قال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله إن “التجربة الاقسى للمقاومة والشهيد القائد السيد مصطفى بدر الدين كانت في سورية ضد الارهاب التكفيري”، واضاف “إصرارنا على الذهاب الى سورية كان بسبب إدراكنا لحجم المخاطر التي تهدد فلسطين ولبنان وسورية والمنطقة كلها”، واكد ان “سورية انتصرت في الحرب وما زال لديها بعض المعارك”، وتابع ان “سورية نجحت حتى الآن في المعركة السياسية رغم الحرب النفسية والحصار اللذين تواجههما”، وشدد على ان “ايران لا تخوض حرب نفوذ في سورية”، وأشار الى ان “اسرائيل تقدم لجمهورها انتصارات وهيمة على ايران في سورية”.
مواقف السيد نصر الله جاءت الاربعاء في كلمة له بالذكرى الرابعة لاستشهاد الشهيد القائد السيد مصطفى بدر الدين(السيد ذوالفقار)، وقال السيد حسن الله “أجدد التبريك والتعزية لعائلة الشهيد القائد السيد مصطفى بدر الدين، للوالدة العزيزة والزوجة العزيزة ولبناته وابنه علي ولاخوانه ولكل رفاق الدرب الذين عاشوا التعب والمعاناة”، وتابع “عندما نصر على إحياء ذكرى الشهداء عموما والشهداء القادة خصوصا لتكريمهم وللتذكير بما حققه لوطنهم ولنستفيد من تضحياتهم وجهادهم وصفاهم الشخصية ما يمكننا من نضالنا وطريقتا الطويل وما فيه من اخطار وصعوبات”.
وأشار السيد نصر الله الى ان السيد ذوالفقار كان يملك روحا قوية ومعنويات عالية، وهذه الصفة تؤدي الى تماسك وصمود وثبات وقدرة على التفكير واتخاذ القرار ومواصلة الحركة، وتابع “عندما تهتز معنويات الانسان امام اي مشكلة او صعوبة فهذا سيؤدي الى تأثير على العمل واتخاذ القرار اي سيكون له تداعيات على العمل”، واضاف “خضنا الكثير من الصعوبات ومرت المقاومة بكثير من الظروق القاسية كان السيد ذوالفقار يملك الثقة بالله وبالمجاهدين وبالقدرة على الانتصار وتجاوز المحنة”، ولفت الى ان “السيد ذوالفقار كان يملك صفة اعطاء الثقة ونقلها لمن معه”، وتابع “كان في الصعوبات يثبتهم ويتجاوز بهم تلك المرحلة”، واكد ان “السيد ذوالفقار كان كالقبطان الذي يقود سفينة وسط العاصفة ولكنه كان يمتلك المعنويات العالية والقدرة على القيادة بثبات”.
وقال السيد نصر الله “في العام 1996 شن العدو الاسرائيلي ما سماه عملية عناقيد الغضب واعتدى على مناطق واسعة وهدد بالقضاء على لامقاومة وابعادها عن الشريط الحدودي والهدف كان ان يامن العدو في احتلاله للمنطقة المحتلة”، وتابع “السيد ذوالفقار كان المسؤول العسكري المركزي في المقاومة وكنا على تواصل دائم معه وكان الانتصار في تلك المعركة رغم التضحيات وفشل العدو في تحقيق اهدافه بل بالعكس لبنان وسورية فرضا على العدو باتفاق دولي هو اتفاق نيسان مع تثبيت حق المقاومة بالعمليات العسكرية وهذا كان تحولا استراتيجيا كبيرا في عمل المقاومة الكيفي والكمي والذي أدى الى انتصار 25 ايار 2000”.
ولفت السيد نصر الله الى ان “التجربة الاقسى للمقاومة والسيد ذوالفقار كانت في سورية ضد الارهاب التكفيري، الى جانب الاخوة الايرانيين والسوريين، وهنا لا بد من التذكير بدور السيد ذوالفقار في هذه المعركة”، وتابع “في عام 2011 كان هناك مشروع اميركي اسرائيلي سعودي واستطاع ان يأتي معه بكثير من الدول العربية والاسلامية والغربية والهدف الاساسي كان السيطرة على سورية”، وأشار الى ان “نظام الهيمنة الاميركية في المنطقة يسعى للتطبيع مع اسرائيل وهناك بعض الدول خارج هذا النظام بينها سورية وايران، وهم ارادوا اخذ سورية لدورها بمواجهة هذا المشروع ولما تملكه من خيرات وموقعها في الصراع مع العدو والقضية الفلسطينية”، واضاف ان “سورية أبت الخضوع والسيطرة لكل الضغوط لذا جاء الاستكبار وأدواته في العالم والمنطقة لإخضاعها”، وتابع “القوى ذاتها التي اتّحدت لقتال سورية وإخضاعها والسيطرة عليها تتحد اليوم للقتال في بلدان أخرى”، واكد ان “المشروع الأميركي الإسرائيلي السعودي سعى لتتخلى سورية عن فلسطين والجولان المحتل”.
