وللتوصل إلى تلك النتائج -التي نشرت في دراسة بدورية "نيتشر جيوساينس"- درس الفريق من عام 2003 إلى عام 2019 الكيمياء الخاصة بعينات أُخذت من الأنهار الكبرى في الدائرة القطبية الشمالية.
واهتمت الدراسة بأخذ عينات من أماكن مختلفة لبناء نظرية أكثر دقة؛ ففحصت عينات من أنهار "أوب" و"ينيسي" و"لينا" و"كوليما" في سهول سيبيريا، ونهري "ماكينزي" في كندا و"يوكون" الذي ينبع من مقاطعة كولومبيا البريطانية بكندا وينتهي مجراه في ولاية ألاسكا الأميركية. وتعد جميعها روابط مهمة بين أراضي القطب الشمالي الشاسعة والمحيط المتجمد الشمالي.
وحسب الدراسة، فقد زادت قلوية المياه؛ الأمر الذي أرجعه الباحثون إلى ظاهرة "التجوية"، وتعني تفتت وتحلل الصخور والتربة والمعادن في المياه الجارية.
كما كشفت الدراسة عن انخفاض نسبة مركب النترات، وهي مادة مغذية للنباتات والحيوانات؛ الأمر الذي يمكن مستقبلا أن يؤثر على توازن الحياة في المحيطات المرتبطة بهذه الأنهار.
التغير المناخي
وحسب بيان صحفي رسمي صادر عن جامعة شيكاغو الأميركية المشاركة في الدراسة، فإن السبب الرئيسي في هذه النتائج هو التغير المناخي الذي يؤثر في كل معايير البيئة على كوكب الأرض، وبالتالي على المياه العذبة الجارية في الأنهار.
وليست هذه المرة الأولى التي يكشف فيها العلماء عن تغير كيمياء المياه مع التغير المناخي؛ فمثلا توصل باحثون في دراسة بدورية "إنفيرومنتال ريسيرش ليترز" عام 2016 إلى أن هناك زيادة بنسبة 39% في الكربون العضوي المذاب المتدفق من نهر ماكنزي إلى المحيط المتجمد الشمالي.
وأشارت الدراسة إلى أن جزءا كبيرا من الكربون المذاب سينقله نهر ماكينزي إلى الغلاف الجوي في صورة ثاني أكسيد الكربون على فترات زمنية تتراوح بين سنوات وآلاف السنين؛ وتترتب على ذلك آثار محتملة على تحمض المحيطات والأداء البيئي للنظام النهري في العالم كله.
وتجري حاليا العديد من الدراسات لفهم التغير الكيميائي الحاصل في كل أنهار العالم بسبب التغيرات المناخية، مما يعطي العلماء فهما أوضح للتغير الحاصل في النظام البيئي، ويعطي الحكومات بيانات ثمينة لضبط عمليات تنقية مياه الشرب بحيث تظل صحية على الدوام.
المصدر : مواقع إلكترونية