الرئيس الأسد لقناة روسيا اليوم: أمريكا أكبر دولة مارقة في العالم

الخميس 16 مارس 2023 - 13:38 بتوقيت غرينتش
الرئيس الأسد لقناة روسيا اليوم: أمريكا أكبر دولة مارقة في العالم

أكد الرئيس بشار الأسد وجود بداية حراك عربي تجاه سورية مشيراً إلى أن العودة للجامعة العربية ليست هدفاً بحد ذاتها بل الهدف هو العمل العربي المشترك، وأن الاتفاق السعودي الإيراني سينعكس إيجاباً على كل دول المنطقة.

جاء ذلك خلال مقابلة أجراها الرئيس الأسد مع قناة “آر تي” الروسية تناول فيها السياسة التي يتبعها الغرب مع سورية والعالم والقائمة على النفاق والكذب، مؤكداً أن أمريكا هي أكبر دولة مارقة في العالم، وزيارة رئيس أركانها لشمال شرق سورية خرق للقانون الدولي.

وفيما يلي النص الكامل للمقابلة:

سؤال: سيادة الرئيس زيارتكم هذه الرسمية والعلنية تأتي في ظل متغيرات إقليمية ودولية متسارعة.. ما الذي تغير بالنسبة لدمشق.. هل سورية اليوم أمام مرحلة جديدة.. ولقاؤكم مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الـ 15 من آذار هل من رمزية لهذا اليوم؟

الرئيس الأسد: رمزية لليوم لا … هناك أهمية للزيارة نعم.. لكن ما الذي تغير.. دمشق جزء من العالم تؤثر وتتأثر.. فالسؤال ما الذي لم يتغير بالنسبة لهذا العالم، خلال السنوات القليلة الماضية أتت كورونا لكي تغير كل أنماط الحياة وكل أنماط السياسة والاقتصاد والمصالح وغيرت الاصطفافات.. أتت الحرب في أوكرانيا لتغير أكثر، فالحقيقة نحن اليوم نعيش في عالم أكثر تغيراً، وهذه الزيارة أهميتها أنها تعيد وضع تصورات مشتركة جديدة بين روسيا وسورية تجاه هذا العالم الجديد الذي نتأثر فيه أو نتأثر به بشكل يومي.

سؤال: سورية تعيش تداعيات ما بعد كارثة الزلزال.. سياسياً اقتصادياً.. ما الملفات التي بحثتموها مع الرئيس بوتين في الكرملين أمس؟

الرئيس الأسد: من الناحية السياسية الأحداث لا تنتظرك، فإن تأخرنا في التحاور ووضع التصورات ولاحقاً وضع الخطط التنفيذية فهذه الأحداث سوف تتجاوزنا وسوف نخسر الكثير على مستوى المصالح الوطنية بالنسبة لنا أو بالنسبة لروسيا.. من الناحية الاقتصادية عندما نتحدث عن حرب وحصار وفوق ذلك زلزال يصبح العمل الاقتصادي حاجة أكثر إلحاحاً، فقد يكون الحديث عن الاقتصاد في ظروف الكوارث هو أكثر أهمية من أي حديث آخر، لذلك خلال هذه الزيارة الملفات الاقتصادية التي طُرحت كانت هي الأوسع والأشمل والأكثر تحديداً أي الحديث عن المشاريع بشكل محدد لذلك أعتقد بأن توقيت الزيارة بالرغم من أنها مخططة من قبل الزلزال لكن ربما للمصادفة توقيت هذه الزيارة للتطورات السياسية سواء الملف التركي أو غيره أو في موضوع التعاون الاقتصادي المرتبط بالوضع الاقتصادي في سورية يأتي بتوقيت مناسب جداً.

سؤال: أنتم تتحدثون عن العقوبات لكن بعض العقوبات رُفعت عن سورية بسبب تداعيات الزلزال.. اليوم ما هو المطلوب لإعادة تأهيل المدن السورية التي تضررت.. هل من رقم محدد بعد 12 عاماً من الحرب واليوم الزلزال.. الرقم على ما يبدو قد يكون خيالياً الآن؟

الرئيس الأسد: التقديرات للحرب كانت تفوق الـ 400 مليار دولار، لكن هذا رقم تقريبي، قد يكون أكثر من ذلك باعتبار أن هناك مناطق خارج سيطرة الدولة، الرقم المفترض بالنسبة للزلزال هو 50 مليار دولار وهو أيضاً رقم افتراضي لأن فحص الضرر سواء كان أبنية عامة أو خاصة أو بنى تحتية لم يكتمل بعد وهذا بحاجة لوقت، لكن لا يجوز أن ننظر للضرر سواء في الحرب أو في الزلزال على اعتبار أنه ضرر فيزيائي فقط يصيب الأبنية والمنشآت والبنى التحتية، وإنما هو ضرر بالاقتصاد بشكل عام.. قد تكون خسائر الزلزال من الناحية الاقتصادية أكبر بكثير من الضرر من الناحية الفيزيائية، الآن ما هو المطلوب بالعودة لبداية سؤالك وهو أن هناك عقوبات رفعت.. لا.. الحقيقة لا.. سُمح ببعض المساعدات الإنسانية لكن الاقتصاد بحاجة لسهولة في وصول المواد المختلفة الأولية وغير الأولية الضرورية للحياة العامة في أي بلد، منها الصناعة منها التجارة، وغير ذلك هذا الموضوع لم يتغير، سورية قادرة بغض النظر عن المساعدات أن تعيد تأهيل نفسها بعد الحرب وبعد الزلزال لأنها تمتلك كل المقومات لإعادة الإعمار، لكن المشكلة أن هذه العملية الآن هي أكثر كلفة وأكثر صعوبة ومع ذلك هي تتم ولكن في قطاعات محددة كالكهرباء على سبيل المثال.. فإذن ما هي حاجة سورية هي رفع الحصار فقط قبل المساعدات.

