الرئيس الإيراني ينتقد الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال مكالمة هاتفية مع نظيره الفرنسي

الإثنين 30 يونيو 2025 - 13:43 بتوقيت غرينتش
الرئيس الإيراني ينتقد الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال مكالمة هاتفية مع نظيره الفرنسي

قال رئيس الجمهورية مسعود بزشكيان أنَّ المعايير المزدوجة التي تتبعها الوكالة الدولية للطاقة الذرية أثارت مشاكل كثيرة للأمن في المنطقة والعالم، والمتوقع أن تتقيد الوكالة بحقوق الدول وتتحاشى السلوكيات المزدوجة في سبيل الدفاع عن حق الدول الاعضاء وحقوقها.

ووجه بزشكيان في مكالمة هاتفية مساء أمس مع الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" ورداً على قلق الأخير من وقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعاونها مع الوكالة الدولية، وجه انتقاداً لنوع سلوكيات المدير العام للوكالة على خلفية تقديمه تقارير غير صحيحة فيما يخص الملف النووي ومن أنه لم يندد بالهجوم على منشآت إيران النووية، وقال إن نظرة إيران حكومةً وبرلماناً وشعباً اليوم تتمثل في أن المدير العام للوكالة الدولية لم يتصرف بشكل محايد رغم تعاون إيران وتعاطيها مع الوكالة وهذا السلوك غير مقبول بالنسبة لنا.

وأكد الرئيس بزشكيان إنَّ إجراء مجلس الشورى الإسلامي والنابع من إرادة الشعب الإيراني جاء بمنزلة ردة فعل طبيعية على هذا السلوك غير المبرر وغير البنّاء والمدمر للمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وفي معرض إشارته إلى العدوان الذي شنه الكيان الصهيوني على إيران أعرب رئيس الجمهورية عن أسفه لأن هذه الجريمة أسفرت عن استشهاد جمع من المواطنين والعلماء والقادة العسكريين، والأكثر أسفاً أنَّ المتشدقين بحقوق الإنسان والقوانين الدولية، سعوا بدلاً من التنديد والاستنكار إلى تبرير هذا العمل غير الإنساني وغير القانوني الذي قام به الكيان الصهيوني وأمريكا.

وأضاف الرئيس بزشكيان، إنه عندما لا يلتزم المدير العام للوكالة الدولية بقوانين هذه المنظمة الدولية، ويمتنع عن التنديد بالهجمات على المنشآت النووية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، فإنَّ توقع أن تتقيد الدول الأعضاء بقوانين الوكالة، أمر يستبعده المنطق.

وتابع الرئيس الإيراني، إنَّ الوكالة الدولية وبدلاً من التنديد والاستنكار، عملت على تبرير هذا العمل الخطير وغير الإنساني وغير القانوني متوجهاً إلى الرئيس الفرنسي متسائلاً: هل تعتبر تصرف الوكالة الدولية هذا بأنّه منطقي!؟

واعتبر الرئيس بزشكيان التصرف الأخير للوكالة الدولية بأنّه مصدر قلق ومثير لتحديات جادة على مستوى الثقة العامة للشعب الإيراني، وأكد أنَّ أول خطوة على طريق إعادة تأهيل هذه الثقة المتضررة، تتمثل في تقيد الوكالة الدولية التام بقوانينها وانظمتها ولوائحها هي.

وتساءل: لماذا يجب أن يشكل الكيان الصهيوني المجرم الذي لم ينضم إلى معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، وتصرف طيلة هذه السنين على النقيض من جميع القوانين الدولية السارية، مصدراً وأساساً لتقارير الوكالة الدولية؟ مضيفاً: أنَّ هذه المعايير المزدوجة أثارت مشاكل كثيرة للأمن في المنطقة والعالم.

وتابع بزشكيان، ما هي الضمانات بألّا تتعرض منشآتنا النووية مرة أخرى للعدوان مضيفاً: إنه في الوقت الذي يقترف الكيان الصهيوني جرائم غير مسبوقة ضد النساء والأطفال في غزة ويعتدي مباشرة على بلدنا، تبقى الأسرة الدولية متفرجة على هذه الأحداث متسائلاً: ماذا تبقى من مصداقية للقوانين والمواثيق الدولية؟.

واكد بزشكيان السياسة المبدئية للجمهورية الاسلامية الايرانية بتجنب اي حرب وتدهور امني وتسوية القضايا بالطرق الدبلوماسية والحوار معربا عن تمنياته بان تفي المنظمات الدولية بما فيها الوكالة الدولية بالتزاماتها وتقيدها بمواثيقها، لتوجيه العالم نحو السلم والامن بدلا من الحرب و الصراعات.

من جانبه، قال الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون"، أنَّه يتفهم ويؤيد مواقف الجمهورية الإسلامية الايرانية بشأن التطبيق الصحيح والموحدة للقوانين من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وقدم ماكرون التعازي بوفاة عدد من المواطنين الإيرانيين جراء الهجمات الأخيرة للكيان الصهيوني وقال أنَّ فرنسا كانت ضمن الدول الأوائل التي نددت بالهجمات العسكرية الأمريكية والإسرائيلية، وأعلنت بصراحة لرئيس الوزراء الاسرائيلي أنّها لا تعير أي مكانة قانونية وشرعية للتدخل في الملف النووي الإيراني.

وأضاف ماكرون، إننا نؤكد على استمرار تعاون الجمهورية الإسلامية الإيرانية مع الوكالة الدولية حتى في إطار جديد وكذلك مواصلة الحوار مع الدول الاوروبية.

جميع الحقوق محفوظة لقناة العالم سورية 2019