لا يمر يوم من دون أن يثير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجدل داخل الشارع الأمريكي عموماً، وإدارته على وجه الخصوص، فقبل وقت قصير تعثرت إدارته في إقرار موازنة البلاد بعد خلافه مع الكونغرس حول تمويل “جدار المكسيك”، الأمر الذى أدى إلى توقف جزء كبير من الحكومة الفيدرالية، ودفع بالأسواق المالية إلى حالة من الركود.
كما عصفت استقالة وزير الدفاع جيمس ماتيس، الجمعة الماضية، بآخر مظاهر استقرار الإدارة الأمريكية، بحسب صحيفة “الغارديان” البريطانية التي وصفت سياسات ترامب بأنها تدفع بالولايات المتحدة نحو الهاوية، ورأت في تقديم ماتيس استقالته، إلى جانب استقالة بريت ماكغورك المبعوث الأمريكي إلى “تحالف واشنطن” المزعوم ضد تنظيم “داعش” الإرهابي، مؤشراً على حالة النزوح في البيت الأبيض.
جدار ترامب الحدودي مع المكسيك كان القشة التي دفعت بالخلاف الدائر حول الموازنة العامة للبلاد بين ترامب والكونغرس الأمريكي إلى إغلاق الحكومة الأمريكية إلى إشعار آخر، وانهيار سوق الأسهم وفق تعبير “الغارديان” التي أوضحت ,اليوم, أن عملية إغلاق الحكومة جعلت 380 ألف عامل حكومي اتحادي في إجازة إجبارية من دون أجر، و420 ألفاً آخرين سيضطرون للعمل خلال العطلات من دون أجر أيضاً، كما سيتوقف ربع الوظائف الحكومية في الولايات المتحدة بسبب نقص التمويل.
فيما أدت حالة عدم اليقين داخل الإدارة الأمريكية والجدل الدائر بين ترامب والكونغرس إلى تسارع وتيرة الهبوط في سوق الأسهم الأمريكي، حيث يعاني مؤشر “داو جونز” الصناعي أسوأ انخفاض له منذ عام 1987، بحسب “الغارديان” التي سخرت أيضاً من حالة ترامب في الوقت الراهن، حيث يقضي معظم وقته في مشاهدة التلفزيون والرد بشكل حاد على ما يراه ويسمعه عبر “تويتر”.
مع وصول ترامب إلى منتصف فترته الرئاسية وضع نفسه في مواجهة مباشرة ليس مع المسؤولين والمستشارين المقربين منه وأعضاء إدارته فقط، بل حتى مع الشارع الأمريكي الذي بدأ يتيقن من حالة الفوضى التي تعيشها إدارة ترامب، والتي بدأت بالتأثير على الداخل الأمريكي بحسب وسائل إعلام دولية، ولاسيما أن معظم الشخصيات التي رافقته منذ تسلمه سدة الحكم في البيت الأبيض انفضت عنه تباعاً.