وتناولت الورشة التي حملت عنوان “قلعة حلب تحتضن أهلها” واستضافتها منارة سيف الدولة في حلب القديمة، محاور حول مفهوم التراث المادي واللامادي، وخاصة للشهباء المسجلة ضمن مواقع التراث العالمي، وعلاقة هذا المفهوم بالمجتمع والتنمية والتأثير المتبادل بينهما.
وعرضت الورشة التي أقيمت على هامش زيارة وفد المكتب الإقليمي لليونسكو ببيروت إلى مدينة حلب لمقترحات تخص سبل النهوض بواقع المدينة القديمة بالتعاون مع جميع الشركاء من المجتمع المحلي والجمعيات ومؤسسة الآغا خان والفنيين والجهات الحكومية وكليات العمارة والآثار، بهدف إعادة الألق لهذه المدينة وترميمها واستثمارها بالطريقة الصحيحة.
وأكد المشاركون في الورشة ضرورة رفع العقوبات والحصار عن القطاع الثقافي والتراثي في سورية، لأن الثقافة هي للإنسانية جمعاء، وهي محرك اقتصادي ومصدر رزق لعديد من الحرفيين والممارسين في مدينة حلب.
وبينت ريم الإبراهيم من برنامج التراث الحي بالأمانة السورية للتنمية في تصريح لمراسلة سانا أن الورشة أقيمت انطلاقاً من دور الأمانة في صون الهوية الثقافية السورية في عموم البلاد، وفي مدينة حلب التي تعرضت لأضرار جراء الزلزال تسببت بحدوث دمار في العديد من أجزاء القلعة وفي المعالم الأثرية المحيطة بها وداخل المدينة القديمة.
ولفتت إلى أن المشاركين في الورشة خلصوا لضرورة العمل المشترك لإعادة ترميم وتأهيل مدينة حلب القديمة، ولا سيما القلعة، التي تعد ركيزة أساسية في عمليات إعادة التأهيل، وإشراك الشباب بقطاع العمل لإدارة المواقع والاستماع إلى آرائهم.
وأوضح أحمد كبة مشرف المشاريع الاقتصادية في الأمانة السورية للتنمية أن الورشة تعد الخطوة الأولى للبدء بعملية الترميم لقلعة حلب ومحيطها والمعالم الأثرية في المدينة بعد وقوع الزلزال، وإعادة إحياء الأسواق والأماكن التراثية، والتأكيد على ضرورة تكثيف الجهود المجتمعية مع الأمانة، والتوجه لإجراء عمليات ترميم القلعة بالتعاون مع منظمة اليونسكو ووضع خطة مرحلية لتنظيم العمل.