وأشار قائد الثورة الإسلامیة خلال استقباله الیوم الأربعاء آلاف النساء والفتيات من مختلف مناطق البلاد، إلى إصرار الغرب على تصدير ثقافته الخاطئة إلى العالم، مضيفاً أنهم يزعمون أن بعض القيود المحددة للنساء، بما في ذلك الحجاب، ستعيق تقدمهن، لكن الجمهورية الإسلامية أبطلت هذا المنطق الزائف والخاطئ وأثبتت أن المرأة المسلمة المقيدة بالزي الإسلامي تستطيع التحرك ولعب دور في جميع المجالات أكثر من غيرها.
ووصف قائد الثورة الإسلامیة، التقدم العلمي والرياضي والفكري والبحثي والسياسي والاجتماعي والصحي وزيادة متوسط العمر، والدعم الجهادي ومرافقة زوجات الشهداء الأبرار، بأنها إنجازات غير مسبوقة للمرأة في تاريخ إيران وقال: لم تشهد إيران في تاريخها قط ولو بنسبة واحد في المائة من هذا العدد من النساء العالمات والمفكرات والمثقفات وصاحبات الأفكار والآراء، وكانت الجمهورية الإسلامية هي التي عززت المرأة و أدت إلى تقدمها في كافة المجالات المهمة.
و قال سماحته في معرض التعبير عن التناقض بين النظرة الرأسمالية والإسلامية للمرأة: "في الإسلام، تتمتع المرأة بالاستقلال والقدرة والهوية وإمكانية التقدم، لكن النظرة الرأسمالية هي نظرة تبعية وذوبان هوية المرأة في الرجل، وعدم احترام شرف المرأة وكرامتها، وهذه النظرة تعتبر المرأة وسيلة مادية وأداة للمتعة والتسلية، والعصابات الإجرامية التي أحدثت ضجة كبيرة في أمريكا مؤخرًا هي نتيجة لهذا النوع من النظرة.
واعتبر قائد الثورة الإسلامیة "تدمير بنية الأسرة" وخلق أضرار كالأطفال المجهولي الأب، وتقليص العلاقات الأسرية، وعصابات تصطاد الفتيات، والترویج المتزاید للعلاقات الجنسية غير الشرعية باسم الحرية، من الخطايا الكبرى للثقافة الرأسمالية في القرن أو القرنين الماضيين.
وقال إن الرأسمالية الغربية تُطلق على هذا الكم الهائل من الأنشطة غير القانونية اسم "الحرية" زورا، وتستخدم هذا اللقب للترويج لها حتى في بلدنا، في حين أن هذه ليست حرية بل عبودية و أسر.
وأكد قائد الثورة الإسلامية أن المرأة ليست موظفة في المنزل و إنما مديرة البيت، وأن المرأة في الإسلام تتمتع بحقوق متساوية مع الرجل في الأنشطة الاجتماعية والنشاط السياسي والعمل والوصول إلى معظم المناصب الحكومية وفي سائر المجالات، و إن مجالات تقدمها في السلوك المعنوي والجهد والحركة الفردية والعامة مفتوحة.
ووصف مكانة المرأة في الإسلام بأنها رفيعة ، وأضاف سماحته أن التعابیر القرآنية بشأن هوية المرأة وشخصيتها هي أسمى وأرقی التعابیر وأكثرها تقدما.
وأشار قائد الثورة الإسلامیة إلى آيات القرآن الكريم التي تتحدث عن الدور المتساوي للرجال والنساء في الحياة والتاريخ البشري، وإمكانية نموهما المتساوي في الوصول إلى الكمالات الروحية والمعنویة والمناصب العليا وأعلى الدرجات وقال: إن كل هذه النقاط تتعارض مع المفاهيم الخاطئة لأولئك الذين يملكون الدين لكن لم يعرفوه، وكذلك مع الذين لم يقبلوا الدين أساساً.
و ذكر أن الثقافة المنحطة الغربية والثقافة الرأسمالية مرفوضة تماماً من منظور الإسلام، وأضاف: «في الإسلام، للحفاظ على مكانة المرأة والتحكم في الرغبات الجنسية القوية والخطرة، توجد قيود وأحكام في مجالات الاتصال بين الرجل والمرأة، ولباس المرأة والرجل، وحجاب المرأة، وتشجيع الزواج، وهي متوافقة تماماً مع طبيعة المرأة ومصلحة واحتياجات المجتمع الحقيقية.في حين أن كبح الرغبات الجنسية التي لا نهاية لها والمدمرة ليس أمرا مطروحا على الإطلاق في الثقافة الغربية.
واعتبر قائد الثورة الإسلامیة أن الرجل والمرأة في الإسلام عنصران متوازنان، يشتركان في الكثير من الأمور، مع بعض الاختلافات الناتجة عن الجسد والطبيعة، وقال: إن هذين «العنصرين المكملين» يلعبان دوراً حيوياً في إدارة المجتمع البشري، واستمرار نسل الإنسان، وتقدم الحضارة، وتلبية احتياجات المجتمع، و إدارة الحياة.
وفي إطار هذا الدور الحيوي، اعتبر آية الله الخامنئي تأسيس الأسرة من أهم الأعمال، وأضاف: «على عكس تجاهل مؤسسة الأسرة في الثقافة الغربية الخاطئة، يضمن الإسلام حقوقاً متبادلة ومحددة للمرأة والرجل والأبناء كعناصر تشكل الأسرة».
واعتبر قائد الثورة الإسلامية في جزء آخر من حديثه حول حقوق المرأة، "العدالة في المعاملة الاجتماعية والأسرية" أول حق للنساء، مؤكدا على مسؤولية الدولة وكافة أفراد المجتمع في ضمان هذا الحق.
وأضاف أن «الحفاظ على الأمن والاحترام والكرامة» من الحقوق الأساسية للمرأة، مشيرا إلى أن الإسلام يؤكد الاحترام الكامل للمرأة، على عكس الرأسمالية الغربية التي تدوس على كرامة المرأة.
وأشار سماحته إلى حديث للنبي محمد صلى الله عليه وسلم يرى المرأة «زهرة» وليست مجرد «عاملة في شؤون البيت»، موضحًا أن هذه النظرة تقتضي حماية المرأة ورعايتها دون توبيخ أو تأنيب، لتملأ البيت بألوانها وعطرها.
وأضاف قائد الثورة الإسلامية أن من الحقوق الكبرى الأخرى للمرأة في البيت هو «منع كل أشكال العنف ضدها» والابتعاد التام عن الممارسات والانحرافات الغربية الشائعة مثل قتل أو ضرب النساء على يد أزواجهن والرجال.