ويوضح الخضر في حديثه أنه تأثر بوالده الذي كان خطاطا محترفا فراح يدرس أشكاله وفلسفته ومن خلالها استطاع قراءة أفكار الآخر فالخط يدل على شخصية صاحبه كما يقال.
وتعمق الخضر في دراسة هذا الفن لينجح في افتتاح معاهد بمدينة حمص وريفها تدرب فيها عشرات الخطاطين والخطاطات من مختلف الأعمار والفئات ممن جذبهم هذا النوع من الفنون ولما يشكله الحرف العربي برأيه من هوية وطن وايقونة مشرقة في حضارتنا العربية.
وعن واقع الخط والخطاطين في سورية يرى الخضر الذي استطاع تلاميذه حصاد الجوائز الثلاث الأولى والتشجيعية خلال السنوات الأربع الأخيرة من مسابقات وزارة الثقافة أن عدد الخطاطين لدينا قليل قياسا بعدد السكان منوها بالتجربة العراقية في هذا الإطار بما تضمنته من مدارس تعنى به وتطوره داعيا إلى وجود كوادر مختصة في تدريب الخط وفي تحكيم مسابقاته.
وحول ما إذا كانت التكنولوجيا والطباعة الآلية ساهمت في العزوف عن تعلم الخط اوضح الخضر أن التكنولوجيا لم تؤثر في الخط وانما كانت سببا بتحديثه مؤكدا أن الحاسوب مهما تطور يبقى آلة لا تبث الحياة فيما تمنحه لكن الفنان يرسم لوحة تتكلم وتعبر وتفصح عن أحاسيسه.
وعن أهمية الخط العربي كإرث ثقافي يمثل هويتنا أوضح الخضر أن الكتب السماوية وآلاف الكتب والمخطوطات التاريخية والثقافية التي حفظها التاريخ كتبت بهذا الخط الذي ظل يلهم الفنانين في كل العالم ومنهم بيكاسو مؤكدا أن كل هذه عوامل تزيدنا تمسكا وحبا لهذا الفن الراقي.
وعن أصول تعلم الخط العربي يشرح الخضر أنه يعتمد في تدريسه الخط على كراسة أو طريقة شيخ الخطاطين العرب محمد هاشم البغدادي المعتمدة لدى جميع الخطاطين والتي تبدأ بتعليم خط الرقعة أساس الخطوط فالديواني الذي تكثر فيه التشكيلات والتنقيط ثم جلي الديواني فالفارسي وصولاً إلى خط الثلث وهو أصعب الخطوط وملكها ويحتاج اتقانه إلى عشر سنوات من التدريب المتواصل.
ويلفت إلى أهمية معارض الخط العربي التي تقيمها وزارة الثقافة بالتعاون مع المبدعين في هذا المجال لتسليط الضوء على هذا الفن الراقي الذي يمثل ريحانة القلوب وموسيقا العيون معتبرا أنه فن لن يندثر بفضل رعيل من المهتمين انتبهوا اليه وأحبوه حتى يظل يثري ثقافتنا العربية ويحافظ على لغتنا.
المصدر: سانا