فاضت الانتصارات هذا العام من الجعب السورية، لتأتي ذكرى حرب تشرين مختلفة عما سبقها من سنوات الازمة الثماني ، بعد أن حملت في طياتها إضافات اغنت ذكرى الانتصار في حرب تشرين التحريرية عام 1973.
بانتصارات جديدة في معظم ربوع سورية التي عاد إليها ألقها وأمنها وأمانها بعد تطهيرها من الإرهاب بفضل تضحيات
الجيش العربي السوري صانع تشرين التحرير وقاهر الارهاب الوهابي الاخواني.
سورية بدأت تكتب عناوين جديدة لمرحلة ما بعد الارهاب بعد أن توارث ابناؤها عبر الزمن إرادة الصمود والتصميم على تحرير الأرض فكانت جذور العنفوان سمتهم الاساسية المغروسة في نفوس قد انبتت جديدها من خلال دحر الارهاب والقضاء عليه نيابة عن العالم.
النصر هذا العام لم يكن ضد الكيان الاسرائيلي وحده بل كان ضد دول عديدة دعمت وصدرت الارهاب والقتل وعمدت الى ادخال الفوضى وتدمير البنى التحتية.. فكان الجواب تصاعد الخط البياني لانتصارات متلاحقة على العدو الصهيوني وطغمات الشر حول العالم.
في الشمال لا يزال الاخواني اردوغان يراهن على كسب الوقت عبر مواصلة مسرحياته الكاذبة وهروبه من التزاماته ومحاولة الالتفاف على قرارات الاتفاق المبرم حول ادلب، في حين تعالج اميركا خيباتها عبر مناورة البقاء في سورية لدعم ارهابها المتلطي تحت جناحيها أما إسرائيل جنوباً فلا تزال تعاني صدمة الخوف من جراء تطورات المشهد.. فعنجهية الامس وغطرسة افعالها قد اصابها الشلل في ظل انتقال الحدث الى ابعد من تصوراتها واوهامها الميدانية.
وبين كل تلك الازدواجيات وازدحام الاحداث ينأى
الجيش العربي السوري بنفسه عن كل ما يعكر صفو التحرير حيث يواصل ركب مساعيه نحو القضاء على الارهاب اينما وجد وفي اي وقت.
هذا الحال لم يرق للتركي المتلون بأفعاله كما اقواله فكان لابد من الالتفاف على تعهدات سوتشي عبر تغيير الفصيل الارهابي من حيث المسمى لا من حيث المضمون حيث أنها بدأت تجرد فصائل إدلب، وتسعى لتوسيع مايسمى بـ»الجيش الوطني» تحت مسمى إرهابي جديد!.
الى ذلك تظهر من جديد النية الخبيثة التي يحملها اردوغان بين طياته..فما كان يحاول اخفاءه اصبح يقوله علانية عن رغبته العارمة في ابقاء ميليشياته في سورية للحصول على حصة حسب اوهامه وهذا يدل على حلمه العثماني التوسعي الذي بدأ يفقده رويداً رويداً.
هذه التصريحات كانت كافية لتلخيص الموقف التركي، الذي يعرف الجميع أنه غير جاد في دعم الوصول إلى حل نهائي للأزمة في إدلب، كما أن هذه التصرفات الرعناء من قبل الاخواني اردوغان إضافة لمحاولات الغرب الاستعماري تقويض الحلول السلمية، يبدو أنها بدأت بنعي كل فرص ومحاولات انعقاد القمة الرباعية التي تحدث عنها رئيس النظام التركي، فالقمة التي يفترض أن تجمع رؤساء روسيا وفرنسا وألمانيا والنظام التركي لم تخلص تحضيراتها إلى نتيجة إيجابية حتى اللحظة.
ومن هنا، خلال الفترة الماضية، لم يشهد إنشاء المنطقة المتفق عليها وفق مقتضى الاتفاق الروسي ــ التركي في سوتشي أي تطورات فعلية لافتة على هذا المسار، غير أن نشاط أجهزة الاستخبارات التركية هناك تضاعف بشكل لافت، وفق ما تناقله شهود عيان والهدف على ما يبدو لدعم الارهاب .
وعلى غرار الموقف التركي كلياً ابقت روسيا على موقفها المنادي بضرورة القضاء على الارهاب من خلال ما كشفه نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، بأن جميع الاتفاقات الخاصة بإدلب السورية، هدفها الرئيسي هو القضاء على بؤرة الإرهابيين، وتدمير المسلحين الذين لا يلقون أسلحتهم هناك.
أما أميركا فلا تزال تسعى الى ابقاء قواتها غير المشروعة داخل الاراضي السورية ومحاولة الدفع بإعادة تنظيم الجماعات الارهابية عبر إعادة تدريبهم وتسليحهم والمحافظة عليهم في المناطق الغنية بالنفط للإبقاء على سطوتها ما يمكنها من متابعة سرقتها للنفط السوري.
وفيما يتعلق بتطورات الميدان فقد تابعت وحدات من الجيش السوري مع القوات الرديفة تقدمها في عمق الجروف الصخرية المحيطة بتلول الصفا حيث تقبع آخر فلول إرهابيي تنظيم «داعش» الإرهابي في عمق بادية السويداء الشرقية، في حين اشتبكت وحدات اخرى مع الارهابيين في ريف حماة الشمالي حيث تمكنت من إحباط عمليات تسلل نفذتها هذه المجموعات الإرهابية وقضت على اعداد كبيرة منهم.
في غضون ذلك تستمر المعارك بين إرهابيي «هيئة تحرير الشام» و»حركة نور الدين الزنكي» لليوم الثاني على التوالي غرب حلب بعد اقتحام الهيئة لبلدة كفرحلب وقتلها عددا من المدنيين خرجوا في مظاهرة ضدها، هذا ما يبين أن الاهالي قد ضاقوا ذرعا من تواجد الارهابيين ورغبتهم بالعودة الى حضن الوطن.
وتبين المعلومات والمشاهد بأن الاقتتال الذي يحصل بين المجوعات الارهابية بين الحين والاخر مرده الى خلافهم المستمر حول الغنائم والمسروقات وتقاسم النفوذ.