«حبل الكذب قصير»، هكذا يقولون.. لكنه في عصرنا طويل جداً ومتين، بل إنه قادر على الاستطالة والتمدد بحجم قدرة أصحابه على تعويمه وإطالة أمده.
فكم من المرات انكشفت فيها الأكاذيب الغربية المدعومة بأكاذيب أممية تروجها منظمات الأمم المتحدة وتصدرها في تقارير لها صفة الرسمية؟!! لكن حبل تلك الأكاذيب بقي على قيد الحياة ومنح جرعات الأوكسجين ليس فقط لإطالة أمده بل لتقويته ومنحه جرعات قوة زائدة.
بمراجعة بسيطة لحملات الكذب والافتراء التي أطلقها المسؤولون الغربيون ضد الحكومة السورية وروج لها الإعلام الغربي وتبنتها منظمات أممية، وانكشف زيفها لاحقاً، سواء ما يتعلق منها بالكيماوي أو البراميل المتفجرة وحتى المجازر، يظهر لنا أن الكذب أحد أقذر الأدوات التي استخدمت في الحرب ضد سورية على مدى سنوات سبع.. قد يكون مبرراً في علم الدعاية والدعاية المضادة اثناء الحروب والمعارك استخدام الكذب وتلفيق القصص عن العدو في اطار الحرب الإعلامية الدعائية المتبادلة، لكن ان تقوم الحرب على أساس كذبة وتبنى المواقف على أساس كذبة يصبح الأمر جريمة كبرى.
أن تتحول المنظمات الدولية إلى ساحة للتنافس في الكذب أمر يدعو للاستهجان والتبصر فيما تخفيه تلك الساحات من استغلال لتحقيق المصالح الخاصة بأصحاب الكذبة الكبرى (الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين).. والمقرف في الأمر أن من يطلقون الأكاذيب كما قال مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري.. يعلمون أنهم يكذبون ويعلمون أننا نعلم أنهم يكذبون ولكنهم يستمرون في كذبهم!!.
حبل الكذب ما زال طويلاً وقوياً تسهر عليه دول ومنظمات دولية.. فالعدوان الثلاثي شن على سورية بتلفيق كذبة واليوم تواصل الدول المعتدية اطلاق وتوسيع حملات الكذب في مجلس حقوق الإنسان لإثبات «صدق» الكذبة!! وبناء مواقف معادية جديدة.
صحيح أن سورية استطاعت بسياستها وجيشها وإعلامها أن تكشف الكثير من حملات الكذب والتضليل، وأن تعري الكثير من المتورطين في الكذب من دول وحكومات ومحطات إعلامية.. لكن حبل الكذب ما زال طويلاً وهناك من هم بين جنبينا يصدقون الأكاذيب ويروجون لها.
لكن اليوم دقت ساعة الحقيقة في الجنوب السوري حيث يقوم الجيش العربي السوري بقطع حبل الكذب الممتد من واشنطن إلى تل أبيب فداعش والنصرة.. اليوم سينجلي ضباب الكذب الذي خيم على الجنوب السوري وجثم على أنفاس أهلنا في حوران.
حبل الكذب متين هذه الأيام، نعم.. لكن سيف الحقيقة.. سيف أبطال الجيش العربي السوري سيقطعه إرباً، كما قطع حبال الكذب والتآمر في حلب والغوطة وحماة وحمص ودير الزور.. وإن بقيت هناك حبال للكذب طويلة كانت أم قصيرة، متينة أم قوية فلها رجال في الميدان أثبتوا قدرتهم على ترسيخ الحقيقة بدمائهم الطاهرة.
عبد الرحيم أحمد / صحيفة الثورة