أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن وجود القوات الأمريكية في سورية غير شرعي لأنه لم يتم بطلب من حكومتها وهو انتهاك صارخ لميثاق الأمم المتحدة.
وقال بوتين خلال الجلسة العامة لمنتدى الطاقة الدولي في موسكو أمس رداً على سؤال حول وجود
القوات الأمريكية في سورية: إن “الولايات المتحدة تنتهك الآن ميثاق الأمم المتحدة إذ أن الوجود العسكري في أراضي دولة ثالثة دون قرار من الأمم المتحدة ودون دعوة حكومة هذه الدولة هو انتهاك صارخ للميثاق” لافتاً إلى أنه بعد اندحار تنظيم “داعش” الإرهابي في سورية فإننا “لا نرى أي تفسير للحفاظ على وجود
القوات الأمريكية فيها”.
وأوضح بوتين أن بلاده تواصل العمل للقضاء على الإرهاب في سورية بهدف تحقيق الاستقرار فيها ولهذا جاء اتفاق سوتشي حول
إدلب الذي يتضمن تأسيس منطقة منزوعة السلاح بعمق 15 حتى 20 كيلومتراً في ريف
إدلب مبيناً أن موسكو تعمل بشكل نشط على تنفيذ هذا الاتفاق بالتنسيق مع الجانب التركي.
إلى ذلك أكد الرئيس الروسي أن روسيا منفتحة على التعاون مع جميع بلدان العالم بما يحقق أمن الطاقة ومصالح الأجيال القادمة.
وافتتحت في العاصمة الروسية موسكو أمس فعاليات منتدى الطاقة الثاني بمشاركة سورية بوفد يرأسه وزير النفط والثروة المعدنية المهندس علي غانم ووفود خمسين بلداً.
كما جدد الرئيس الروسي عزم بلاده على مواصلة العمل لتسوية الأزمة في سورية.
وقال بوتين في تصريحات إثر مباحثاته في سان بطرسبورغ مع المستشار النمساوي “سيباستيان كورتس” نقلتها وكالة انباء سبوتنيك الروسية: “نحن نرى آفاقاً لتنشيط عملية التسوية للأزمة في سورية ولدينا كل الأسباب للاعتقاد بأننا سنحقق الأهداف التي وضعناها أمامنا” منوهاً بأهمية التنسيق مع الحكومة السورية لتحقيق التقدم في هذه التسوية.
وأوضح بوتين قائلاً: “إننا متضامنون في عملنا الذي يتقدم باتجاه صحيح ولدي كل الأسباب للاعتقاد أننا سنحقق جميع الأهداف التي رسمناها” مشيراً إلى أن بيان جنيف والاتفاقيات التي تم التوصل إليها في إطار عملية أستانا تسهم في إنشاء الظروف الملائمة لعودة المهجرين السوريين إلى ديارهم.
ودعا بوتين الأوروبيين إلى عدم تسييس مساعداتهم للسوريين وإلى المشاركة في عملية إعادة المهجرين إلى مناطقهم وبلادهم بعد تحريرها من الإرهابيين.
وأعرب بوتين عن القلق الشديد لتصاعد اعتداءات التنظيمات الإرهابية المحتشدة في مدينة
إدلب مثل “داعش” و”النصرة” وغيرهما من التنظيمات المرتبطة بهما على المدن والبلدات السورية بما فيها حلب وكذلك على استهداف قاعدة حميميم لافتاً إلى أن اتفاق سوتشي حول
إدلب نص على عدم وجود أي جماعات إرهابية بما فيها “النصرة” أو أسلحتها الثقيلة في منطقة خفض التصعيد في المدينة.