قائد الثورة الإسلامية: السبيل لمواجهة الكيان الصهيوني هو قطع العلاقات معه

الأحد 7 سبتمبر 2025 - 21:20 بتوقيت غرينتش
قائد الثورة الإسلامية: السبيل لمواجهة الكيان الصهيوني هو قطع العلاقات معه

أكد قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى السيد علي خامنئي، على ان السبيل الى مواجهة جرائم الكيان الصهيوني المروعة يكمن في قطع العلاقات التجارية والسياسية بين الدول المحتجة وخاصة الدول الإسلامية، مع هذا الكيان.

وأفادت "إرنا"، بأن تصريحات قائد الثورة الإسلامية جاءت لدى استقبال سماحته، اليوم الاحد، رئيس الجمهورية وأعضاء مجلس الوزراء؛ مشددا على ضرورة تعزيز عناصر القوة والعزة الوطنية، ولافتا الى أن "معيشة الشعب" هي القضية الأساس في البلاد.

وحث اية الله العظمى خامنئي، الحكومة على بذل المزيد من جهود لضبط الأسواق والحيلولة دون الارتفاع المنفلت للاسعار الذي يقلق المواطنين؛ كما اشار الى ضرورة تغليب أجواء العمل والجهد والأمل على حالة "لا حرب ولا سلم" وتعزيز الإنتاج الوطني ومتابعة القرارات حتى تحقق نتائج ملموسة والإفادة من فرصة الإجماع السياسي لتنفيذ المشاريع الكبرى وحل أزمة السكن وتجنّب الإسراف خصوصا في الأجهزة الحكومية وتركيز المسؤولين وأصحاب الرأي على بلورة نقاط القوة الحقيقية وبث الأمل في المجتمع.

كما ثمن سماحته جهود رئيس الجمهورية والمسؤولين، والمدراء، وكافة العاملين الاكفاء والكادحين في الاجهزة التنفيذية، لاسيما الاجهزة التي قدمت تضحيات بالمعنى الحقيقي للكلمة خلال محنة الحرب التي دامت 12 يوما؛ منوها بـ"الدوافع" و"المعنويات" و"الاجتهاد" لدى الرئيس "بزشكيان".

وأضاف قائد الثورة : إن زيارة السيد "بزشكيان" المميزة إلى الصين حملت معها فرصا اقتصادية وسياسية كامنة، وهذه النتائج الإيجابية يجب متابعتها؛ داعيا مسؤولي البلاد، واصحاب الفكر والكتاب، لـ"سرد قصة القوة والاقتدار الوطني واستعراض الإمكانيات الكبيرة في البلاد"، و"تجنب سرد الضعف والعجز".

وأضاف سماحته، أن المسؤولية تقع في هذا الصدد على الصحافة والإذاعة والتلفزيون.

واعتبر، أن كلمة الرئيس الايراني في هذا اللقاء كانت مثالا على سرد "القوة والأمل والقدرة"؛ مصرحا : ان الدافع والعزيمة والمعنويات القوية هي التي تمهد الطريق لتحقيق المطالب والأهداف.

وأشار اية الله العظمى خامنئي إلى ضرورة اغتنام كل ساعة من الفرص العابرة خلال تقديم الخدمات للمواطنين، قائلا : لو اغتنمنا فرص الخدمة وتجنبنا التقاعس والازدواجية في العمل، والانغماس في القضايا الهامشية، فإن المشاكل ستحل حتما؛ ليس على المدى الطويل بل على المدى المتوسط.

واعتبر سماحته أن اتخاذ إجراءات أكثر جدية في المجال الاقتصادي ومعيشة الناس أمر ضروري؛ مؤكدا : في سياق حل المشاكل، يجب ألا ننتظر التطورات الخارجية، بالطبع كل شخص يقوم بواجبه في هذا المجال، ولكن يجب التغلب على حالة "لا حرب ولا سلم" التي يسعى العدو لفرضها، بالدافع والعزيمة والأمل وروح العمل والجهد، لأن هذه الحالة تضر بالبلاد وتشكل خطرا عليها.

وأردف سماحته: إن تعزيز عناصر القوة الوطنية والكرامة هو واجب الحكومات؛ مضيفا : أهم هذه العناصر هي الروح المعنوية، والدافع، والوحدة، والأمل لدى الشعب، والتي يجب العمل على توفيرها وتعزيزها بالقول والعمل، والحؤول دون تقوضها.؟

وصرح قائد الثورة : ان تحديد الأولويات هو من الخطوط الرئيسية في مجال الإدارة، حيث يجب التركيز على عاملي : الضرورة الملحة والطبيعة البنيوية للامور.

وشكر قائد الثورة الإسلامية، النائب الأول لرئيس الجمهورية "محمد رضا عارف" على حيويته وجهده وعقده جلسات لمتابعة قرارات الحكومة؛ مبينا أن الحكومات مسؤولة عن تلبية الاحتياجات العامة والمشتركة للشعب، مثل المعيشة، والأمن، والصحة، والثقافة، وأنماط الحياة، ويجب في هذه المجالات تحديد الأولويات والعناوين الأساسية بدقة.

