الوزير عراقجي: إيران لن تتخلى عن سلمية برنامجها النووي

السبت 27 ديسمبر 2025 - 20:48 بتوقيت غرينتش
الوزير عراقجي: إيران لن تتخلى عن سلمية برنامجها النووي

قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إنَّ إيران تُصر على مبدأين؛ الأول، سلمية برنامجها النووي، وهي لن تسعَ قط للحصول على سلاح نووي؛ مشيرا في هذا الصدد إلى فتوى سماحة قائد الثورة الاسلامية التي تحرم إنتاج أو امتلاك أو استخدام السلاح النووي. والثاني، أن إيران لن تتراجع عن حقها في الاستخدام السلمي للطاقة النووية.

وافادت ارنا، أن وزير الخارجية الايراني، ادلى بهذا التصريح امام اجتماع لطلاب جامعة ميغيمو الروسية، وذلك على امتداد زيارته الاخيرة لموسكو.

وأضاف عراقجي، أنه إذا كان هناك توافق على هذين المبدأين، فإن إمكان الدبلوماسية والتفاوض يكون متاحًا أيضًا؛ أما لو كان الطرف المقابل يسعى إلى فرض آرائه، وهو ما تقوم به الولايات المتحدة حاليًا إذ إنها لا تبحث عن تفاوض بل عن إملاءات، فإن الحوار سيكون بلا معنى وغير ممكن.

وتابع وزير الخارجية : لكن اذا ما توفّرت الجاهزية لإجراء مفاوضات عادلة ومتوازنة، فإن جمهورية إيران الإسلامية ستقوم بدراسة الأمر.

ومضى وزير الخارجية الى القول : إن إيران عضو ملتزم في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT، كما إن منشآتنا النووية التي تعرضت للهجوم كانت خاضعة لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وكان هذا الهجوم انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي.

واردف : كما نلتزم بتعهداتنا في إطار معاهدة عدم الانتشار، فإننا نُصرّ أيضًا على استيفاء حقوقنا، بما في ذلك الاستخدام السلمي للطاقة النووية، وتخصيب اليورانيوم، وليس لدينا أي نية للتخلي عن هذا الحق.

من جانب اخر، اعتبر عراقجي أن أحد مجالات التعاون بين إيران وروسيا هو مجال الطاقة، قائلا : إن هذا التعاون واسع جدًا ويشمل كلاً من النفط والغاز.

وأضاف وزير الخارجية : إن كلا بلدينا يخضعان في هذا المجال لعقوبات غير قانونية تفرضها الولايات المتحدة والدول الغربية، وهناك العديد من المبادرات والمشاريع الجارية بيننا حول كيفية مواجهة هذه العقوبات، وكيفية تطوير التعاون في مجالات نقل الغاز، ونقل النفط، وبيع النفط.

وحول مجالات اخرى للتعاون بين طهران وموسكو، اشار عراقجي الى استكمال مشروع ممر «الشمال–جنوب» من خلال إتمام خط سكة حديد رشت–آستارا، واصفًا هذا المشروع بأنه من أولويات حكومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

وتحدث عراقجي أيضًا عن التعاون النووي بين البلدين، قائلاً : إن محطة بوشهر النووية (جنوب ايران)، التي شُيّد طورها الأول من قبل روسيا، تُشكل أحد رموز العلاقات بين إيران وروسيا< مبينا انه يجري حاليًا التفاوض والتصميم بشأن الطورين الثاني والثالث من هذه المحطة.

كما نوّه الى محطة هرمز النووية، والتي تم بناؤها من قبل القطاع الخاص في إيران، مؤكدا بانه يمكن تعريف هذا المشروع أيضًا ضمن إطار التعاون بين إيران وروسيا، ولفت الى انه "وفقا لمذكرة التفاهم الموقعة بين منظمة الطاقة النووية الإيرانية وشركة «روساتوم»، جرى استشراف مجالات تعاون واسعة بين البلدين، وسنمضي قدمًا في هذا المسار".

وقال وزير الخارجية، متحدثًا عن رؤية إيران تجاه تطورات جنوبي القوقاز و«ممر زنغزور» : إننا نرحّب بإنشاء مسارات اتصال وممرات بين دول منطقة القوقاز؛ وأضاف أنه "تم بالفعل إنشاء مسار لربط أراضي جمهورية أذربيجان بنخجوان عبر الأراضي الإيرانية من خلال «ممر أرس»"، مؤكدا "إننا نتعاون مع جمهوريتي أذربيجان وأرمينيا في العديد من المشاريع، من بينها مشاريع في مجال العبور".

وتابع عراقجي : هناك نقطة بالغة الأهمية في ما يخص منطقة القوقاز بالنسبة لكلٍّ من إيران وروسيا، تتمثّل في أن قضايا هذه المنطقة تخص دولها فقط، ولا ينبغي لأي قوة أجنبية التدخل فيها؛ موضحا أن "المقترح الذي تقدمت به إيران، والذي لاقى ترحيبًا من روسيا أيضًا، هو تشكيل آلية 3+3".

وصرح وزير الخارجية الايراني : نحن نعارض أي وجود لقوات أجنبية، ولا سيما القوات الأمريكية، بأي شكل من الأشكال، ونعتبره مضرًّا بأمن المنطقة، وقد ناقشنا هذه الهواجس مع كلٍّ من أرمينيا وجمهورية أذربيجان، كما لدينا مع الحكومة الروسية وجهات نظر متطابقة في هذا الشأن، ونتابع هذه التطورات عن كثب.

وعلى صعيد اخر، تطرق عراقجي إلى الإجراءات الأمريكية ضد فنزويلا، قائلًا : لا يوجد أي أساس قانوني يتيح للولايات المتحدة القيام بمثل هذه الأعمال، إن الهجوم على فنزويلا غير قانوني قطعًا، ويجب على المجتمع الدولي أن يدعم هذا البلد ويدافع عن القانون والنظام الدوليين؛ محذرا من أن "سماح الولايات المتحدة لنفسها بمهاجمة أي دولة شاءت، يدفع العالم نحو مزيد من الخطورة والفوضى.

 

جميع الحقوق محفوظة لقناة العالم سورية 2019