشاطات وزارة الخارجية بأنها جيدة ومؤثرة للغاية.
وبخصوص محادثات سلطنة عُمان، بيّن سماحته بأنها واحدة من عشرات المهام التي تقوم بها وزارة الخارجية الإيرانية، مؤكداً على أنه لا ينبغي ربط القضايا الداخلية بهذه المحادثات ، ولا ينبغي تكرار الخطأ السابق في الاتفاق النووي، والذي جعل كل شيء بالبلاد معتمداً على تقدم المحادثات.
وأوضح أن ذلك يجعل البلاد مشروطة وكل شيء بما في ذلك الاستثمار، معطلا وينتظر حتى تتضح نتيجة المحادثات.
واستطرد قائد الثورة الإسلامية الإيرانية على دور مواصلة الفعاليات في البلاد بكافة المجالات الصناعية والاقتصادية والعمرانية والثقافية وتنفيذ المشاريع الكبرى ، قائلا: لا علاقة لأي من هذه القضايا بمحادثات عُمان.
ومن خلال تجنب "التفاؤل والتشاؤم المفرطين" في هذه المحادثات، قال سماحته: تم تنفيذ قرار البلاد بالتفاوض بشكل جيد في الخطوات الأولى، ولكن بعد ذلك يجب علينا التحرك بحذر، حيث ان الخطوط الحمراء واضحة تماما بالنسبة لنا وبالنسبة للجانب الآخر.
وتابع آية الله الخامنئي: المفاوضات قد تصل إلى نتيجة وقد لا تصل، لسنا متفائلين جداً ولا متشائمين جداً بشأن هذه المحادثات. بالطبع، نحن متشائمون جداً بشأن الطرف الآخر، لكننا متفائلون بقدراتنا.
كما أكد سماحته على ضرورة ضمان التنفيذ الدقيق والشامل لخطة الحكومة السابعة، قائلاً: يجب تنفيذ هذه الخطة الجيدة التي تعتمد على السياسات الكلية للبلاد بحزم وثبات منذ البداية.
هذا، وهنأ قائد الثورة الاسلامية المسؤولين وعوائلهم بالعام الإيراني الجديد، مشيداً بالتعاطف والدعم الذي أبدته عوائل المسؤولين والذي أدى إلى لعب دور مؤثر في أداء واجباتهم بشكل أفضل وتحقيق النتائج، معرباً عن أمله في تنفيذ ما ورد في تقرير النائب الأول لرئيس الجمهورية في غضون فترة زمنية معقولة.
وتطرق سماحته في ختام كلمته إلى المستجدات في غزة ، مشيراً إلى الجرائم غير المسبوقة التي ارتكبتها وترتكبها العصابة الإجرامية الصهيونية في الاعتداء المتعمد على المرضى والصحفيين وسيارات الإسعاف والمستشفيات والأطفال والنساء المضطهدين في غزة، مبيّنا بأن هذه الجرائم تتطلب قسوة غير عادية، وهي التي تمتلكها العصابة الإجرامية المحتلة.
وأكد على ضرورة التحرك المنسق للعالم الإسلامي في المجالات الاقتصادية والسياسية، مشيرا الى ضرورة التحرك العملي إذا لزم الأمر،مضيفا انه مما لا شك فيه أن الله سوف يلحق هؤلاء الطغاة بأشد عقاب، ولكن هذا لا يقلل من المسؤوليات الثقيلة الملقاة على عاتق الحكومات والدول.