وزير الخارجية الإيراني: الصحفيين والإعلاميين لعبوا دوراً مميزاً في الحرب

الإثنين 4 أغسطس 2025 - 19:05 بتوقيت غرينتش
وزير الخارجية الإيراني: الصحفيين والإعلاميين لعبوا دوراً مميزاً  في الحرب

قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إنَّ الصحفيين والإعلاميين لعبوا دوراً مميزاً وبالغ الأهمية، حيث أنه كان هناك العديد من المشاهد التي لا تُنسى لتواجدهم المهني والمتفاني في هذا الميدان.

وجاء كلام عراقجي خلال مشاركته في المؤتمر الصحفي الاسبوعي للمتحدث باسم وزارة الخارجية الذي عُقد اليوم، وضمن الاحتفال بيوم الصحفي في إيران (8 آب/أغسطس).

وأوضح عراقجي أنَّ العديد من المراقبين الدوليين قد قارن هذا التواجد بأداء صحفيين في مناطق أخرى من العالم، أولئك الذين يفضلون مغادرة الساحة عند أول إشارة للخطر.
وأضاف عراقجي إلا أنَّ الصحفيين الإيرانيين، سواء في ميدان المعركة أو خلف مكاتبهم وفي غرف التحرير، وقفوا بشجاعة، ووثقوا لحظة بلحظة مجريات الأحداث، وأصبحوا هم أنفسهم جزءا من هذا الصمود والمقاومة والتاريخ الخالد.

وتابع وزير الخارجية الإيراني، قائلا: على هذا الطريق ايضا قدّموا شهداء ستظل أسماؤهم خالدة في ذاكرة الشعب الإيراني. ومن بين هؤلاء الشهداء، الشهيد نيما رجب‌ بور، الذي تحضر عائلته الكريمة بيننا اليوم، ما يشكل مصدر فخر لنا جميعا.

كما ذكرعراقجي أن يوم الصحفي في إيران، تم انتخابه بالتزامن مع ذكرى استشهاد مراسل وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية "ارنا"، الشهيد "محمود صارمي" في مزار شريف بأفغانستان برفقة 8 من موظفي قنصلية الجمهورية الإسلامية الإيرانية عام 1998، وذلك تخليدا لذكرى هذا الشهید وموظفي قنصلية الجمهورية الاسلامية الايرانية الذين استشهدوا معه.

ورأى وزير الخارجية الايراني ان هذه الحادثة المؤلمة شكلت نقطة تحوّل في تقاطع مجالَي الدبلوماسية والإعلام، مؤكدا على ان ميداني الدبلوماسية والإعلام مجالان متكاملان ومتلازمان، موضحاً أنه في حادثة مزار شريف، وقف الصحفي والدبلوماسي جنبا إلى جنب، واستُشهدا في سبيل أداء رسالتهما.

وتابع عراقجي، بالطبع كان الصحفيون أذكى منا لأنهم سجلوا هذا اليوم باسمهم، بينما لا يزال "يوم الدبلوماسي" بلا موقع في التقويم الرسمي، وهو أمر ينبغي التفكير فيه. لكن في الواقع، لا يوجد فرق بيننا؛ فالصحفي والدبلوماسي في كل الميادين رفيقان وسندان في خندق واحد.

واستطرد قائلا: لقد قلت دائماً إنَّ عمل الصحفيين قد يكون أصعب من عملنا نحن. فنحن ندخل الاجتماعات الرسمية، بينما ينتظر الصحفيون لساعات خلف الأبواب، على أمل أن يتمكنوا بعد انتهاء الاجتماع من إجراء مقابلة أو نشر خبر. كم من مرة قررنا أنا أو زملائي عدم الحديث، واضطررنا للمرور بجانب الصحفيين دون إجابة، وكانت لحظات صعبة حقا بالنسبة لي، لأنني كنت أعلم كم صبروا من أجل تلك اللحظة.

هذا وبيّن عراقجي ان عمل الصحفي هو رواية الحقيقة الميدانية، قائلا: كلكم تعلمون جيدا أنه في زماننا هذا، تكون حرب الروايات أحيانا أصعب وأكثر حسما من الحرب العسكرية نفسها. ففي كثير من الاحيان، لا يهم من انتصر عسكريا؛ بل الأهم هو من انتصر في حرب الروايات. وهذه رسالة عظيمة تقع على عاتق الصحفيين: تقديم رواية صحيحة، واقعية، وفي الوقت المناسب.

هذا وأكد عراقجي مجدداً أنَّ من يقدّم الرواية الأولى، غالبا ما يكون هو المنتصر في ميدان السرد، موضحا: هذه مسؤوليتكم. ونحن ندرك هذه الحقيقة، ونعترف بها، ونقدّر بكل صدق جهودكم، وتضحياتكم، وأهمية رسالتكم.

وفي ختام كلمته، قال وزير الخارجية: أتمنى لكم جميعا التوفيق في هذا المجال بالغ الأهمية، شديد الصعوبة والتعقيد. كما أود أن أعبر عن شكري الصادق للصحفيين الأجانب الحاضرين في هذا المؤتمر، لمشاركتهم في هذه الندوة الصحفية وحضورهم في وزارة الخارجية.

واضاف: أجدد شكري لعائلة الشهيد رجب ‌بور الكريمة، فحضورهم في هذا الحفل شرف لنا وتذكير بالقيم السامية للتضحية والفداء. كما أتوجه بالشكر إلى مؤسسة الإذاعة والتلفزيون التي قدمت جهودا مشكورة خلال الحرب غير العادلة التي استمرت 12 يوما، حيث تحملت القصف، وقدمت الشهداء، ومع ذلك لم تتوقف قنواتها للحظة واحدة. هذا الصمود في الخط الأمامي للإعلام يستحق كل الاحترام والتكريم.

وتابع: نحن نُقدّر زملاءنا في الاذاعة والتلفزيون الايراني من صحفيين ومديرين، الذين حافظوا على الإعلام الوطني حيا ونابضا في أصعب الظروف، تحت وابل القنابل والصواريخ، ولم يسمحوا للعدو بتحقيق أهدافه. في اليوم الذي استهدفوا فيه صوت الجمهورية الإسلامية وقصفوا مقر هيئة الاذاعة والتلفزيون الايراني، كانوا يظنون أن صوت الشعب سيُسكت، لكن ذلك الصوت لم يُسكت ولو للحظة واحدة. بل على العكس، تم توثيق مشاهد أصبحت مصدر فخر واعتزاز لكل إيراني. هذا الصمود هو ثروة عظيمة لأمتنا.

 

جميع الحقوق محفوظة لقناة العالم سورية 2019