مشددا على عدم تدخل أي قوات عسكرية أو أمنية في إطار هذا المشروع وقال : يجب التأكد من أن ممر القوقاز سيكون حقا طريقا للسلام والتنمية وليس أداة لتحقيق أهداف الهيمنة الأجنبية.
وأفادت "إرنا" بأن رئيس الوزراء الأرميني "نيكول باشينيان" أجرى اليوم الاثنين اتصالا هاتفيا مع الرئيس "بزشكيان"، حيث قدم تقريرا مسهبا حول مسار توقيع مذكرة التفاهم الأخيرة "للسلام" بين بلاده وجمهورية أذربيجان، وشرح أبعاد مشروع "ممرّ قوقاز" المواصلاتي؛ معربا عن شكره لمواقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية المبدئية في الحفاظ على التقارب بين دول المنطقة.
وأضاف رئيس الوزراء الأرميني بأن تنويه الجمهورية الإسلامية الإيرانية الى ضرورة الحفاظ على سيادة أرمينيا وسلامة أراضيها، أمر بالغ القيمة والأهمية بالنسبة لـ "يريفان"؛ مشيرا إلى أن "أرمينيا لن توقع أي اتفاق إلا بعد التأكد الكامل من مراعاة مصالح وحساسيات دولة إيران الصديقة والجارة".
وأوضح "باشينيان"، أن جمهورية أرمينيا تعتبر علاقاتها وتعاونها مع الجمهورية الاسلامية الايرانية، "ستراتيجية"، وأن جميع القرارات والإجراءات المهمة "ستُتخذ بالتشاور والتنسيق الثنائي مع الالتزام بمبدأ الشفافية والصدق كركائز أساسية في هذه العلاقات.
الى ذلك، وصف الرئيس الإيراني العلاقات بين طهران ويريفان بأنها "ستراتيجية"؛ مؤكدا على أن التفاعلات بين البلدين كانت دائما "بناءة، ومبنية على حسن الجوار والاحترام المتبادل لسلامة أراضي الطرفين"؛ قائلا في حديثه الهاتفي مع رئيس وزراء ارمينيا : إن النهج المبدئي والعقلاني شكّل على الدوام الأساس الرصين في تعزيز العلاقات الودية والستراتيجية بين البلدين، وان أي محاولة أو إجراء يهدف إلى الإضرار بهذه العلاقات التاريخية والعميقة سيُرفض بشكل قاطع من قبل البلدين.
وصرح الرئيس "بزشكيان" : إن الجمهورية الإسلامية، باعتبارها مرساة للسلام والاستقرار والأمن في المنطقة، ترحب بأي اتفاق يؤدي إلى تعزيز السلام، خاصة بين الدول الاقليمية.
وفي إشارة إلى مشروع الممر التواصلي في القوقاز بمشاركة أمريكية، حذر الرئيس الإيراني من الإجراءات المحتملة للجانب الأمريكي، والتي قد تسعى لتحقيق أهداف هيمنة تحت ستار الاستثمار الاقتصادي وادعاءات تحقيق السلام؛ مضيفا : يجب التأكد من أن هذا المسار سيكون حقا طريقا للسلام والتنمية، وليس أداة لتحقيق أهداف الهيمنة الأجنبية.
وختم الرئيس الإيراني قوله بالتأكيد على أهمية العلاقات مع الجيران، وخاصة بين إيران وأذربيجان وأرمينيا؛ معتبرا أن "استمرار هذه العلاقات وتعزيزها يتطلب التنسيق والتفاهم وتجنب أي تدخلات أجنبية وأشار إلى أن إيران تضع المصالح المشتركة في العلاقات الإقليمية، خاصة مع الجيران، في الأولوية، وتثق بأن هذا النهج سيُعتبر أولوية أساسية لدى دول المنطقة أيضا".