وعلل ذلك نتيجة تضافر عدة حالات وهي ظاهرة النينو والتي تشهد فيها المياه الاستوائية في المحيط الهادي ارتفاعاً بدرجات الحرارة، بالإضافة لما يحدث من قبة حرارية تتمركز فوق جنوب أوروبا وشمال إفريقيا وما تشهده الجزائر والمغرب وتونس من ارتفاعات غير مسبوقة بدرجات الحرارة وتحطيم للأرقام القياسية.
وأوضح العصيري بأن ظاهر النينو مع القبة الحرارية بالإضافة للاحتباس الحراري الذي وصل إلى أرقام غير مسبوقة حيث نشهد اليوم زيادة على معدلات الحرارة بمقدار 1.8 درجة، ونصل إلى 420 جزيئاً من كل مليون جزيء من جزيئات الغلاف الجوي من غاز ثاني أكسيد الكربون، لافتاً إلى أن الرقم الطبيعي هو 250 إلى 280 جزيئاً من كل مليون جزيء من جزيئات الغلاف الجوي.
وبين العصيري بأن غاز ثاني أكسيد الكربون تضاعف وهذا يولد غلافاً جوياً إضافياً للغلاف الجوي الموجود ما يسبب مفعول الدفيئة الزجاجية كطنجرة البخار، وما يحدث للأرض أنها تحتبس الحرارة داخلها بسبب غاز ثاني أكسيد الكربون وغاز المتيان وهذا الاحتباس سببه الإنسان والبشرية وما يطلقه الإنسان من كميات كبيرة من هذا الغاز وصل الى أرقام قياسية.
وتابع العصيري: كان متوقعاً بأن تحدث ظاهرة النينو تدريجياً وصولاً الى عام 2027 لكن ما حدث هذا العام أنها حدثت بشكل قاس وقوي بسبب تأثير الاحتباس الحراري وهذا ما سبب تسجيل الأرقام القياسية في الحرارة، وما نشهده اليوم من بيئة قاسية جداً ناتجة عن مفعول الإنسان.
وأشار العصيري إلى أن شهر آب يشهد عادة موجات حر أشد من باقي الأشهر لذلك نحذر من التعرض المباشر لأشعة الشمس لأن لها آثاراً سلبية ومؤذية.
ورداً على سؤال عن الحلول لهذه الظواهر الطبيعية أكد العصيري بأن الحلول يجب أن تكون حلولاً دولية وليست فردية، بالإضافة إلى أنه من واجب كل حكومة أن تحاول وضع حلول خاصة بها كزيادة التشجير والغطاء النباتي للحد من الاحتباس الحراري.
يذكر أن منصة الغابات ومراقبة الحرائق تحذر بشكل يومي من ارتفاع مؤشرات خطورة الحريق للمستويات المرتفعة نتيجة الظروف الطبيعية الحالية من ارتفاع درجات الحرارة والجفاف، داعيةً للحذر من ممارسة أي أنشطة مسببة لنشوب الحرائق، كما أشارت المنصة لأهمية وعي المواطنين القاطنين بجوار الغابات ومبادرتهم بعدم إشعال أي نيران والإبلاغ الفوري عن أي لهب أو دخان على الأرقام المجانية 188 و113.
المصدر: غلوبال