تعد هذه الهضبة من أهمّ المواقع والمعالم الأثرية التاريخية في إيران والعالم، ويعود قدمها حسب الحفريات والتنقيبات الأثرية التي أجريت عليها، يعود الى ما يقرب من 800 الى 1400 سنة قبل الميلاد. ويظن علماء الآثار أنّ الأنقاض المتبقية من هضبة حسنلو تدل على أن هذا الموقع الأثري طالته النيران خلال 700 او 600 عام قبل الميلاد.
تنقيب واكتشاف هضبة حسنلو كان في عام 1934 للهجرة الشمسية. واثر التنقيبات الاثرية التي قام بها علماء الآثار على أطلال المدينة، ظهرت قلعة من تحت التراب يعود تاريخ بنائها، كما ذهب اليه هؤلاء العلماء الى قوم «المانا». بنيت جدران هذه القلعة والبيوت والمعابد الموجودة فيها من أعمدة حجرية تعلوها طبقات من الطابوق بالحجم الكبير يبلغ طولها 40 سنتيمتراً وعرضها 23 سنتيمتراً وسمكها 14 سنتيمتراً.
هذا وتم العثور على كأس حسنلو الذهبية الكبيرة جراء الحفريات التي جرت في هذه الهضبة. إذ يصل ارتفاع هذه الكأس التي تحظى بقيمة عالمية كذلك، يصل الى 21 سنتيمتراً وقطر فوهتها الى 6 سنتيمترات ووزنها الى 590 غراماً. هذه الكأس المصنوعة من الذهب الصافي تبهر العقول كلها، وذلك لزخارفها الظريفة الدقيقة جداً. تعود كأس حسنلو الذهبية الى نحو 800 سنة قبل الميلاد.
الى ذلك، عثر علماء الآثار في حفرياتهم على أشياء اخرى مثل مختلف الأدوات والآلات الحربية كالسيوف والخناجر والرماح والحراب المصنوعة من البرونز والحديد اضافة الى آلاف القطع والأوان الفخارية وأدوات عظمية وحجرية وزجاجية ومعدنية مختلفة. جميع هذه المكتشفات الأثرية لها قيمة أثرية وتاريخية وفنية حيث وجدت طريقاً لها في الولوج الى متاحف إيران الأثرية وكذلك متاحف كل من جمهورية آذربيجان والولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وباقي دول العالم.
يحيط هذه القلعة جدار يبلغ قطره ثلاثة أمتار وارتفاعه سبعة أمتار.
وتعلو هذا الجدار أبراج مربعة الشكل بنيت على أبعاد 10X 10 أمتار، ويفصل كل برج عن آخر 30 متراً.
في المدخل المؤدي الى فناء القلعة، كانت قد بنيت مبان مختلفة منها قاعة كبيرة ومعبد وعدة غرف متصلة ببعضها البعض، بيد أن ما يلفت انتباه الناظر اكثر من باقي المباني هو المعبد الذي كان قد بني سقفه وكذلك أعمدته من الخشب، حيث يصل طوله الى اكثر من 30 متراً وعرضه الى ما يزيد 5 أمتار.
هذا وكانت قلعة حسنلو تتضمن غرفاً أخرى تستخدم لأغراض مختلفة مثل المطبخ والخزان ومستودع الأسلحة؛ وهذا الأخير لم يتضح بعد بأنه كان ورشة لصنع الأسلحة او مستودعاً للأسلحة، حيث تم العثور فيه على أعداد هائلة من السيوف والرماح الحديدية.
في القسم الغربي لفناء القلعة، كانت توجد 15 غرفة كبيرة وصغيرة، حيث عثر على كأس حسنلو الذهبية في إحدى هذه الغرف. أما العمارات والمباني الواقعة في شمال الفناء فكانت تختص بالنساء والجواري، وذلك بسبب اكتشاف كميات كثيرة من الصناديق الخاصة بحفظ مستحضرات التجميل مثل المكحلة وغيرها.
على ما يبدو وكما ذكرنا فإن سكان هضبة حسنلو الأوائل كانوا من قوم «المانا» الذين تركوا حضارة راقية ومشرقة. المانائيون كانوا يقطنون في الأراضي الجنوبية لبحيرة اروميه، وقد وردت أسماؤهم على شكل «مان» في التوراة.
الى ذلك، تدل باقي الهضاب الأثرية المكتشفة على أن سكان حسنلو وباقي الهضاب المحيطة بها كانوا من قوم واحد وعرق واحدة وكانت التجارة تربطهم. هذا وتحكي المكتشفات الأثرية في هذه الهضبة أن الأشياء والأدوات البرونزية لأهالي هذه المنطقة تشبه تماماً ما عثر عليه من الأشياء البرونزية للأقوام الساكنة في لرستان أي الكاسيين.
يذكر أنه تم اكتشاف 14 هضبة أثرية على القرب من هضبة حسنلو؛ مما يبين لنا العمران والمناخ المعتدل ومدى التنمية الثقافية والحضارية التي قد شهدتها هذه المنطقة في العصور المنصرمة.