عدوان الزيارتين لإجهاض الثالثة!!‌‌‏.. كتب د. فؤاد شربجي

الخميس 21 نوفمبر 2024 - 08:59 بتوقيت غرينتش
عدوان الزيارتين لإجهاض الثالثة!!‌‌‏.. كتب د. فؤاد شربجي

بيروت الأحد، في الضحى "رأس النبع"، وفي المساء "مار إلياس"، جرى الاعتداء الهمجي ‌‏عليهما، في رأس النبع كان المسؤول الإعلامي للمقاومة، الحاج محمد عفيف، يقوم بزيارة لمقر ‌‏حزب البعث العربي الاشتراكي، عندما استهدفته الهمجية "الإسرائيلية" بقصفها، في المساء في ‏مار ‏إلياس كان القيادي في المقاومة محمود ماضي يزور محل أخيه للكمبيوترات، عندما ‏قصفته آلة ‏العدوان المجرم، استهداف زيارتي يوم الأحد هاتين، جاء تصعيداً كبيراً يسبق زيارة ‏المبعوث ‏الأمريكي آموس هوكشتاين الذي أشاع أنه يحمل مشروعاً لوقف النار، الأمر واضح، ‏استهداف ‏الزيارتين من قبل "إسرائيل" هدفه إجهاض الزيارة الثالثة في هذا الأسبوع، المتمثلة ‏بقدوم ‏هوكشتاين إلى المنطقة، في محاولة لإبقاء العدوان مستمراً، بجنون يهدد بتفجير المنطقة، ‏ويضع ‏الأمن والسلم الدوليين بحالة خطر.‌‌‏

‏يبدو أن فوز ترامب زاد من همجية "إسرائيل" في عدوانها، فأعلنت بكل وقاحة توسيع هذا ‏العدوان ‏وتعميقه، ليشمل مدنيين أكثر وإعلاميين أكبر، وليس استهداف المسؤول الإعلامي ‏الذي يخالف ‏المواثيق الدولية، ومعاهدات الحرب، واتفاقيات جنيف، التي نصت على عدم ‏جواز استهداف ‏الصحفيين في الحرب، واعتبار هذا الاستهداف جريمة حرب، واغتيال الحاج ‏محمد عفيف ليس إلا ‏وجهاً من وجوه تعميق العدوان، وتوسيعاً لهمجيته، وتوظيفاً لكل ذلك في ‏استدامة الجريمة ‏الصهيونية المتمادية، بانتقالها من "تعاون بايدن الكامل" إلى "دعم ترامب ‏الأقصى"، والمفارقة ‏أن نتنياهو وهو يستثمر الدعم الأمريكي، يجهض مسعى المبعوث ‏الأمريكي هوكشتاين في ‏زيارته، التي يدعي فيها أنه يعمل لوقف النار، وإنهاء الحرب.‌‌‏ ‏

‏استهداف الحاج محمد عفيف هو عدوان على الإعلام، وخاصة أن عفيف في إطلالاته الأربع ‏الأخيرة، ‏استطاع أن يقدم وجهاً للمقاومة، وهي تقوم من جديد، وعبّر عن قدرة المقاومين على ‏الاستمرار ‏في مواجهة العدو، والأهم أنه خلال إطلالاته ومؤتمراته الصحفية هذه شحن طاقة ‏التلاحم بين ‏المقاومة وبيئتها، ورفع معنويات المؤمنين بها، وبذلك شكل عفيف بما قدمه ‏نموذجاً من الإعلام ‏الحربي المقاوم الفاعل والمؤثر، فجن جنون "الإسرائيلي"، وأطلق العنان ‏لإجرامه فاستهدفه ليسكته، ‏الحاج عفيف كان نموذجاً تأكيدياً لأهمية الإعلام، ودوره المؤثر في ‏مواجهة العدو، وفي الحفاظ ‏على معنويات أهله وبيئته، وهذا هو الأهم.‌‌‏ ‏

‏عدوان الزيارتين، رأس النبع ومار الياس، وبعده عدوان زقاق البلاط، ومعهم ودائماً العدوان ‌‏المستمر في الجنوب والبقاع وكل لبنان.. كلها محاولات همجية لإدامة العدوان، وإفشال لمساعي ‌‏المبعوث الأمريكي في محاولته وقف النار، "إسرائيل" تجهض حتى الدبلوماسية الأمريكية ‏وتفشلها، ‏لتؤكد إصرارها على الممارسات الهمجية العدوانية، ولتثبت أنها ليست مؤهلة ‏للمشاركة في صنع ‏أي سلام.

المصدر: صحيفة تشرين

جميع الحقوق محفوظة لقناة العالم سورية 2019