سؤال: الغرب يكذب عندما يتحدثون أمام وسائل الإعلام بأن العقوبات رٌفعت لمساعدة الشعب السوري إن كان في مناطق سيطرة الدولة أو الخارجة عن سيطرة الدولة.. هل هذا نفاق سياسي؟

الرئيس الأسد: السياسة الأوروبية مبنية على الكذب في كل شيء وتجاه كل الملفات، فالملف السوري هو واحد من ملفات الكذب فـطبعاً هو يكذب، إن لم تكذب اليوم فلن تكون غربياً.. هذا الواقع الآن وأنا لا أبالغ، نحن نتعامل معهم في كثير من الملفات عبر سنوات حتى عندما كانت العلاقات جيدة بين سورية والغرب كانت العلاقة هي علاقة نفاق وكذب من قبل الغرب على سورية، كما هو الحال مع باقي الدول.. كما هو الحال بالنسبة للموضوع الأوكراني ولأي موضوع آخر.. طبعاً هم يكذبون، هم يريدون أن يظهروا الوجه الإنساني المزيف بسبب الزلزال في سورية لكي لا يُقال بأنهم أخذوا موقفاً غير إنساني، ولكن لم يقدموا شيئاً.

سؤال: الزلزال ضرب كذلك مدناً تركية واليوم لم يعد سراً أن جهوداً تُبذل لتطبيع ما يمكن تطبيعه في العلاقات بين دمشق وأنقرة.. الكارثة المشتركة هل يمكن أن تستعجل عملية التقارب وطي صفحة الخلاف.. إغلاق الأعين ربما حيال بعض الممارسات.. ألم يحن الوقت؟

الرئيس الأسد: الزلزال أصاب المواطن التركي.. أصاب الشعب.. لا أعتقد بأن هناك أساساً افتراقاً بين الشعبين بشكل عام، المشكلة هي مشكلة السياسيين في تركيا، لديهم مطامع خاصة يريدون أن يحققوها من خلال الحرب في سورية.. هكذا كان الوضع في بداية الحرب وهكذا هو الوضع اليوم، لذلك الجواب عن سؤالك هو أن الزلزال الوحيد الذي يغير من السياسات التركية ويدفع باتجاه التقارب حالياً هو الانتخابات الرئاسية في تركيا، لا يوجد أي شيء آخر.

سؤال: في هذا السياق قيل مؤخراً عن قمة تجمعكم بالرئيس أردوغان إن كانت برعاية روسية أو رعاية روسية – إيرانية في إطار رباعي أستانا.. في السياسة كما تعلمون لا صداقات دائمة ولا عداء دائم، هل أنتم مستعدون للقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان؟

الرئيس الأسد: السؤال الطبيعي في مثل هذه الحالة ما هو الهدف من أي لقاء سياسي.. على أي مستوى.. هو أن تحقق نتائج محددة، إذاً ما هي هذه النتائج.. بالنسبة لنا في سورية الأولوية هي انسحاب جميع القوات الأجنبية غير الشرعية، وهذا يعني بشكل أساسي الأمريكي والتركي، لا يوجد قوات غير شرعية أخرى في سورية، والتوقف عن دعم الإرهاب.. وهذا يعني ما يسمى بـ “جبهة تحرير الشام” و “النصرة” لا تهم التسميات.. المكون هو واحد والداعم هو واحد، المقترح التركي الأخير الذي وصل من أجل الاجتماع الرباعي على مستوى معاوني وزراء الخارجية هو ألا يكون هناك أي جدول أعمال للقاء.. هو ألا يكون هناك أي شروط من قبل أي طرف.. وألا يكون هناك أي توقعات، فما هو الهدف من اللقاء؟.. لماذا نذهب؟ لكي نلتقط الصور؟.. لذلك نحن لم نضع شروطاً كما يحاولون التسويق بأن سورية لا تذهب إلا بالحد الأقصى من الشروط، طرح موضوع الانسحاب هذا طرف ثابت لن يتغير، هو موضوع وطني وليس سياسياً، ولكن أن نذهب إلى اجتماع لا نعرف لماذا ولا كيف ولا أي شيء، فهنا هي المشكلة، نحن نحاول أن نضع جدول أعمال واضح.

سؤال: يعني اجتماع يوم غد المقرر على مستوى نواب وزراء الخارجية هنا في موسكو لن تشاركوا فيه.. لن يُعقد هذا الاجتماع؟

الرئيس الأسد: نحن نصر على إما أن يكون هناك جدول أعمال واضح أو أن تقوم سورية بالتأكيد على بند الانسحاب، فإن لم يكن هناك جدول أعمال فسيكون جدول الأعمال الوحيد بالنسبة للطرف السوري هو الانسحاب التركي من سورية.

 

 

جميع الحقوق محفوظة لقناة العالم سورية 2019