إلا أن هذا الانخفاض الذي تتباهى به وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، سيأتي بنتائج عكسية في المستقبل القريب وفقاً لحديث عضو غرفة زراعة دمشق مازن مارديني، الذي أكد أن هذا الانخفاض سيتبع بارتفاع كبير بالأسعار وتراجع في العرض، وذلك لأن المربين يبيعون القطعان اليوم بنصف عمرها تخفيفاً لخسارتهم إثر التكاليف الكبيرة للتربية، فأصبح العرض أكبر من الطلب، وقد يستمر هذا الانخفاض ويتزايد خلال الأيام القادمة، لكن سيتبعه فقدان للمادة وارتفاع بأسعارها.
وأضاف مارديني أن قرار إعطاء الأولوية بتمويل الاستيراد للأعلاف، ورغم عدم ظهور نتائجه بعد، إلا أنه منح المربين تفاؤلاً بانخفاض سعر العلف، فمعظمهم توقف عن الشراء بانتظار الأسعار الجديدة المخفضة كما يقول المنطق، ليأتي رفع سعر الدولار الجمركي ويبدد آمالهم، حيث ارتفعت اليوم الأسعار بما لا يقل عن 25%، مما يوحي بغياب الرؤية والتنظيم في قرارات دعم المربين.
وبيّن مارديني أن المربين يبيعون بكثافة قبل أن يشتروا العلف بالسعر الجديد، مما زاد من حجم العرض، إلا أن عدم وجود أي جهة تحمي المربي تعني أن القادم أسوأ، حيث بلغ سعر كيلو الصويا –قبل الزيادة الجديدة- 9200 ليرة، مضيفاً أنه لا جواب شافي عن مصير المهنة لأن السعر مرتبط بشكل مباشر بسعر الصرف والعرض والطلب، والقدرة الشرائية للمواطن، وبعد خروج معظم صغار المربين من العمل، يبدو أن الدور وصل لكبار المربين الذين يتكلفون خسائر كبيرة.
المصدر: البعث