واعتمد الأديب المارديني في روايته على إثارة العواطف والتشويق، من خلال استسلام الابن فريد إلى الخرافة استجابة لصوت أبيه الذي أوقعه في شباك الجريمة دون أن يقصد وينتبه إلى ما حيك ضده من مؤامرة خطيرة.
لقد فقد فريد الوعي فذهب إلى المقبرة استجابة لمحبته لأبيه وطمعاً بالمال الذي ظن أنه إرث من حقه، وبعد ذلك دفع الثمن حياته بأبشع الأساليب التي كانت من أقرب الناس إليه.
اعتمدت الرواية في بداية الأحداث على الخطف خلفاً من خلال موت فريد ومروراً بالأحداث الكثيرة الذي سببها هذا الموت والطمع بالمسروقات وبداية خلافات وانهيار اجتماعي آخر.
وتكشف الرواية الحقد والكره وعدم التربية الصحيحة، من خلال العلاقة السيئة بين هيام وزوجها وكره هيام لديمة زوجة فريد التي كانت أيضاً ضحية كمية الأموال والذهب وهي ليس كما خيل لهم بأنها إرث فهي عملية سرقة مخطط لها.
ارتبطت كل الأحداث بمخطط سعيد الأخ الذي كان وراء كل ما حدث من غدر وخيانات تبلورت في علاقته مع زوجة أخيه، وعلاقته مع هيام زوجة والد ديمة وتخطيطه لتهريب المسروقات الذي كان من مخططه، فتسبب الفساد الأخلاقي والاجتماعي بمقتل أخيه فريد ووقوع كل الإشكالات التي حدثت بعد ذلك.
أحداث كثيرة تحت عناوين لفصول مدهشة مثل تحركات مشبوهة والخوف يعود مجدداً وارتفاع ضغط وعودة هيام والرقم خارج التغطية ليصل من خلال سردها المتحرك فيما خطط له سعيد إلى إدهاش المتلقي وقناعته بالتمسك بالأخلاق والقيم التي سبب الابتعاد عنها سقوط كل أبطال الرواية ووقوعهم ضحية الفساد.
لقد وصل في خاتمة الرواية جميع المتورطين في الفساد إما إلى الموت وفقدان كل شيء أو إلى السجن بشكل أوجد علاقة تبادلية بين الراوي والمتلقي تصل في النتيجة إلى الموهبة المعتمدة على الثقافة والمحبة وعلى الخبرة الطويلة في الحياة.
استطاع المؤلف المارديني أن يخاطب في روايته كل الأجيال باعتدال في الحركة لأشخاص الرواية والتفاعل مع الطروحات الإنسانية والفكرية.
تعتبر رواية صاحب الظل القصير الصادرة عن دار العلم من أهم الروايات وتقع في 143 صفحة من القطع المتوسط جمعت بين الخيال والواقع والتهكم والإقدام على الغلط والتخلي عن القيم، لتصل إلى تحذير الإنسان من التخلي عن كرامته مقابل أي شيء لأن الخسارة لا تقدر.
يذكر أن الأديب الدكتور محمد عامر المارديني يكتب القصة الساخرة والجادة والرواية، وله مؤلفات كثيرة منها حموضة معدة، وشارك في عدد من الفعاليات الثقافية، وشغل العديد من المناصب الإدارية والوزارية، منها وزير للتعليم العالي ووزير للتربية والتعليم.
المصدر: وكالة سانا