يبدو أن فوز ترامب زاد من همجية "إسرائيل" في عدوانها، فأعلنت بكل وقاحة توسيع هذا العدوان وتعميقه، ليشمل مدنيين أكثر وإعلاميين أكبر، وليس استهداف المسؤول الإعلامي الذي يخالف المواثيق الدولية، ومعاهدات الحرب، واتفاقيات جنيف، التي نصت على عدم جواز استهداف الصحفيين في الحرب، واعتبار هذا الاستهداف جريمة حرب، واغتيال الحاج محمد عفيف ليس إلا وجهاً من وجوه تعميق العدوان، وتوسيعاً لهمجيته، وتوظيفاً لكل ذلك في استدامة الجريمة الصهيونية المتمادية، بانتقالها من "تعاون بايدن الكامل" إلى "دعم ترامب الأقصى"، والمفارقة أن نتنياهو وهو يستثمر الدعم الأمريكي، يجهض مسعى المبعوث الأمريكي هوكشتاين في زيارته، التي يدعي فيها أنه يعمل لوقف النار، وإنهاء الحرب.
استهداف الحاج محمد عفيف هو عدوان على الإعلام، وخاصة أن عفيف في إطلالاته الأربع الأخيرة، استطاع أن يقدم وجهاً للمقاومة، وهي تقوم من جديد، وعبّر عن قدرة المقاومين على الاستمرار في مواجهة العدو، والأهم أنه خلال إطلالاته ومؤتمراته الصحفية هذه شحن طاقة التلاحم بين المقاومة وبيئتها، ورفع معنويات المؤمنين بها، وبذلك شكل عفيف بما قدمه نموذجاً من الإعلام الحربي المقاوم الفاعل والمؤثر، فجن جنون "الإسرائيلي"، وأطلق العنان لإجرامه فاستهدفه ليسكته، الحاج عفيف كان نموذجاً تأكيدياً لأهمية الإعلام، ودوره المؤثر في مواجهة العدو، وفي الحفاظ على معنويات أهله وبيئته، وهذا هو الأهم.
عدوان الزيارتين، رأس النبع ومار الياس، وبعده عدوان زقاق البلاط، ومعهم ودائماً العدوان المستمر في الجنوب والبقاع وكل لبنان.. كلها محاولات همجية لإدامة العدوان، وإفشال لمساعي المبعوث الأمريكي في محاولته وقف النار، "إسرائيل" تجهض حتى الدبلوماسية الأمريكية وتفشلها، لتؤكد إصرارها على الممارسات الهمجية العدوانية، ولتثبت أنها ليست مؤهلة للمشاركة في صنع أي سلام.
المصدر: صحيفة تشرين