والمركز الوطني للخلايا الجذعية “حياة” افتتح في مشفى الأطفال الجامعي بدمشق عام 2021 وقالت السيدة أسماء عند افتتاحه: إنه “يشكل أملاً جديداً للأطفال وأهاليهم، وأفقاً جديداً لعلاج السرطان في سورية، وخاصة أن المركز استطاع أن يطابق أعلى المعايير التي تضمن سلامة الطفل ونجاح عمليات الزرع، بمعنى آخر هي الحد الفاصل بين الحياة والموت”.
الاحتفالية التي يعود ريعها لدعم المركز بدأت بعرض فيلم كرتون حمل اسم “حياة”، وفيلم قصير آخر “لنقرع الأجراس.. لنعلن بداية جديدة” ليحيي بعدها أطفال جوقة الفرح الحفل على وقع أصواتهم التي حملت الأمل والحب ونثرته فرحاً في الأنحاء.
وبدأت الحفلة بمشاركة ثلاثة وعشرين طفلاً وطفلة ممن أتموا رحلة العلاج في المركز لأطفال جوقة الفرح بقيادة المايسترو كلوديا توما بأعظم سيمفونية موسيقية كتبها بيتهوفن وواحدة من أشهر أعمال الموسيقا الكلاسيكية الغربية “إلى السعادة” على وقع الأجراس، لتكمل الجوقة بعدها الأمسية بأغانٍ متنوعة بعضها تراثي سوري وآخر ألف خصيصاً لهذا الحفل من كلمات وألحان وتوزيع مروان نخلة، حيث خصصت إحداها لأمهات الأطفال اللواتي يرافقن أبناءهن رحلة العلاج.
رئيس اللجنة الوطنية للتحكم بالسرطان الدكتورة أروى العظمة أكدت أهمية المركز لكونه الأول من نوعه في مجال زرع النقي والخلايا الجذعية عند الأطفال وتم العمل عليه طويلاً وبجهود كبيرة، مشيرة إلى أنه إنجاز حمل الحياة والأمل لجميع الأطفال الذين يحتاج علاجهم إلى زرع الخلايا الجذعية.
ولفتت إلى أن المركز سيتيح للأطفال المصابين بأمراض الدم الوراثية وأمراض نقص المناعة الخلقية والأمراض الاستقلابية الخلقية والوراثية وسرطان الدم وبعض أنواع السرطانات الصلبة فرصة للشفاء وعيش حياة طبيعية.
بدوره مدير المركز الوطني للخلايا الجذعية الدكتور ماجد خضر لفت إلى خصوصية الأمسية لكونها تجمع الأطفال الذين تم علاجهم في المركز ليكون يوم فرح لهم، موضحاً أن المركز استطاع خلال السنتين الماضيتين إجراء 25 عملية زرع نقي ذاتي وغيري.
وفي تصريح لسانا أعرب الراعي والمؤسس لجوقة الفرح الأب إلياس زحلاوي عن سعادته بمشاركة جوقة الفرح بأطفالها اليوم في هذه الفعالية الإنسانية بكل تحد وأمل وفرح، على الرغم من كل محاولات أعداء سورية أن ينزلوه بالشعب السوري من دمار وموت وتشريد وحصار أثر حتى على علاج الأطفال المصابين بالسرطان.
نور نجار والدة الطفلة غزل تحدثت عن مراحل علاج طفلتها وما وصل إليه الطب في سورية، لافتة إلى العناية التي يتمتع بها الطفل المريض والاهتمام بالحالة النفسية له ولأهله.
حضر الأمسية وزيرة التنمية الإدارية سلام سفاف، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور بسام إبراهيم، ووزيرة الثقافة لبانة مشوح، ومعاون وزير الصحة الدكتور أحمد ضميرية، ومحافظ دمشق المهندس محمد طارق كريشاتي، ونقيب الأطباء في سورية الدكتور غسان فندي، وعدد من المديرين والمعنيين.
أما جوقة الفرح فهي جوقة سورية تطوعية تتبع كنيسة سيدة دمشق، أسسها الأب إلياس زحلاوي عام 1977 وانطلقت بخمسة وخمسين طفلاً وطفلة وكانت خدمتها الأولى ليلة عيد الميلاد من العام ذاته وتضم اليوم أكثر من 500 مرنم تتراوح أعمارهم بين 7 سنوات و75 سنة.