ومن بين الأسباب الأخرى للأرق، التغيرات في البيئة مثل الانتقال إلى مسكن جديد والتوتر والقلق والاكتئاب والإجهاد والعمل وفق نظام الورديات (الشفتات) واستهلاك الكافيين، وفق موقع "كليف لاند كلينك".
ويزول الأرق الحاد عادة من تلقاء نفسه مع انتفاء أسبابه، لكن المشكلة الحقيقية تكمن في الأرق المزمن، وهو الذي يتكرر بما لا يقل عن 3 مرات في الأسبوع، ولمدة لا تقل عن 3 أشهر.
أما أعراض الأرق المزمن، فتتمثل في الشعور بالتعب والإرهاق، والتوتر أو المزاج المكتئب، إضافة إلى وجود مشاكل في الذاكرة والقدرة على التركيز.
اضطراب النوم المزمن
كما أظهرت الأبحاث وجود صلة قوية بين التمتع بقسط كاف من النوم والصحة العاطفية. وبالنسبة للأفراد الأصحاء؛ يرتبط النوم الجيد بمزاج أكثر إيجابية، في حين يتسبب الحرمان من النوم ليلة واحدة فقط بإثارة القلق والاكتئاب بشكل كبير.
وفي تقرير نشرته مجلة "سايكولوجي توداي" الأميركية، قالت الكاتبة إيتي بن سيمون إن الأشخاص الذين يعانون من اضطراب النوم المزمن يميلون إلى اعتبار الأحداث اليومية أكثر سلبية، مما يجعل من الصعب عليهم الهروب من العقلية الكئيبة.
وفي استطلاع للنوم، أبلغ 85% من الأميركيين عن اضطراب مزاجهم عندما لا يتمكنون من الحصول على قسط كاف من النوم.
وأشارت الكاتبة إلى أن الكثير من الأدلة في هذا المجال تأتي من عدم القدرة على النوم أو الأرق، ويعد الأشخاص الذين يعانون من الأرق أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب أو القلق في وقت لاحق من الحياة بمقدار الضعف مقارنة بالأشخاص الذين ينامون جيدا.
الحرمان من النوم ليلة واحدة
وقالت الكاتبة إن الدراسات التي أُجريت على متطوعين أصحاء من خلال حرمانهم من النوم لليلة واحدة، أوضحت أن نشاط قشرة الفص الجبهي انخفض بشكل كبير، كما قيس باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي. وقد أصبح النشاط العصبي الذي يربط اللوزة الدماغية وقشرة الفص الجبهي أضعف بشكل ملحوظ.
بعبارة أخرى؛ إن المنطقة والدائرة التي تهدف إلى إبقاء ردود أفعالنا العاطفية تحت السيطرة تكون في الأساس خارجة عن النظام عندما يضطرب النوم.
ووجدت دراسات أخرى أن هذا الشكل من الضعف العصبي يمكن أن يحدث بعد أن يعاني الأشخاص من الحرمان من النوم لليلة واحدة فقط، أو يحصلون بشكل روتيني على أقل من 6 ساعات من النوم، أو عندما يقتصر نوم المشاركين على 4 ساعات فقط في الليلة لمدة 5 ليال.
سوء الحالة المزاجية
وتابعت الكاتبة أنه من الممكن أن يكون هذا الضعف قويا للغاية لدرجة أنه يطمس الخطوط المحيطة بما يعتبره الناس عاطفيا. وبعبارة أخرى؛ أصبحت عتبة ما يعتبره الدماغ عاطفيا أقل بكثير عندما لا تتمكن اللوزة من العمل بالتنسيق مع قشرة الفص الجبهي، وضعف التحكم العاطفي هذا يجعلنا أكثر عرضة للقلق وسوء الحالة المزاجية.
ويكون للتأثيرات على اللوزة الدماغية وقشرة الفص الجبهي والدوائر الموجودة بينهما العديد من العواقب الأخرى أيضا. فقد أظهرت النتائج أن التغيرات في دائرة الدماغ هذه، بالإضافة إلى المناطق الأخرى المشاركة في الاستيقاظ، ترتبط بزيادة ضغط الدم بعد ليلة واحدة من الحرمان من النوم.
ليلة واحدة ليست نهاية العالم
من جهة أخرى قد يجد العديد من المسافرين أيضا صعوبة في النوم، ومن أفضل الطرق للتعامل مع ذلك هو استخدام وسادة الرقبة المصممة خصيصا للرحلات الجوية، وهناك العديد من تصاميم وسائد الرقبة للاختيار من بينها. وإذا لم يكن لديك واحدة؛ يمكنك محاولة دعم رقبتك للأعلى باستخدام الوسادات المطوية التي يتم تضمينها أحيانا في الجزء الخلفي من مساند الرأس في الطائرات، وفق تقرير نشرته مجلة "تايم".
وبغض النظر عما يحدث؛ من المهم حقا أن تتذكر أنه من الطبيعي أن تواجه ليلة واحدة سيئة من النوم بين الحين والآخر. وفي بعض الأحيان، قد يؤدي التوتر الناتج عن محاولة الحصول على نوم جيد إلى جعل الأشخاص يشعرون بالقلق الشديد لدرجة أنهم يكافحون من أجل النوم أكثر.
وتقول خبيرة النوم ليندسي براوننغ: "أرى عملاء يتجنبون فعليا الذهاب في إجازة لأنهم يخافون من الحصول على ليلة سيئة من النوم على متن الطائرة، ويتصور الكثير من الناس في بعض الأحيان الكارثة ويعتقدون أنها نهاية العالم، ولكن الحقيقة هي أنها ليست نهاية العالم. جميعنا نعاني من ليالٍ سيئة من النوم في بعض الأحيان، وهذا الأمر جزء منتظم من الحياة؛ حيث إن تجنب هذه السيناريوهات تماما ليس أمرا صحيا أيضا".
المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية