كشف الكاتب البريطاني ديفيد هيرست أن ولي عهد النظام السعودي محمد بن سلمان “حاول إقناع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بشن حرب على قطاع غزة كجزء من خطة لصرف الأنظار عن قضية قتل الصحفي جمال خاشقجي الشهر الماضي في قنصلية بلاده باسطنبول التي أثارت ضغطاً إعلامياً وسياسياً عالمياً ضده”.
ونقل هيرست في تقرير حصري نشر على موقع “ميدل إيست آي” البريطاني عن مصادر داخل السعودية قولها إن “مساعي ابن سلمان مع نتنياهو جاءت بناء على توصيات من لجنة طوارئ شكلها لوضع سيناريوهات للتعامل مع الأزمة التي سببها الاغتيال الدموي لخاشقجي”.
يذكر أن
قطاع غزة يشهد منذ يومين عدواناً إسرائيلياً أسفر عن ارتقاء 14 شهيداً وعشرات المصابين عدا عن الدمار الكبير في المباني والبنى التحتية.
وأوضح هيرست أن “فريق العمل يتشكل من مسؤولين من داخل الديوان الملكي ووزارتي الخارجية والدفاع ومن جهاز المخابرات وهو يقدم تقريرا لابن سلمان كل ست ساعات… وقد نصحه هذا الفريق بأن حربا في غزة يمكن أن تحول أنظار ترامب بعيدا وتركز اهتمام واشنطن على الدور الذي تلعبه السعودية في حماية المصالح الاستراتيجية الإسرائيلية”.
وكان
ولي عهد النظام السعودي أقر في حوار مع مجلة ذي اتلانتيك الأمريكية مؤخراً “بوجود مصالح مشتركة بين بلاده وكيان الاحتلال الإسرائيلي إضافة إلى الأردن ودول مجلس التعاون الخليجي” إذ اعتبر أن الكيان يملك “اقتصاداً كبيراً مقارنة بحجمه وهذا الاقتصاد متنام وبالطبع هناك الكثير من المصالح التي نتقاسمها معه”.
يشار إلى أنه وبعد طول مماطلة وتهرب أقر النظام السعودي بمقتل خاشقجي في مقر القنصلية السعودية باسطنبول في الثاني من الشهر الماضي وذلك بعد نحو تسعة عشر يوما على اختفائه وبعد أن ثبت أن الرواية السعودية حول ظروف مقتل خاشقجي والتي أشارت إلى أنه قتل بمقر القنصلية بعد وقوع عراك ومشادات بينه وبين عدد من الأشخاص غير مقنعة للرأي العام.
من جهة ثانية اعتبرت صحيفة واشنطن بوست في افتتاحيتها اليوم أن الحرب في اليمن شكلت مستنقعا انزلقت إليه السعودية في ظل سياسات ابن سلمان المتهورة وقالت.. إنه “من أجل إنقاذ اليمن واليمنيين فإنه يجب على الولايات المتحدة إيقاف كل أشكال الدعم العسكري الذي تقدمه للتحالف الذي تقوده الرياض” في العدوان على اليمن.
وأشارت الصحيفة إلى أنه أصبح من الواضح أن “السبيل الوحيد لفرض وقف إطلاق النار وإنقاذ الملايين الذين يواجهون المجاعة والكوليرا في اليمن هو وقف كل أشكال الدعم العسكري والاستخباراتي واللوجستي للقوات السعودية وقوات الإمارات المتحالفة معها”.
وختمت الصحيفة بالقول بأنه “إذا لم تكن إدارة ترامب أكثر صرامة مع ابن سلمان الذي علقت عليه دون حكمة الكثير من استراتيجياتها في الشرق الأوسط فإنه يجب على الكونغرس أن يتصرف بدلاً عن ترامب”.
ولم تتوقف سياسات ابن سلمان المدمرة و الفاشلة التي دأب على اتباعها في المنطقة والتي تظهر جليا أيضا في تحالفه العدواني ضد الشعب اليمني وحربه عليه منذ أكثر من ثلاثة أعوام مع استخدام أسلحة محرمة دولياً إضافة إلى
فرضه حصارا خانقا ومنعه وصول الأدوية والأغذية ما تسبب بتفشي الأمراض والأوبئة ولا سيما الكوليرا.