سرعة التحدث ظاهرة معقدة، وتعتمد على مجموعة من العوامل، بما في ذلك أنواع الكلمات المستخدمة، واللغة المنطوقة، والاختلافات الإقليمية، والمتغيرات الاجتماعية، والاحتياجات المهنية.
أسرع اللغات نطقا
رغم اختلاف اللغات وطرق النطق، فإن اللغويين اكتشفوا أن بعض الناس يبطئون حديثهم عند نطق بعض الأسماء، كما وجد الباحثون أن اللغات لها معدلات كلام مختلفة عندما يقرأ المتحدثون بصوت عالٍ. وتبين أن متوسط معدلات الكلام في اللغات اليابانية والإسبانية والفنلندية والإيطالية، وصولا إلى التركية والفرنسية مرتفع، حيث يُنطق ما يقرب من 8 مقاطع لفظية في الثانية.
وأظهرت اللغات الألمانية والفيتنامية والماندرين معدلات أبطأ -بحوالي 5 مقاطع لفظية في الثانية، وجاءت اللغة الإنجليزية في الوسط، بمعدل متوسط بلغ 6.19 مقطعًا في الثانية.
هناك -أيضا- تنوع عالمي في لهجات اللغة. ففي اللغة الإنجليزية، على سبيل المثال، وجدت إحدى الدراسات أن النيوزيلنديين هم الأسرع في التحدث، يليهم المتحدثون باللغة الإنجليزية البريطانية، ثم الأميركيون، وأخيرا الأستراليون.
الريف والحضر
اختلاف سرعة النطق تتباين من قطاع جغرافي وآخر في الدولة نفسها، وبين الريف والحضر، فطريقة مدّ بعض الحروف لدى بعض سكان الريف تبطىء من سرعة النطق.
كما يعدّ النوع والسن -كذلك- من العوامل الأساسية في سرعة النطق، فقد كشفت بعض الأبحاث أن الرجال يتحدثون بشكل أسرع من النساء، والأطفال يتحدثون بصورة أبطأ من المراهقين، بينما يصل بعض المتحدثين لأقصى سرعة في التحدث في سن الأربعينيات، ثم تقل السرعة مرة أخرى عند سن الخمسينيات والستينيات من العمر.
يقول تايلر كيندال، أستاذ اللغويات بجامعة أوريغون بالولايات المتحدة الأميركية، إن الدراسات الحديثة لتصورات اللهجات الأميركية تبين أنه على الرغم من التباين في معدلات الكلام داخل المناطق، فإن الناس يصرون على وصف مناطق كبيرة في الجنوب بأنها "بطيئة" والشمال والغرب الأوسط بأنها "سريعة". بالإضافة إلى ذلك، ترتبط هذه التقييمات -عادة- بالقوالب النمطية السلبية. غالبًا ما يُفترض أن المتحدثين البطيئين أقل ذكاء، أو كفاءة من المتحدثين السريعين، في حين يمكن أن نعدّ المتحدثين السريعين أقل صدقا، أو نصفهم بأنهم طيبو القلب.
بينما تؤكد الدراسة التي أجراها كيندال بعنوان "معدل الكلام والتوقف والتنوع اللغوي الاجتماعي" أنه لا توجد علاقة متأصلة بين معدل الكلام ومستويات الذكاء أو الصدق أو اللطف. ويختلف استخدام اللغة باختلاف أنواع الغرض من الحديث.
أسباب سرعة النطق
حسب مقال لموقع "سيكولوجي توداي"، فإن هناك مجموعة من الأسباب لتحدث بعض الناس بسرعة كبيرة؛ وهي:
يتحدث بعض الأشخاص بسرعة لأنهم يفكرون بسرعة شديدة، ويحاولون مواكبة أفكارهم الخاصة. وينطبق هذا بشكل خاص على هؤلاء الذين يميلون إلى "التفكير أثناء التحدث" بدلا من "التفكير قبل أن يتحدثوا".
يتحدث بعض الأفراد بسرعة بسبب العصبية والقلق، فهم يتحدثون بسرعة على حساب الوضوح والإلقاء، مما يؤدي إلى الغمغمة، أو الكلام المختلط.
بالنسبة لأولئك الذين يتحدثون لغة ثانية أو ثالثة، إذا كان معدل لغتهم الأم أسرع بطبيعته من اللغة الثانية، فقد يتحدثون الإنجليزية عن غير قصد بمعدل لغة ولادتهم، مما يؤدي إلى النطق السريع باللغة الثانية.
هل سرعة التحدث مرتبطة باضطراب فرط الحركة؟
حسب تقرير لموقع "هيلث لاين"، فإنه على الرغم من أن اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لا يضعف القدرة على التحدث، فإنه يمكن أن يؤثر في القدرة على تنظيم أفكارك والتركيز على المحادثة.
وبما أن إحدى السمات المميزة لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه هي فرط النشاط، فقد تتحدث بسرعة كبيرة للغاية. وقد تواجه -أيضا- صعوبة في التحكم في مستوى صوتك. عادة ما يعني هذا التحدث بصوت عالٍ جدا، خاصة عندما تكون متحمسا.
كيف تبطئ سرعة حديثك؟
ينصح البروفيسور بريستون ني، مؤلف كتاب "نجاح التواصل مع أربعة أنواع من الشخصيات"، بالتدرب على التحدث ببطء، من خلال التالي:
مراقبة معدل التحدث الخاص بك. عندما تلاحظ أنك تتحدث بسرعة شديدة، ما عليك سوى التوقف مؤقتا أو إبطاء سرعتك.
قل لنفسك أو للمستمع: "أنا أتحدث بسرعة كبيرة. اسمحوا لي أن أبطئ".
إذا كنت تعلم أن التحدث بسرعة هو إحدى عاداتك، فلا بأس تمامًا أن تدع الأشخاص من حولك يعرفون ذلك، وتمنحهم الإذن بإخبارك عندما تتحدث بسرعة كبيرة جدا.
استخدم المياه وسيلة للدعم، هذه الحيلة اليسيرة للمساعدة في إبطاء عادة التحدث بسرعة كبيرة، وذلك من خلال شرب المياه على فترات منتظمة للتوقف بصورة طبيعية عن الحديث، لا سيما في الاجتماعات ومواقف التحدث أمام الجمهور.
إحدى الطرق السهلة للقيام بذلك هي: التوقف بين النقاط الرئيسة، وسؤال المستمعين إذا كانت لديهم أي أسئلة.
المصدر : مواقع إلكترونية