واوضح السيد نصر الله ان “إصرارنا على الذهاب الى سورية كان بسبب إدراكنا لحجم المخاطر التي تهدد فلسطين ولبنان وسورية والمنطقة كلها”، وتابع “كان علينا أن نبادر للذهاب إلى سورية لمواجهة المشروع التآمري رغم إدراكنا لتبعات هذا القرار”، وأكد ان “حجم المخاطر التي تتهدد فلسطين ولبنان وسورية وقضايا الحق في المنطقة دفعنا للذهاب إلى سورية”، واضاف “قائدنا في المعارك في سورية كان الشهيد بدر الدين الذي قضى أيامه الأخيرة في حياته في هذا البلد”، واشار الى ان “الشهيد بدر الدين كان يخوض المعارك في سورية إلى جانب الفريق الشهيد سليماني كتفا الى كتف”، وشدد على ان “المخاطر التي كانت تحيط بسورية كانت أكبر من التضحيات التي بذلناها”.
ورأى السيد نصر الله ان “سورية لم تنتصر فقط في المعركة ضدها بل انتصرت في الحرب عليها”، ولفت الى ان “سورية انتصرت في الحرب وما زال لديها بعض المعارك”، وتابع “القيادة السورية والجيش والجزء الأكبر من شعبها انتصروا في الحرب وبقية المعارك تحتاج فقط إلى صمود”، واوضح ان “سورية نجت من التقسيم ومن المشروع التآمري الذي كُرست له أموال طائلة وأسلحة وعشرات آلاف المسلحين”، واشار الى ان “سورية استطاعت أن تنتصر في الحرب بفضل صمود قيادتها وجيشها وشعبها وثبات حلفائها إلى جانبها”، واضاف “ما عجزوا عن تحقيقه عسكريا في سورية حاولوا تحقيقه سياسيا والمعركة السياسية لا تقل ضراوتها عن المعركة العسكرية ومخاطرها أكبر وسورية ما زالت تخوضها”.
واكد السيد نصر الله ان “سورية نجحت حتى الآن في المعركة السياسية رغم الحرب النفسية والحصار اللذين تواجههما”، ولفت الى ان “من يحاصر إيران وسورية وفنزويلا وغزة واليمن هو نفسه بدأ يعاني من تداعيات فيروس كورونا”، وتابع “الرهان هو على صمود شعب سورية وقيادتها في مواجهة تداعيات أزمة كورونا وهي لديها مواردها الخاصة”، وشدد على ان “ما يتردد عن تخلي حلفاء سورية عنها هو مجرد أحلام وكلام لا أساس له وما يتردد عن وجود صراع روسي – إيراني في سورية هو غير صحيح”.
وأشار السيد نصر الله الى ان “إيران لا تخوض معركة نفوذ مع أحد في سورية لا مع روسيا ولا مع غيرها”، واضاف “الجمهورية الاسلامية وكل حلفاء سورية من المقاومة لا يخوضون معركة نفوذ في سورية وهدف إيران في سورية هو منعها من سقوطها في هيمنة أميركا وإسرائيل وهي لا تتدخل أبدا في شؤونها”، وذكر ان “هدف إيران هو الحفاظ على هوية سورية والحفاظ على استقلالها وإرادتها وألا تقع في أيدي أميركا وإسرائيل”، واكد ان “قرار إيران حاسم في الوقوف إلى جانب القيادة في سورية ودعم قراراتها وثباتها في وجه مشاريع الهيمنة”.
وأكد السيد نصر الله ان “وزير الحرب الإسرائيلي يكذب على جمهوره والعالم حين يتحدث عن انتصارات في سورية وهي انتصارات وهمية”، ولفت الى ان “إسرائيل راهنت على الجماعات المسلحة في جنوب سورية وهي حضرت بقوة في هذا البلد منذ العام 2011″، وتابع “الإسرائيليون ومن معهم خسروا حربهم على سورية وهم باتوا يصوبون على أخطار جديدة بعد هذه الخسارة”، واضاف “الإسرائيليون باتوا يهاجمون كل ما يتعلق بتصنيع الصواريخ في سورية لما يشكله ذلك من قوة في محور المقاومة”، واوضح “الإسرائيليون يرون في سورية تهديدا مستقبليا وهم قلقون من وجود إيران وفصائل للمقاومة فيها”، وأشار الى ان “الكيان الصهيوني مرعوب من التطورات في سورية ما قد يأخذه الى مغامرات غير محسوبة”.
