هذا الصيف الذي يودعنا في المكان فقط، سجّلت الدائرة القطبية الشمالية أعلى حرارة في التاريخ… لاحظوا كم ستتكرر عبارة “في التاريخ” في بحثنا!! بلغت في مدينة Markusvinsa شمال السويد، 34.8 درجة مئوية (94.6 درجة فهرنهايت) في 26 حزيران 2019، وفقًا لتقريرNational Oceanic and Atmospheric Administration’s NOAA وهي الهيئة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي.
ظواهر أخرى غريبة حدثت منها ومضات البرق والرعد في القطب الشمالي هذا الصيف، وكانت على مسافة 483 كيلومتراً من القطب الشمالي. كما اشتعلت الحرائق في أجزاء كبيرة من غابات تقع ضمن الدائرة القطبية الشمالية؛ ألاسكا وألبرتا وغرينلاند وسيبيريا . Alaska, Alberta, Greenland, and Siberia.
حيث أكدت تسجيلات درجات الحرارة حول العالم أنّ درجات الحرارة التي سجّلها تموز 2019 كسرت معظم الأرقام القياسية وساعدت ظاهرة El Niño، وهي تيارات بحرية دافئة تتركز في المنطقة الاستوائية الشرقية الوسطى للمحيط الهادئ، وتنشط كل عدة سنوات، مقابل ظاهرة La Nina المعاكسة تماماً وتنشأ من اندفاع تيارات حارّة نحو شرقي المحيط الهندي باتجاه آسيا وأستراليا. ظاهرة النينو ارتفعت أكثر في شهر تموز 2019 ومازالت. لكن حتى بدون تلك الظاهرة كان تموز شديد الحرارة وكسر الأرقام القياسية. لن نتوسع كثيراً في الحديث هنا لأنه اختصاصي قد لا يهمّ القارئ العادي كثيراً.
أما في سوريا والشرق الأوسط
بدأت الموجات الحارّة قبل موعدها بأكثر من شهر ونصف، فمع نهاية نيسان وبداية أيّار ضربت موجة حارّة منطقة الشرق الأوسط، وصلت فيها الحرارة في القاهرة إلى 40,7 بتاريخ 1 أيار 2019. بينما سجلت دمشق 34 درجة وهي أعلى من المعدّل العام بـ 7 درجات مئوية. ثم توالت الموجات الحارّة لتضرب الشرق الأوسط وفي أيار نفسه، موجة حارّة لأكثر من عشرة أيام وصلت فيها الحرارة في القاهرة إلى 46 درجة بتاريخ 23 أيار، وقاربت الـ50 جنوب غرب الاسكندرية بينما سجّلت دمشق 42 درجة مئوية بتاريخ 24 أيار مُسجلاً الشهر 5 أيام فوق 40 درجة، وهذا أمرٌ لم يحدث سابقاً.
في الجزيرة السورية سُجلت بمنتصف آب الماضي درجات حرارة قريبة من الـ 50 درجة مئوية، لم نستطع في مركز فيريل للدراسات الحصول على أرقامٍ دقيقة، أمّا الحديث عن أنّ “مدينة الحسكة في سوريا كسرت حاجز الـ °50 بالأمس حيث كانت أعلى درجة حرارة في العالم”!! والذي نقلتهُ بعض مواقع الأرصاد الجوية “العربية” واسعة الانتشار، فهو غير صحيح، فالرقم العالمي المعتمد مازال مُسجلا في Death Valley بتاريخ 10 تموز 1913 بحرارة 56,7 درجة في كاليفورنيا، الأمر ذاتهُ نُشر عن القاهرة تحت عنوان كاذب: “القاهرة تسجل أعلى درجة حرارة في العالم”!! والتالي يؤكد ذلك أيضاً.
الخبراء الألمان دقوا ناقوس الخطر، بأنّ صيف 2019 يُهدد بكارثة، مستخدمين عبارة: Wetter-Experten schlagen Alarm: 2019 droht ein „Katastrophen“-Sommer فبتاريخ 24 تموز 2019، سجلت 20 محطة رصد درجات حرارة أعلى من الـ40 في ألمانيا، وهذا لم يحدث منذ 140 عاماً. بينما كان متوسط حرارة 17 يوماً أعلى من 30 درجة، والمعدل هو 5 أيام فقط.
كان الصيف الماضي من المرات النادرة التي ينقصُ فيها مخزون مياه الشرب في ألمانيا، وتتوقف حركة الشحن النهري لانخفاض مستوى مياه الأنهار الرئيسية كما في نهر Elbe. كي نعلم كم كان الجفاف شديداً، قامت ألمانيا وفرنسا وسويسرا في أوائل تموز 2019 بإغلاق عدة محطات للطاقة النووية، بسبب عدم توفّر المياه الكافية للتبريد بعد بلوغ المفاعلات درجة حرارتها القصوى.