الدكتورة العطار وثقت في كتابها الصادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب مرحلة مهمة من تاريخ سورية سياسياً وثقافياً، وتناولت عبر محاور عدة الطموح والخطاب الفكري، وسيرة المقاومة والصمود والانفتاح والحوار والتواصل الإنساني، وقدمت حقائق للتاريخ تجسد المواقف الوطنية والقومية الثابتة، مشيرة إلى سلسلة من المؤتمرات القومية الفكرية التي أسهمت في غرس مفاهيم الكفاح وحددت ما يمكن أن نسعى إليه في إطار الأمة العربية.
استهلت العطار كتابها “إن شعلة النضال والتضحيات التي رسمها الرئيس الأسد بكفاحه المتواصل ينبغي أن تبقى متوهجة في النفوس، وإشراقة الأمل التي غرست ينبغي أن تلازم الكفاح مهما كانت آلام الجراح، الرئيس الأسد صاحب المكرمات والبطولات في المواقف والتضحيات دافع عن وطننا وشعبنا وأمتنا، وعاش معنا وبنا، يصوغ تطلعاتنا وآمالنا ويعمل على تحقيقها وترسيخ قيمنا وتعزيزها، وبذل أقصى ما يستطاع، انتصاراً لعروبتنا وقضاياها ولجوهرها قضية فلسطين.. ومضى بنا في الموكب الوطني والقومي ببسالة فريدة؛ لأجل الهدف الكبير في التحرير وحماية السيادة والأرض بالعمل المخلص”.
وأشارت إلى أن رؤية الرئيس الأسد تنطلق من ترسيخ ثوابتنا الوطنية والقومية، كي تكون مسيرة التحديث واثقة وراسخة، وتأكيده على أن الفكر والثقافة هما الإطار الناظم لأداء مؤسسات الدولة على كل المستويات، ما يدفع إلى متابعة التفكير بقضايا التعليم، في كل مراحله، والثقافة بكل وجوهها، سعياً إلى تطوير بعض البنى والأنظمة والمفاهيم، وتحديث بعضها الآخر، وإيجاد بنى أخرى تمليها الحاجة؛ من أجل تكوين أجيال تمتلك الثقافة والوعي العميق لقضايا العصر، والقدرة على مواكبة العالم، في نهوضه العلمي الراهن.
وعن زيارات الرئيس الأسد للمدن التي حاصرها الإرهاب والواقعة على خطوط التماس، بداية من بابا عمرو إلى جوبر التي تبعد مئة متر عن تموضع الإرهابيين قالت العطار: “قدمت برهانك على أن سورية بقيادتك هي القلعة الصامدة التي لا تؤخذ ولا ترغم على الخضوع، وأنك بتواضعك وحبك لجيشك واحتضانك له أنموذج في القيادة لا يجارى ورمز في النبالة فريد”.
وتحدثت العطار عن دور الرئيس الأسد في إبراز الوجه الحضاري للأمة والدفاع عن قضاياها العادلة، والرد على محاولات الإساءة لتاريخها ومعتقداتها، وتوضيح مواقفها من قضايا العالم الراهنة، ورؤية الرئيس الأسد في تنظيم حوارات ثقافية بناءة تستهدف مد جسور التواصل مع العالم؛ إغناء للمشروع العربي النهضوي الحضاري.
ولفتت العطار إلى المعرض التوثيقي “سورية على مشارف الفجر” الذي وجه الرئيس الأسد بالعمل عليه وتم إنجازه عام 2015؛ ليصف الوقائع بالأرقام والصور التي تم أخذها من مجلس الوزراء ووزارة الإعلام، إضافة إلى بعض الوسائل الإعلامية؛ حيث يوثق بالدلالات التاريخية والجغرافية حجم الإجرام والإرهاب الذي تعرضت له سورية.
وعن حرص الرئيس الأسد على بناء نهضة ثقافية ترتقي بالوطن من خلال الحفاظ على اللغة العربية لتحصين الوعي وتحقيق التقدم أكدت الدكتورة العطار أن اللغة العربية في تفكير الرئيس الأسد لها حيز كبير، تجلى في قرار مؤتمر قمة دمشق للغة العربية، والذي كان تالياً لقرارات أخرى اتخذها، في طليعتها الاهتمام بتجديد مجمع اللغة العربية؛ حيث عقد المؤتمر السنوي العاشر للمجمع عام 2019، ورفع التغريب عن مدننا التي أراد لها أن تكون قلاع الصمود.
كما أشارت العطار إلى الأحداث التي شهدت الساحة الثقافية عودتها، بعد توقف فرضته الحرب الإرهابية، منها إعادة افتتاح معرض الكتاب الدولي عام 2019، وعنه قالت الدكتورة العطار: “إذا كانت الثقافة تحتل مكانها الأمثل على جبهة الفكر في النضال، فإن الكتاب يأتي في طليعة وسائلها، ويزداد دوره في هذه الظروف التي نواجه فيها المؤامرة والإرهاب، سلاحاً من أسلحة المقاومة والصمود، وصوتاً من أصوات استنهاض الهمم وشحذ العزائم في سبيل تقدم مجتمعنا وتحقيق سامي أهدافنا”.
وفي عام 2019 أيضاً، حفل الوسط الثقافي السوري بمرور خمسين عاما على تأسيس اتحاد الكتاب العرب، وعنه أوضحت الدكتورة العطار “لقد حمل الرئيس الأسد مشعل الكفاح ريادة وإقداماً بيد، كما حمل أيضاً مشعل الفكر تنويراً وإبداعاً ورعاية للثقافة والمثقفين بيد، ورعايته لمؤتمر اتحاد الكتاب العرب الذي يحتفي بمرور خمسين عاماً على تأسيسه شاهد على ذلك، وهو ما يضعنا موضع الاعتزاز والفخر به”.
وتضمن الكتاب الذي وقع في 240 صفحة من القطع الكبير رسائل موجهة من نائب رئيس الجمهورية الدكتورة نجاح العطار إلى الرئيس بشار الأسد؛ اثنتان منها في المراحل الأولى لرئاسته وختمت أسطرها بالقول: “نحن نمضي معك في درب الكفاح كي تظل خطانا شامخة إلى الأمام، محققة الآمال مهما بلغت التضحيات”.