كما اعتبر سماحته أن تحقيق الأهداف، والمعارف، والشرائع الإسلامية هو الأساس الذي قام عليه النظام الإسلامي؛ قائلا : الإمام الخميني (رض) طرح هذه المبادئ منذ اليوم الأول، ومن يقول غير ذلك، فهو يقول عكس الحقيقة.

وأكد سماحته على أن متابعة القرارات حتى تحقيق النتائج هي من أهم المهام؛ قائلا : يقوم السيد الرئيس بهذه المتابعة من خلال السفر إلى المحافظات، وزيارة الوزارات، والتواصل مع الناس والمسؤولين، ولكن من الضروري أن يتم بث هذه الروح في الهيكل الإداري وتعزيزها لدى المدراء المتوسطين، كي لا تتلاشى القرارات في التسلسل الإداري، وعندما تصل إلى التنفيذيين، لا يبقى عمليا شيء من تلك القرارات.

وأعرب آية الله خامنئي عن ارتياحه لإمكانية تحقيق الإجماع في البلاد؛ مضيفاً: التضامن والتعاون والتآزر بين رؤساء السلطات الثلاث أمر يستحق الإشادة، ولكن الأقسام المسؤولة عن اتخاذ القرارات وصياغتها يجب أن تكون نشطة في هذه العملية أيضا.

واعتبر سماحته، أن فرصة التوصل الى الإجماع الحالي في البلاد، على الرغم من تنوع الأذواق، هي أكبر من أي وقت مضى، مردفا بالقول: يجب استغلال هذه الفرصة للقيام بأعمال مهمة، بما في ذلك تخفيف الهيكل الحكومي وتقليل عدد الأجهزة التي وجودها كعدمها.

كما قدم قائد الثورة الإسلامية جملة من التوصيات حول القضية المهمة في البلاد، اي "الاقتصاد" حيث كانت التوصية الأولى تتعلق بـ "الاهتمام بالإنتاج وإحياء الوحدات الإنتاجية".

وأوضح سماحته كل من يفهم القضية الاقتصادية بشكل واقعي وعملي يجمع على أن الإنتاج هو مفتاح التقدم الاقتصادي لإيران؛ لذلك، ينبغي إيلاء اهتمام خاص للإنتاج، بما في ذلك معالجة انقطاع الكهرباء عن هذه الوحدات إلا في حالات الطوارئ والتوفير الكامل وفي الوقت المناسب للسلع الأساسية.

وأضاف السيد الخامنئي يجب أن تكون مخزونات السلع الأساسية مطمئنة تماما، من خلال القضاء على ارتفاع الأسعار الناتج عن جشع الساعين للربح، وايضا ازالة المخاوف بشأن الوضع الغذائي.

وشدد سماحته على توفير السلع الأساسية بشكل كامل وفي الوقت المناسب وضمان المخزون الاستراتيجي منها، ومكافحة الاحتكار والمضاربة التي تؤدي إلى رفع الأسعار؛ داعيا إلى تنويع واردات السلع الأساسية عبر قنوات مختلفة لتحقيق المنافسة وخفض التكاليف.

كما أكد قائد الثورة الإسلامية وجوب إدارة السوق بانضباط يمنع اضطراب الأسعار، وتأمين احتياجات الغاز في الشتاء، ومتابعة حل مشكلة السكن، والإفادة من طاقات الشباب المتخصصين في تطوير قطاع النفط وزيادة تنويع أسواقه، وكذلك مكافحة الإسراف في موارد الدولة ومصروفاتها.

وأشار سماحته إلى أن جزءا كبيرا من موارد البلاد يهدر في القطاع الحكومي؛ قائلا : هناك إسراف في استهلاك الماء والكهرباء والغاز، وفي المباني الحكومية. كما يحدث إسراف في السفر غير الضروري، أو في عدد المرافقين الزائد عن الحاجة، أو الإقامة في الفنادق باهظة الثمن، ويجب منع كل ذلك.

وعلى الصعيد الاقليمي، أشار الإمام الخامنئي إلى الجرائم الفظيعة والكارثة المروعة التي يرتكبها الصهاينة الملاعين، والتي يتم الإعلان عنها دون خجل أو حياء؛ موضحا : على الرغم من أن هذه الجرائم تتم بدعم من دولة مثل أمريكا، إلا أن الطريق لمواجهة هذا الوضع ليس مغلقا ويجب على الدول، وخاصة الدول الإسلامية، أن تقطع علاقاتها التجارية وحتى السياسية مع الكيان الصهيوني تماما وأن تعزله.

وختم قائد الثورة الإسلامية تصريحاته بالتأكيد على أن الكيان الصهيوني هو الكيان الأكثر عزلة والأكثر كراهية في العالم؛ ويجب أن يكون أحد الخطوط الرئيسية لدبلوماسيتنا هو حث الحكومات على قطع العلاقات التجارية والسياسية مع هذا الكيان المجرم.

وفي مستهل هذا اللقاء، قدم رئيس الجمهورية تقريرا عن أهم برامج وأنشطة الحكومة الـ 14 خلال العام الماضي؛ مبينا أن عدم توازن الطاقة، والجفاف، وبعض القضايا الخارجية كانت من أبرز التحديات في العالم الأول من عمر حكومته.

جميع الحقوق محفوظة لقناة العالم سورية 2019