ووفقا لما أعلن عنه الباحثون الثلاثاء الماضي، يبعد الثقب الأسود المكتشف نحو 2000 سنة ضوئية عن الأرض، ويوجد في كوكبة العقاب في النصف الشمالي من الأرض، كما يدور بالقرب منه أحد النجوم.
والثقوب السوداء أجرام سماوية ذات كتل وجاذبية كبيرة لدرجة تمنع الضوء حتى من الإفلات منها، مما يجعل مهمة العثور عليها صعبة للغاية ومليئة بالتحديات.
ويعود فضل اكتشاف هذا الثقب الأسود إلى البيانات التي حصلت عليها مهمة "غايا" التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية، وهي مهمة تعمل على إنشاء خريطة مفصّلة ثلاثية الأبعاد لمجرة درب التبانة عن طريق قياس النجوم والمسافات وحركتها بدقة.
ولاحظ العلماء ذبذبة في حركة النجم الذي يحوم حول الثقب الأسود ويُدعى نجم "غايا بي إتش 3″، وهذه الذبذبة نتيجة لتفاعل الجاذبية بين الثقب الأسود والنجم أثناء دورانهما حول مركز الكتلة المشترك بينهما. وكان استنتاجهم أنّ ثمّة جرما سماويا ضخما غير مرئي يوجد على مسافة معيّنة، وهو ما لا يدع مجالا للشك بأنّه ثقب أسود.
ويشير مهندس الأبحاث في وكالة الأبحاث الفرنسية "باسكوال بانوزو" إلى أنّ الثقب الأسود المكتشف ليس ضخما جدا فحسب، بل إنه أيضا غريب في العديد من الجوانب، إذ إن الثقب الأسود والنجم يتجهان داخل المجرة في اتجاه معاكس لحركة دوران النجوم في درب التبانة.
ويعتقد العلماء أنّ النجم "غايا بي إتش 3" ربّما تشكل على أنقاض نجم آخر كتلته تفوق كتلة الشمس بـ40 مرّة. ويندرج الثقب الأسود المكتشف ضمن الثقوب السوداء النجمية، وهي التي تنشأ من نجم تزيد كتلته عن 20 ضعفا على أقل تقدير قياسا بكتلة الشمس.
وتعد الثقوب السوداء النجمية صغيرة الحجم نسبيا بالمقارنة مع الثقوب السوداء الهائلة التي تستوطن عادة مراكز المجرّات، فعلى سبيل المثال تفوق كتلة ثقب "الرامي إيه* الأسود" الذي يتمركز في مجرة درب التبانة 4 ملايين ضعف كتلة الشمس. ولا تولد هذه الثقوب السوداء الهائلة من انفجار النجوم، بل تنشأ عن طريق اندماج العديد من الثقوب السوداء.
ويتميز الثقب الأسود المكتشف بأنه أكبر الثقوب السوداء النجمية في مجرة درب التبانة، وثاني أبعد ثقب أسود مكتشف عن الأرض، في حين يُعد الثقب الأسود "غايا بي إتش 1" هو أقربها إلى الأرض بمسافة 1560 سنة ضوئية فقط.
المصدر: وكالات