انتُخب في عام 1947 نائبًا عن مدينتهِ الرقة في البرلمان السوري، حيث عُد أصغر نائبٍ في البرلمان. وفي العام التالي تطوع الطبيب والنائب السوري في جيش الإنقاذ مع القوات العربية التي خاضت الحرب ضد إسرائيل.
خرج بعد ذلك من الحياة السياسية، لكنّهُ عادَ إليها بعد توليه كلًّا من وزارتي الإعلام والخارجية أيام انفصال الوحدة السورية- المصرية، وتولى بعدها وزارة الثقافة لفترةٍ قصيرة.
له العديد من الأعمال الأدبية حيث أصدر نحو أربعة وأربعين كتابًا في مجالات الأدب المتنوعة، وتُرجم له عددٌ من كتبهِ وعددٍ كبير من الأعمال والمختارات الأدبية إلى عددٍ من لغات العالم.
حاز على عددٍ من الجوائز الأدبية والتكريمات؛ فقد سُمي حيٌ باسمه وافتُتحت قاعة باسمهِ في المركز الثقافي في مدينة الرقة احتوت على معظم أعمالهِ وآثارهِ وصورهِ.
توفي في مدينتهِ بعد وعكةٍ صحيةٍ في الخامس من نيسان/ أبريل عام 2006
بدايات عبد السلام العجيلي
وُلد عبد السلام العجيلي في مدينة الرقة إبان نهاية حُكم الدولة العثمانية لسورية في نهاية عام 1918 أو بداية عام 1919 على الأرجح، نظرًا لعدم وجود سجلاتٍ ثابتة للمواليد ذلك الوقت، لوالده ويس العجيلي أحد وجهاء مدينة الرقة ووالدته مزنة العجيلي.
حاز على الشهادة الابتدائية في عام 1929، وانتقل إلى حلب لإكمال دراستهِ، لكنهُ توقف بسبب مرضهِ، مما اضطره للعودة إلى مدينته لمدة أربع سنوات، حيث أدى انقطاعه إلى تأثيرٍ كبيرٍ على مجرى حياته، فقد قضى هذه المدة في القراءة والاطلاع على الأعمال الأدبية بأنواعها المختلفة، مما شكل لديه خزينةً كبيرةً من المعلومات عند عودته لاستكمالِ دراستهِ في حلب.
في عمر الثانية عشر كانت أولى محاولاتهِ، حيث بدأ بتأليف تمثيلية عن قصة تاريخية حدثت في إحدى ضواحي الرقة، ومحاولته كتابة بعض الأبيات الشعرية. كانت بدايةً تشوبها بعض الأخطاء في الوزن والعروض والتي تداركها لاحقًا بعد معرفتهِ الكاملة بها.
إنجازات عبد السلام العجيلي
في عام 1936، نُشر أول عملٍ لهُ وهو عبارة عن قصةٍ بدويةٍ تحمل عنوان "نومان" في مجلة الرسالة المصرية، حيث شكلت هذه الخطوة حافزًا كبيرًا وثقةً كبيرةً في نفسهِ بالرغم من نشرها باسمٍ مجهولٍ.في عام 1938، نال الشهادة الثانوية من مدارس مدينة حلب، وانتقل إلى دمشق حيث التحق بكلية الطب بجامعة دمشق وتخرج منها في عام 1945.
في عام1947، انتُخب نائبًا عن مدينته الرقة في مجلس النواب الذي شُكل ذلك الوقت في أيام انقلاب "حسني الزعيم"، لكن مسيرتهُ السياسية لم تكد تبدأ بشكلٍ فعلي حتى حدثت نكبة 1948، والتحق بجيش الإنقاذ الذي شُكل من الدول العربية للذهاب إلى فلسطين.
اعتزل الحياة السياسية بعد عودته من فلسطين، وقرر العودة إلى مدينته حيث عمل طبيبًا هناك. في تلك الفترة ألَّفَ أول مجموعةٍ قصصيةٍ قصيرة له اسماها "بنت الساحرة" وتتضمن عشر قصص، أطولها القصة التي تحملُ اسم المجموعة و"قطرةُ دم" و"المعجزة"، إلّا أنّه تأخر في نشرها إلى آخر عام 1948.
في عام 1951، ألَّفَ المجموعة الشعرية "ليالي ونجوم" والمجموعة القصصية "ساعة الملازم" المؤلفة من تسعة قصص قصيرة منها التي تحمل اسم المجموعة ساعة الملازم و"الحب والأبعاد"، وفي ذلك العام سافر إلى فرنسا وأقام فيها لمدة ستة أشهر، ومنذ ذلك العام حتى عام 1970، زار معظم أرجاء أوروبا الغربية والأمريكيتين، حيث كتب في تنقلاته هذه الكثير من القصص الرائعة.
