وقدم قائد الثورة السيد علي الخامنئي في المراسم التي دامت نحو ثلاث ساعات، التهاني والتبريكات بمولد الصديقة الطاهرة (س) وقال إنَّ الشعب الإيراني وفي ظل المقاومة الوطنية أفشل المحاولات المستمرة للعدو الهادفة لتغيير "الهوية الدينية والتاريخية والثقافية" للشعب، واليوم وفضلا عن ضرورة اعتماد نسق ونظام دفاعي وهجومي صحيح في مواجهة الأنشطة الدعائية والاعلامية للعدو لمهاجمة "العقول والقلوب والمعتقدات" فإن إيران الحبيبة ورغم المشاكل، تواصل حركتها نحو الأمام.
وحيّا قائد الثورة التزامن في ذكرى ميلاد الإمام الخميني (رض) وميلاد السيدة فاطمة الزهراء (س) معتبرا ان فضائل ومناقب سيدة نساء العالمين، تفوق فهم ودرك البشرية وقال: انه مع ذلك، يجب ان نكون فاطميين ونتبع تلك السيدة القدوة في جميع المجالات بما فيها التدين والدعوة للعدالة وجهاد التبيين والحياة الزوجية وتنشئة الأبناء وباقي الأمور.
واعتبر أن مديح وذكر مناقب أهل البيت (ع) هو ظاهرة مؤثرة للغاية و قال إنه يتعين في ظل البحث والدراسة التطرق إلى هذه الظاهرة المذهلة بعمق والبحث في سبل تعزيزها وتكامل أبعادها المختلفة.
وعرّف قائد الثورة "المقاومة الوطنية" بانها "التحمل والصمود في مواجهة أنواع ضغوطات السلطويين" وقال أن الضغوط تكون عسكرية تارة – مثلما شهده الشعب في الدفاع المقدس وشهده الشبان والاحداث في الاشهر الماضية – وضغوط اقتصادية أو اعلامية وثقافية وسياسية تارة اخرى.
وقال قائد الثورة ان الغوغائية وافتعال الاجواء التي تمارسها الوسائط الاعلامية والسلطات السياسية – العسكرية الغربية هي مؤشر على الضغط الدعائي للعدو وقال ان هدف نظام الهيمنة من ممارسة الضغوطات المختلفة على الشعوب وعلى راسها الشعب الايراني يتمثل احيانا في النزعة التوسعية بشان الارض مثلما تقوم به اليوم الحكومة الامريكية في أمريكا اللاتينية.
واضاف ان الهدف يتمثل تارة في الهيمنة على الموارد تحت الارض وفي بعض الاحيان، يمثل تغيير نمط الحياة والاهم من كل شيء "تغيير الهوية" ، الهدف الرئيسي لضغوط السلطويين.
واشار الى ماضي محاولات المتغطرسين الدوليين والتي تعود في قدمها لاكثر من مائة عام لتغيير الهوية "الدينية والتاريخية والثقافية" للشعب الايراني وقال ان الثورة الاسلامية أحبطت كل تلك الممارسات، وفي العقود الاخيرة فان الشعب وفي ظل صموده وثباته وعدم استسلامه افشل واحبط الضغوط المستمرة والواسعة لاعدائه.
واعتبر سماحته توسع مفهوم وادبيات المقاومة من ايران نحو بلدان المنطقة وبعض الدول الاخرى، بانه حقيقة وقال أن بعض الاعمال التي مارسها العدو ضد ايران والشعب الايراني، لو كان يمارسها ضد اي بلد اخر، لكان ذلك الشعب والبلد، ينقلب راسا على عقب.
وتابع اننا اليوم وابعد من الاشتباك العسكري الذي شهدناه، نقف في "بؤرة حرب دعائية واعلامية" مع جبهة العدو الواسعة، لان العدو عرف أن هذه البلاد والارض الالهية والمعنوية، لا تستسلم ولا يمكن السيطرة عليها بالضغوط العسكرية.
واوضح سماحته ان البعض يثير احتمال أن يتكرر الاشتباك العسكري، والبعض يضخم الموضوع بشكل متعمد، من اجل الابقاء على الناس في حالة شك وغموض وايجاد الرعب، لكن لن ينجحوا باذن الله.
وراى قائد الثورة ان "نهج وخطر وهدف العدو" يتمثل في حذف "آثار واهداف ومفاهيم الثورة ونسيان ذكرى الامام الخميني (رض)" وقال أن امريكا تقف في مركز هذه الجبهة الواسعة والنشطة، وان بعض الدول الاوروبية تقف في حواليها، كما أن العملاء والخونة ممن يسعون في اوروبا للحصول على ثروة ومال، يقفون على هامش هذه الجبهة.
واكد ضرورة معرفة اهداف "وتشكيل العدو" وقال أنه على غرار الجبهة العسكرية، يتعين في هذه المعركة الدعائية والاعلامية، تعريف نسقنا وتشكيلنا بما يتناسب مع نظام وخطة وهدف العدو والتركيز على النقاط التي يستهدفها، اي "المعارف الاسلامية والشيعية والثورية".
واعتبر قائد الثورة الصمود بوجه الحرب الدعائية والاعلامية للغرب بانه صعب لكنه ممكن بالكامل مضيفا أنه يتعين على المداحين تحويل المواكب الى مركز للالتزام بقيم الثورة، وتقدير اقبال الجيل الشاب على ذكر مناقب أهل البيت (ع) والمواكب، لتحصين هذا الجيل العزيز أمام أهداف العدو العنيد والخبيث والمالك للامكانات.
وقدم سماحته توصيات للمداحين وقال ان اهم هذه التوصيات هي تبيان المعارف الدينية ومعارف النضال بالاستناد الى حياة جميع ائمة الهدى (ع) ومهاجمة مواقع ضعف العدو بموازاة الدفاع المؤثر أمام إثارة الشبهات وتبيان المفاهم القرآنية في المجالات المختلفة "الشخصية والاجتماعية والسياسية وكيفية مواجهة العدو".