ما زالت جريمة إحراق المسجد الأقصى قبل 49 عاما في الحادي والعشرين من آب عام 1969 على يد كيان الاحتلال الإسرائيلي ماثلة في أذهان أبناء الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والإسلامية الذين يستذكرون غدا تلك الجريمة في وقت تتواصل فيه جرائم الاحتلال بحق المسجد ومحاولاته المتكررة لتهويده وتهويد الأرض والمقدسات الفلسطينية وطمس المعالم الدينية التاريخية في القدس المحتلة.
سلطات الاحتلال التي تحاول منذ عقود استهداف
المسجد الأقصى بشتى الوسائل لتخريبه وهدمه أقدمت في الـ 21 من آب عام 1969 على ارتكاب جريمة إحراقه وأوكلت تنفيذ هذه الجريمة للصهيوني المتطرف دنيس روهان الذي حاول القيام بجريمته أول مرة عام 1968 لكن حراس المسجد ألقوا القبض عليه وتم إبعاده إلى استراليا لكنه عاد مجددا في العام التالي بتنسيق من قبل سلطات الاحتلال ونفذ جريمته النكراء.
الحريق الكبير أتى على أكثر من ثلث المساحة الإجمالية للمسجد لتبلغ المساحة المحترقة ما يزيد على 1500 متر مربع من مساحة مبنى المسجد البالغة 4400 متر مربع حيث أحدثت النيران ضررا كبيرا في بناء المسجد وسقط سقفه والقوس الحامل للقبة والأعمدة الرئيسية وتضررت أجزاء كبيرة من القبة الداخلية المزخرفة والمحراب والجدران الجنوبية وتحطمت 48 نافذة واحترق المنبر الخشبي الذي صنع في مدينة حلب وأهداه صلاح الدين الأيوبي لمدينة القدس.
وفي يوم إحراق المسجد قطعت سلطات الاحتلال الماء عن المسجد ومنعت وصول سيارات الإطفاء فيما اندلعت في أعقاب جريمة إحراقه مواجهات عنيفة بين قوات الاحتلال والفلسطينيين وقد حاولت سلطات الاحتلال التهرب من مسؤوليتها الكاملة عن الحريق وادعت أن مرتكبها جاء إلى فلسطين بقصد السياحة وانه مختل عقليا ليتم ترحيله إلى استراليا دون محاسبة فيما أكد تقرير أعده مهندسون عرب أن الحريق شب في موضعين اثنين في وقت واحد الأول عند المنبر والثاني عند السطح الجنوبي الشرقي للمسجد ما يؤكد أن المتطرف روهان لم يكن لوحده وهناك من نفذ الجريمة معه وسمح له بإدخال كميات كبيرة من المواد الحارقة.
المحاولات الصهيونية تواصلت منذ ذلك التاريخ لتدمير وتخريب
المسجد الأقصى وغيره من المقدسات والمعالم التاريخية الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة عبر وسائل وذرائع متعددة بما فيها ما يسمى التقسيم الزماني والمكاني لفرض أمر واقع يسمح للمستوطنين بالدخول إلى حرم المسجد وإقامة الطقوس الاستفزازية في باحاته إضافة إلى تزايد الاقتحامات اليومية الممنهجة من قبل المستوطنين بحماية وحراسة من قوات الاحتلال وحرمان المصلين الفلسطينيين من الدخول إليه والاعتداء عليهم بشكل مستمر فيما تستمر الحفريات أسفل المسجد وفي محيطه حيث أقيمت شبكة من الأنفاق التي تهدد أساساته.
ذكرى إحراق
المسجد الأقصى تأتي هذا العام بالتوازي مع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الـ 6 من كانون الأول الماضي اعترافه بالقدس عاصمة ل
كيان الاحتلال الإسرائيلي ونقل سفارة بلاده إليها في أيار الماضي في خطوة تمثل استخفافا بالقانون الدولي والقرارات الدولية.
ورغم كل جرائم الاحتلال الوحشية يتواصل نضال الشعب الفلسطيني ضده عبر صور وأشكال متعددة تتمثل في التشبث بالأرض والتمسك بحق العودة ومقاومة الإجراءات الصهيونية التعسفية بحقهم وحق مقدساتهم وأرضهم إضافة إلى مقاومة السياسات الأمريكية ولا سيما في ظل إدارة الرئيس ترامب الذي لا يألو جهدا لتحقيق مصالح الكيان الصهيوني وخاصة عبر ما يسمى صفقة القرن التي تشمل حرمان الفلسطينيين من حقهم في العودة إلى وطنهم المحتل مقابل الأموال وبتواطؤ كامل من أنظمة ومشيخات الخليج وفي مقدمتها النظام السعودي وغير ذلك من الإجراءات التي تؤكد الانحياز الأمريكي لكيان الاحتلال دون أن يستطيع المجتمع الدولي وقف هذا الانحياز ووقف الاستهتار بحقوق الشعب الفلسطيني منذ عشرات السنين.