بعد نجاحه في اجتياز جولات من التجارب السريرية المكلفة والمستهلكة للوقت، حصل عقار ponesimod على الضوء الأخضر لعلاج مرض التصلب العصبي المتعدد من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية ووكالة الأدوية الأوروبية في عام 2021.
الآن، أنتجت التجارب التي أجراها باحثون من جامعة Kentucky، دليلا على أن الدواء يمنع النشاط المناعي المفرط في الجهاز العصبي، والذي يلعب دورا حاسما في ظهور الخرف.
ويقول عالم الأعصاب إيرهارد بيبيريش، الباحث الرئيسي في الدراسة: "نحن أول من أظهر أن ponesimod فعال في نموذج الفئران لمرض الزهايمر".
وعلى غرار دواء آخر موجود لمرض التصلب العصبي المتعدد يسمى fingolimod، يحظر ponesimod المستقبلات الموجودة على أسطح خلايا الدم البيضاء T وB، ما يمنعها من مغادرة الغدة الصعترية والعقد الليمفاوية في الجسم.
وعادة ما يقوم نوع من الدهون يُسمى sphingolipid بتنشيط الخلايا البيضاء، ما يطلق العنان لقدرتها على الانزلاق إلى مجرى الدم والبحث عن المواد الضارة لتدميرها.
وفي ظل ذلك، لم يعد بإمكان العناصر الرئيسية في الاستجابات المناعية الاندفاع لحماية الجسم من الغزاة بأعداد كبيرة. ولكنها أيضا لم تعد قادرة على معاداة أجهزة الجسم الحيوية، كما يحدث في عمليات زرع الأعضاء واضطرابات المناعة الذاتية مثل مرض الذئبة، ومرض التهاب الأمعاء، والتصلب المتعدد.
وقد تلعب وظائف المناعة أيضا دورا في تعزيز مرض الزهايمر، إن لم يكن التسبب فيه.
إنها مهمة الخلايا البيضاء التي تجوب الدماغ والتي تسمى الخلايا الدبقية الصغيرة لإزالة الكتل السامة من بيتا أميلويد وتشابكات بروتينات تاو في خلايا الدماغ.
لسبب ما، يمكن أن تتحول الخلايا الدبقية الصغيرة أيضا إلى نشاط زائد، ما يدفعها إلى إغراق محيطها بمواد كيميائية تسمى السيتوكينات، والتي تضع الأنسجة في حالة تأهب قصوى.
ونظرا لأن sphingolipid نفسها التي تمنح خلايا T وB ممرا، تنشط أيضا المستقبلات على الخلايا الدبقية الصغيرة، فقد تساءل بيبيريتش وفريقه عما إذا كان عقار مثل ponesimod قد يحرك مفاتيح الخلايا الدبقية الصغيرة.
وباستخدام الفئران المعدلة وراثيا، وعينات بعد الوفاة من أنسجة المخ لمرضى الزهايمر، قام الباحثون بالتحقيق في دور sphingolipid في التوسط في نشاط الخلايا الدبقية الصغيرة وعواقب منعها.
وتبدو النتائج مشجعة حتى الآن، مع وجود دلائل واضحة على أن ponesimod يقلل من السيتوكينات المسببة للالتهابات ويطلق إشارات مضادة للالتهابات تشجع الخلايا الدبقية الصغيرة على التهام كتل البروتين المزعجة والتشابكات في الدماغ.
كما هو الحال مع أي دواء يبدو واعدا، لا تزال هناك حاجة لتكرار التأثيرات بأمان على البشر قبل أن نتمكن من اعتبار هذا علاجا مناسبا للمرضى.
ويقول بيبيريتش: "نظرا لأن هذا الدواء قيد الاستخدام السريري بالفعل لعلاج مرض التصلب المتعدد، فهو متاح على الفور لاستخدامه في علاج مرض الزهايمر أيضا".