اشتباكات عنيفة اندلعت بين وحدات الجيش السوري مع مسلحي هيئة تحرير الشام (تنظيم جبهة النصرة الإرهابي المحظور في روسيا) على محور "الراشدين" بريف مدينة حلب الغربي، بالتزامن مع قيام المجموعات المسلحة باستهداف حيي الحمدانية وحلب الجديدة بعدة قذائف صاروخية ألحقت أضرارا كبيرة بالممتلكات العامة والخاصة.
قوات الجيش السوري تمكنت من إفشال الهجوم الذي شنته المجموعات الإرهابية المسلحة على محور الراشدين غرب حلب، "حيث دارت اشتباكات عنيفة بين قواتنا مع المجموعات الإرهابية المسلحة استمرت لنحو 40 دقيقة، مشيراً إلى أنه لم ينجم عن هذا الهجوم أي تغيير بخارطة السيطرة".
وأضاف المصدر أن مدفعية الجيش السوري نفذت أثناء الهجوم وعقبه رمايات مكثفة ودقيقة باتجاه مواقع وتحركات وخطوط إمداد المسلحين على كامل المحور الغربي لمدينة حلب ما أدى إلى تدمير عدد من المواقع الهامة للمسلحين وعدة آليات كانت بحوزتهم.
وكانت مصادر محلية في ريف حلب الغربي أكدت أن انفجارا عنيفا هز بلدة الأتارب بريف حلب الغربي عند الساعة التاسعة من مساء أمس الجمعة، مشيرة إلى أن الانفجار وقع في أحد المقرات التابعة لهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة) والمخصصة لتعديل القذائف الصاروخية وتذخيرها بالمواد الكيميائية السامة، مشيرة إلى أن الانفجار أدى إلى نسف المقر بشكل كامل، وانتشار رائحة كيميائية غريبة في المنطقة.
وأكدت المصادر أن عناصر الخوذ البيضاء الذين توجهوا على الفور إلى موقع التفجير تمكنوا من انتشال ستة جثث وثلاثة مصابين من تحت أنقاض المقر الذي ذكرت صفحات موالية لهيئة تحرير الشام على وسائل التواصل الاجتماعي أنه كان "مستودعا مخصصا للأدوية الكيميائية" يحمل اسم مستودعات الخليل.
وخلال الأشهر السابقة، شنت المجموعات المسلحة التابعة لتنظيم جبهة النصرة الإرهابي من مواقعها في شمال وغرب حلب، عشرات الهجمات باتجاه نقاط الجيش السوري والأحياء السكنية الواقعة تحت سيطرة الدولة، في خروقات متكررة لاتفاق منطقة خفض التصعيد، وتمكن الجيش السوري من إحباطها، كما أمطرت المجموعات المسلحة أحياء حلب بآلاف القذائف الصاروخية انطلاقا من مواقعها الواقعة ضمن المنطقة المصنفة على أنها منزوعة السلاح، وقد أدت هذه الاعتداءات إلى مقتل وإصابة عشرات المدنيين، إضافة إلى مقتل العديد من أهالي حي الزهراء وبينهم أطفال برصاص قناصي النصرة.
وكان مسلحو تنظيم (جبهة النصرة) الإرهابي شنوا هجوما بالغازات السامة شهر نوفمبر تشرين الثاني الماضي على حي الخالدية بحلب شمال سوريا ما أدى لإصابة نحو 100 مدني بحالات اختناق.
ورجح مدير عام الهيئة العامة للطب الشرعي في سوريا الدكتور زاهر حجو في تصريح لوكالة "سبوتنيك" أن يكون الغاز المستخدم في الهجوم الإرهابي هو غاز الكلور، "وهذا ما يبدو واضحا من الأعراض الظاهرة على المصابين من سيلان الأنف وتخريش العيون والإقياء وانخفاض ضغط الدم".
ولفت الدكتور حجو إلى أن حدة الإصابات تراوح بين الخفيفة إلى المتوسطة نافيا وقوع أي وفيات بين صفوف المصابين.
وقامت هيئة تحرير الشام بالاشتراك مع الفصائل الموالية لها، ومع تنظيم الخوذ البيضاء، بنشر عبوات "الكلور والسارين" على جبهات المنطقة منزوعة السلاح في ريف حماة الشمالي والشمالي الغربي، وفي ريف إدلب الشمالي الشرقي عند الحدود الإدارية مع محافظة حلب، وفي ريف اللاذقية الشمالي الشرقي، من خلال تسليمها هذا السلاح لتنظيمات داعش و"فرخه" أنصار التوحيد، والحزب الإسلامي التركستاني، ولواء صقور الغاب، وغيرها.
وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت في الـ 29 من الشهر الماضي تلقي معلومات تفيد بوصول عملاء من المخابرات الفرنسية والبلجيكية الى محافظة ادلب للتحضير لاستفزاز باستخدام مواد كيميائية سامة والتقائهم مع متزعمين ميدانيين من تنظيمى جبهة النصرة وما يسمى (حراس الدين) وممثلى تنظيم (الخوذ البيضاء) الارهابيين لتنسيق كيفية تنفيذ تمثيلية كيميائية جديدة.