فبعد مسيرة استمرت لأكثر من أربعة عقود من الزمن، جاء الإعلان عن الختام ليسجل نهاية فصل مهم من فصول مسلسلات الرسوم المتحركة.
"تاكاهاشي"، الذي أبدع هذه القصة منذ عام 1981، أعرب عن شعوره بالارتياح والتحرر من الضغوطات الناتجة عن المواعيد النهائية للنشر، مشيراً إلى بداية مرحلة جديدة من الحرية في حياته الشخصية والمهنية.
لكن في أثناء إعلان اعتزاله رسم القصص، أشار إلى أنه سيواصل ابتكار مغامرات لنجوم كرة القدم في قصته عبر الإنترنت، على شكل مخططات قصصية.
وكتب في رسالة إلى القراء "لم يكن من السهل اتخاذ هذا القرار الذي قد يخيب ويحزن أولئك الذين يستمتعون بقراءة الكابتن تسوباسا، ولكن أتمنى أن تتفهموا قراري".
ووعد المتابعين قائلاً "بما أنه لم يعد لدي مهل نهائية أو عدد صفحات أو حجم مخطوطات ينبغي لي الالتزام به، أعتقد أنه يمكنني تقديم الترفيه لكم بحريّة أكبر".
الخيال الياباني
اقتُبست السلسلة خلال العقود الماضية بأشكال كثيرة، في الرسوم المتحركة أو ألعاب الفيديو، حتى أنها ألهمت تماثيل في الحي الذي ولد فيه تاكاهاشي في طوكيو، كما ألهمت مآثر "الكابتن ماجد" أساطير في كرة القدم خلال طفولتهم، من أمثال زين الدين زيدان وكيليان مبابي وليونيل ميسي.
وبثت سلسلة الرسوم المتحركة في أكثر من مئة دولة، في حين بيع من صيغتها القصصية نحو 90 مليون نسخة في جميع أنحاء العالم، ولم تخل شأنها شأن أي "إنمي" آخر من الخيال الياباني الواسع، حيث نجد الكثير من الضربات القوية التي من المستحيل تطبيقها على أرض الواقع، مثل "الضربة الصاعقة" التي يستحيل على الحارس مسكها، وأحياناً تمزق شباك المرمى.
ومع الشعبية التي حققها في اليابان، أيضاً حصل على الشعبية نفسها في دول أوروبا وأميركا والشرق الأوسط، وفي عالمنا العربي.
دبلجة سورية
يتكون مسلسل "الكابتن ماجد" من 128 حلقة ويسرد قصة طفل مغرم بكرة القدم يدعى "أوزورا تسوباسا" أو "ماجد كامل" في الدبلجة يصل لمدينة نيشيزاوا ("المجد" في الدبلجة) ويتعرف على رفاق جدد في لعب كرة القدم، وينتهي بحصول اليابان (منتخب العرب في النسخة العربية) على كأس العالم للشبان دون 17 سنة.
أنتجت إحدى الشركات نسخة عربية عام 1990 بدبلجة أردنية حتى الحلقة 55 بأسماء عربية، ثم بدبلجة سورية غطت باقي الحلقات الـ73 من 56 إلى 128 واحتفظت بالأسماء المعربة نفسها.
كما تم لاحقاً إنتاج سلسلة 14 حلقة إضافية تتضمن تتمة الأحداث منذ ذهاب "ماجد" إلى البرازيل حتى احترافه هناك، لكن لم تتم دبلجتها للعربية.
وفي عام 1994 أنتج جزء ثالث ودبلج للعربية أواخر تسعينيات القرن العشرين في دمشق، ولا علاقة لأحداث هذه السلسلة من 46 حلقة بالعمل الأصلي، وتسرد مغامرات الشخصيات في تصفيات كأس العالم للشباب واحترافهم في الخارج.
اتبعت الدبلجة السورية أسلوباً متفرداً في إنتاج النسخة العربية للعمل، حيث تم اتباع أسلوب خاص عربي في إنشاء عبارات وحوارات النص، كذلك أسلوب إخراجها الصوتي بشكل متناسب مع الإخراج المرئي للنسخة اليابانية ما يختلف ظاهرياً عن سياق النص الياباني في الجانب الثقافي والفكري.
ثم تم إنتاج 4 أفلام تسرد مباريات اللاعبين إثر احترافهم وسط كأس العالم، وتمت دبلجتها في سورية أيضاً، لكن مع تقسيمها إلى حلقات مراعاة للحيز الزمني.
أما "الطريق إلى 2002" فسلسلة مصورة من 52 حلقة تم إنتاجها عام 2002، وتمت دبلجتها في 2005 للعربية في سورية بعنوان "الشبح"، ويقال لها أيضاً "الكابتن ماجد الجزء الخامس".
ومن الفنانين السوريين الذين شاركوا بالدبلجة في هذا المسلسل: أمل حويجة، آمنة عمر، عادل أبو حسون، بثينة شيا، موفق الأحمد، فاطمة سعد، وضاح حلوم، إنجي اليوسف، نهال الخطيب، مأمون الرفاعي، مأمون الفرخ، وليد الدبس، مانيا النبواني، رافي وهبي، فادي صبيح، محمد حداقي، رامي حنا، إياد أبو الشامات.
المصدر: الوطن