في الفترة بين عامي 1954 و 1958، ألَّفَ كتابهُ "حكايات من الرحلات" الذي يندرج تحت أحد أنواع الأدب ألا وهو أدبُ الرحلات، و ألَّفَ أيضًا المجموعة القصصية "قناديل إشبيلية" المؤلفة من سبعة قصص منها القصة التي تحمل اسم المجموعة قناديل إشبيلية و"الرؤيا".
في عام 1959، ألَّفَ رواية "باسمة بين الدموع" والمجموعة القصصية "الحُب والنفس" وهي مكونةٌ من سبع قصص. وفي العام التالي ألَّفَ رواية "رصيف العذراء السوداء" و المجموعة القصصية "الخائن".
في أيام انفصال الوحدة السورية- المصرية، عُين في فترتها وزيرًا لوزارتي الإعلام والخارجية. وفي عام 1962، عُين وزيرًا للثقافة؛ فقد أصدر في ذلك العام أحد كتبهِ التي تندرج تحت أدب المقامة وهو "المقامات" الذي يتناول مجموعةً من النصوص ومقامات ساخرة، وفي العام التالي ألَّفَ أيضًا كتابه الثاني الذي يندرج أدب الرحلات وهو "دعوة إلى السفر".
في عام 1965، ألَّفَ المجموعة القصصية "الخيل والنساء"، منها القصة التي تحمل اسم المجموعة و"من الذي أقتل" و"ثلاث رسائل أوروبية"، وكتابهُ "أحاديث العشيات" الذي يندرج تحت أدب المقالة وهو يتألَّفَ من تسع محاضرات منها "تاريخ دولة مجهولة"، "متمردان وزاهد". وبعده بثلاثة أعوام أضاف إلى رصيدهِ كتابًا جديدًا من أدب الحوارات ألا وهو "أشياء شخصية" وفيه أحد عشر حوارًا منها "مذهبي في القصة" و"أزمة المثقفين العرب".
في الفترة بين عامي 1971- 1975، ألَّفَ العديد من الأعمال الأدبية المختلفة وهي المجموعة القصصية "فارس مدينة القنطرة: قصة أندلسية" وتحتوي على خمسة قصص منها التي تحمل اسم المجموعة و"مذاق النعل" و"الحب في قارورة"، والمجموعة القصصية "حكاية مجانين" منها التي تحمل اسم المجموعة، و"الجدب والطوفان" و"فيفا" و"أيامي في جزيرة شاور" ورواية "قلوب على الأسلاك" وكتاب "السيف والتابوت" من أدب المقالة، وروايته المشتركة مع الكاتب أنور قصيباتي "ألوان الحب الثلاثة".
في عام 1977، ألَّفَ رواية "أزاهير تشرين المُدماة". وفي العام التالي ألَّفَ كلًّا من الكتابين من أدب المقالة "عيادة في الريف" و
سبعون دقيقة حكايات" الذي يتألَّفَ من مجموعة من المحاضرات منها "تجربتي في القصة" و"تجاربي في واحد وسبعين عامًا".في عام 1979، ألَّفَ كلًّا من المجموعة القصصية "الحب الحزين" التي تضم أربع قصص ورواية "المغمورون".
في عام 1982، جمع مجموعةً من محاضراته التي ألقاها تحت أدب الرثاء في كتابٍ اسماهُ "وجوه الراحلين"، وبعدها بعامين أصدر كتابه "في كل وادٍ عصا" والذي يضم مجموعةً من المقالات.
في عام 1986، ألَّفَ كتابهُ الثالث في أدب الرحلات والذي أسماهُ "حكايات طبية"، بالإضافة إلى ذلك نشر قصته "فصول أبي البهاء". وفي العام التالي، نشر كتابه "حُفنة من الذكريات" ومجموعته القصصية المتنوعة بين القصيرة والطويلة "موت الحبيبة".
في الفترة بين عامي1990 و 1995، نشر ثلاثة مؤلفاتٍ لهُ في أدب المقالة وهي "جيل الدربكة" الذي يضم مقالات وآراء في الفكر والعلم والسياسة والمجتمع، و"فلسطينيات عبد السلام العجيلي" و"محطات من الحياة".
في عام 1997، ألَّفَ كلًّا من المجموعة القصصية المتنوعة "مجهولة على الطريق"، وكتبه التي تضم مجموعةً من المقالات و الآراء وهي "ادفع بالتي هي أحسن"، "أحاديث الطبيب"، "خواطر مسافر". وفي العام التالي أصدر روايته "أرض السِّيّاد".
في الفترة بين العامين 2005- 2001، ألَّفَ كلًّا من الرواية "أجملهن" وكتاب "ضد التيار" والقصة "حب أول وحب أخير"، كذلك "سعاد وسعيد" وكتاب "جيش الإنقاذ".