وقال العماد عباس في اتصال هاتفي مع قناة السورية بمناسبة الذكرى الـ 78 لتأسيس الجيش العربي السوري: “أحيي بهذه المناسبة رجال قواتنا المسلحة الذين يشكلون بعملهم وبطولاتهم وتضحياتهم والتزامهم بواجباتهم ومهامهم الوطنية انعكاساً صادقاً، وتعبيراً راسخاً عن تاريخنا العريق وحضارتنا الإنسانية، وأتوجه باسمهم بتحية التقدير والإكبار لأسر شهدائنا الطاهرين الأوفياء، ولجرحى قواتنا المسلحة الذين رووا تراب الوطن الطاهر بدمائهم الزكية فكانوا الأنموذج الأرقى بالتضحية والفداء في سبيل صون قداسة الوطن وعزته وكرامته، وبهذه المناسبة الغالية نرفع أسمى آيات الولاء والوفاء للوطن وقائد الوطن السيد الرئيس الفريق بشار الأسد”.
وأوضح العماد عباس أن للجيش العربي السوري دوراً كبيراً في مواجهة المشاريع الخارجية الاستعمارية عبر التاريخ، ولا سيما في مواجهة المشروع الاستعماري القديم الجديد، وفي الصمود بوجه أعتى هجمة إرهابية عدوانية عرفها التاريخ الحديث، مشيراً إلى أن هذا التاريخ العريق والماضي المجيد كتبه رجال جيشنا ببطولاتهم وتضحياتهم، وعمدوه بدمائهم الطاهرة، وحفظته الأجيال المتعاقبة ولا عجب في ذلك، فالجيش العربي السوري انبثق منذ انطلاقته الأولى من قلب جماهير الشعب، وسمي بجيش الشعب فعبر عن آماله وطموحاته، ولبى تطلعاته ونشأ على أسس ومبادئ ثابتة مرتكزة على حب الوطن والدفاع عنه والاستعداد الدائم للتضحية في سبيله، واضطلع منذ نشأته بالمهام الوطنية والقومية، وسمى نفسه جيش الأمة العربية.
وبين وزير الدفاع أنه تاريخياً وحتى يومنا هذا قاد جيشنا عبر تاريخه الطويل الكثير من المعارك والمواجهات التي عززت لديه الخبرة والمهارة القتالية ولا شك أنه لا يمكن لأي جيش أن يصمد في وجه مثل هذه الحروب إن لم يكن لديه جاهزية قتالية عالية وبنية متماسكة وقيادة حكيمة، وهذه الأمور لا يمكن أن تأتي من الفراغ، فهي تحتاج إلى إعداد مسبق وبناء وتأهيل متعدد الجوانب، ومن هنا فإن التدريب يعد أهم مصادر القوة، وأحد المقومات الرئيسية لتطوير وتحديث الجيش والقوات المسلحة، بما يمكنها من تنفيذ المهام المنوطة بها بالدفاع عن سلامة الوطن وسيادته وتحرير أراضيه المحتلة، وخدمة مصالح الشعب وحماية أهدافه وأمنه الوطني.
ولفت العماد عباس إلى أن الجيش العربي السوري يمتلك اليوم رصيداً زاخراً من القدرات التدريبية والعملياتية التي بدت جلية من خلال المشاريع التكتيكية التي تنفذ بالذخيرة الحية، والتي أسهمت في تأهيل أفواج من الضباط وصف الضباط والأفراد القادرين على حماية الوطن، والدفاع عن أرض سورية وسيادتها.
وتابع العماد عباس: إضافة إلى ما سبق نؤكد على عدد من الحقائق التي ارتبطت بتاريخ جيشنا، وتحفزنا دائماً على الدفاع عن وجودنا الحضاري والتاريخي والثقافي، وتقديم قوافل الشهداء، فالجيش الذي يعتنق رجاله فكر التضحية والاستشهاد في سبيل الوطن هو جيش قوي لا ينكسر، وهو ما بدا جلياً من خلال تضحيات رجاله الميامين فكان منهم الشهيد والجريح الذي عطر بدمائه تراب الوطن وطهره من رجس كل معتد، مشدداً على أن اليوم ورغم الحصار والإرهاب تقوم قواتنا المسلحة بمسؤولياتها على أكمل وجه، وتواصل مكافحة الإرهاب بلا هوادة نيابة عن العالم أجمع، وتسعى على الدوام إلى تعزيز الجهود الدولية المشتركة الرامية للقضاء على التهديد الذي يمثله الإرهاب للأمن والسلم الدوليين.
وفي الختام توجه وزير الدفاع بالتهنئة لجميع أبناء قواتنا المسلحة الباسلة، وبالتحية لجميع أبناء الشعب، مؤكداً أننا نستمد من دماء شهدائنا وتضحيات جرحانا القوة والعزيمة والأمل، وأننا سنبقى في ميادين العزة والكرامة قابضين على الزناد خلف راية قائد الوطن السيد الرئيس الفريق بشار الأسد الذي شهدناه مع رجال قواتنا المسلحة على الخطوط الأولى، ومع أبناء شعبنا في ساحات العطاء والعمل يبلسم الجراح، ويشد من عضد أبناء الوطن فعلّم العالم كيف تصان الأوطان، وكيف تعز وتبنى، وكان المنارة في النضال ومنبع العزيمة والصمود في مواجهة أحلك الخطوب.. المجد والخلود لأرواح شهدائنا الأبرار، والشفاء العاجل للجرحى والنصر للوطن.