وقال السيد نصر الله إن “وزير الحرب الإسرائيلي الأبله وعد بإخراج الإيرانيين من سورية قبل نهاية العام الحالي وإسرائيل تخدع نفسها وجمهورها وتصور بعض التفاصيل على أنها انتصار في سورية وبداية خروج إيران”، وتابع “وزير الحرب استخلص بأن إسرائيل حققت أهدافها في سورية وقدم الأكاذيب والتضليل”، ولفت الى ان “عدد المستشارين الإيرانيين في سورية زاد مع السنوات لتقديم المشورة وإدارة مجاميع عربية وسورية وإسلامية”، واضاف “المستشارون الإيرانيون في سورية ليسوا عسكريين وبالتالي فإن إسرائيل تخوض معركة وهمية ضد إيران”، واوضح ان “الإخلاء يجري بطبيعة الحال في المناطق التي يتم تحريرها”.
وقال السيد نصر الله “بعد تحرير البادية وفتح الطريق إلى حلب وانتهاء معركة دمشق تقررت عودة المقاتلين إلى بلادهم منذ سنتين”، وتابع “قرار تخفيض أعداد المقاتلين في سورية جرى بالتنسيق مع الجيش السوري وبعد تحرير المناطق”، واضاف ان “ما يستدل به الإسرائيلي بشأن ما يسميه إنجازات في سورية هو ليس انتصارا له بل انتصار لمحور المقاومة وإسرائيل تعتمد التضليل والكذب بشأن تحقيق إنجازات في سورية”، وأكد ان “قادة الكيان الاسرائيلي يقدمون إنجازات وهمية لجمهورهم وعلى الإسرائيليين ألا يصغوا لأكاذيب قادتهم وقد ترتكب قيادتهم حماقة قد تؤدي إلى انفجار المنطقة”.
وفي الشأن اللبناني، دعا السيد نصر الله “بعض اللبنانيين أن يخرجوا من رهاناتهم بتغير الوضع في سورية”، وتابع “على بعض اللبنانيين النظر في إعادة ترتيب العلاقات مع سورية لأن ذلك من مصلحتهم أولا”، واوضح “لدينا تحفظات على طلب قرض من صندوق النقد الدولي لكننا لا نريد تعقيد الوضع بالنسبة للحكومة اللبنانية”، ولفت الى ان “ترتيب العلاقات مع سورية أمر مهم للبنان لأنه سيفتح أبواب العلاج للأزمة الاقتصادية”، واكد ان “الرهان الحقيقي في لبنان هو في الاعتماد على الجهد الداخلي عبر إحياء القطاعات الصناعية والزراعية”، واضاف “طريقنا إلى الأسواق العربية هو عبر سورية ولا يمكن ذلك دونها لأنها الطريق الحصري لذلك”، ورأى ان “من يريد أن يعالج الوضع الاقتصادي في لبنان يحتاج إلى ترتيب العلاقات مع سورية”.
وقال السيد نصر الله إن “مسألة وجود تهريب ومعابر غير شرعية على الحدود مع سورية لا يمكن للبنان وحده معالجتها”، واضاف “الجيش اللبناني لا يمكنه وحده منع التهريب عبر الحدود والطريق الوحيد لذلك هو عبر التعاون الثنائي”، ولفت الى ان “الحديث عن قوات دولية على الحدود مع سورية هو أحد أهداف عدوان تموز على لبنان عام 2006″، وتابع “لا يمكن القبول أبدا بوجود قوات دولية على الحدود مع سورية علماً أن هذا كان أحد أهم وشروط عدوان تموز”، ودعا إلى “المسارعة في ترتيب العلاقة مع سورية وإلا فإن لبنان يتجه إلى الإنهيار”، واوضح ان “سورية جاهزة لإعادة ترتيب العلاقة مع لبنان الذي يتحمل مسؤولية التأخير والمماطلة في ذلك”.
من جهة ثانية، تقدم السيد نصر الله بالتعزية من المسلمين لان في مثل صبيحة هذا اليوم سنة 40 للهجرة قام احد الخوارج(الفرقة التكفيرية الاقوى في تاريخ المسلمين) بالاعتداء على امير المؤمنين وخليفة المسلمين الامام علي بن ابي طالب وضربه بالسيف وأدت الى استشهاده بعد يومين، وعلي(ع) قد وقف بقوة امام اول حركة تكفيرية في تاريخ الاسلام. ولفت الى انه “نفس هذا العقل التكفيري يعتدي في باكستان قبل يومين مستشفى ويقتل ويجرح”.
كما تقدم السيد نصر الله بالتبريك من الممرضين والممرضات في يومهم العالمي وهم يقفون في الصف الاول بمواجهة فيروس كورونا المستجد، والعالم يقف مذهولا امامه، ولفت الى ان “هذه المعركة طويلة والممرضين والممرضات يقفون بالخط الاول للدفاع وهم يستحقون كل تقدير والمعركة تقف على ثبات وشجاعة وعلم الطواقم الطبية وعدم انسحابها او تعبها كما في المعارك العسكرية في الجبهات”.