وأشار عجيب إلى أنّ الهزات الارتداديّة هي نتيجة حتميّة لكل زلزال، ذلك لأنّها تنتج عن إعادة توزيع الأحمال والضغوط التي سبّبها حدوث الزلزال، حيث تعمل الإزاحة المحليّة التي تصيب التشكيلات الصخريّة بعد الزلزال إلى خلق جهود جديدة على امتداد الصدوع المتفرعة من الصدع الرئيسي، الذي حدث الزلزال عليه، وهو في حالة زلزال الأناضول يسمّى صدع شرق الأناضول، مضيفاً: إنّ هناك عدّة صدوع متفرعة من هذا الصدع، وهي صدع ملاطية وصدع مرعش وصدع الأمانوس، وتالياً فقد تركّزت الهزات الارتداديّة منذ حدوث الزلزال يوم السادس من شباط وحتى يومنا هذا على تلك الصدوع.
أمّا بالنسبة للمناطق السورية فبيّن الجيولوجي عجيب أنّ الصدع الأقرب هو صدع الأمانوس، وهو الصدع المار من لواء اسكندرون، مروراً بالبحر قبالة سواح اللاذقية، ليتصل مع صدع قوس قبرص المار من جنوب قبرص، كاشفاً أنه بسبب قرب هذا الصدع من الأراضي السوريّة فقد كانت الأغلبيّة الساحقة من الهزات الارتداديّة التي شعر بها السوريون تتركز على هذا الصدع، حيث كان أبرزها الهزة الارتداديّة التي حدثت يوم عشرين شباط الفائت والتي بلغت شدّتها حوالي 6.3 ريختر.
وذكر عجيب أنّه بحسب القياسات التي أجريت على الهزات الارتداديّة على مدى أكثر من عشرين يوماً، فإن المتوسط العام لشدّة الهزات الارتداديّة قد انخفض من 4.4 إلى 2.9 كما أن متوسط تواترها انخفض بشكل ملحوظ أيضاً، وهذان مؤشران على أنّ المنطقة تتجه الى الاستقرار التكتوني، وعلى أننا نعيش سيناريو نموذجياً للزلازل، منوهاً بأنّه في الأيام الخمسة الأخيرة تغيّر نمط شدّة وتواتر تلك الهزات بشكل ملحوظ، ما يبشّر بأنّ مدّة الهزات الارتداديّة سوف تكون أقصر من المعتاد، إن استمر الوضع التكتوني على ما هو عليه الآن.
ووفق عجيب فإن المؤشرات كلها، وخاصة المتوسط العام لشدّة الهزات الارتداديّة ومتوسط تواترها مع الزمن، تقول إن الوضع التكتوني للمنطقة يميل نحو الاستقرار، وإذا استمرت المنطقة على هذا النحو، فمن المتوقع أن تعود إلى استقرارها مع نهاية شهر آذار، مع الأخذ بعين الاعتبار أن عودة المنطقة للاستقرار لا يعني اختفاء الهزات نهائيّاً، فهذه المنطقة دائماً تسجّل هزات هنا وهناك، حيث إنّ هذه الهزات الخفيفة والمتوسطة هي إحدى علائم الشخصية التكتونية للمناطق النشطة زلزاليّاً كمنطقتنا، وذلك حسب ما قاله الجيولوجي عجيب.
وأكد عجيب على عدم إمكانية التنبّؤ بالزلازل في المستقبل، وكذلك عدم إمكانيّة نفي حدوثها، وبالتالي فكل ما يشاع من كلام حول حدوث زلزال في يوم ما، وفي منطقة ما، ماهو إلاضرب من ضروب الشعوذة والدجل، منوهاً بأنّ الوضع التكتوني على طول الصدوع، وخاصة العملاقة منها، كصدع البحر الميت، هو أعقد بكثير من أن يُتنبأ به.
المصدر: تشرين