وزيرة الثقافة أكدت في كلمتها أن الباحث والأديب والمؤرخ الراحل الدكتور محمد قجة، جمع عمق الثقافة، وغزارة الإنتاج، جاعلاً من عمق سورية الحضاري، وعراقة تاريخها، وغنى تراثها، وفصاحة لسانها العربي وتأصّلها العروبيّ محورَ حياته، ووهبها جلّ عنايته، فحقّ لسورية أن تفاخر به كما حملها إكليل غار وفخار فوق جبينه، وحق له أن تحتفي بذكراه كما احتفى بها أدباً وبحثاً وتأريخاً.
وتابعت حديثها قائلة: إن الأديب الراحل أدرك أهمية حفظ التراث العربي الأدبي والتاريخي والموسيقي، وتدوين ألوان من الحياة الاجتماعية والشعبية في مدينة حلب، لإيمانه أولاً بعظمة هذا التراث، وليقينه بأن حفظه وتدوينه وأرشفته إنما يخدم الهوية الوطنية، ويحفظها للأجيال القادمة، زاداً يغذّي انتماءها لوطنها، ويدرأ عنها خطر الذوبان في العولمة، فكان مثالاً يحتذى للمثقف الحق الذي يُقرن القول في الفعل ويسخر ثقافته ومعارفه وإنتاجه لخدمة الإنسان والأوطان.
كلمة أسرة الفقيد ألقاها الدكتور حسن قجة، حيث عبّر خلالها عن شكر أسرة الراحل لوزارة الثقافة ومحافظة حلب، والمعنيين في الشأن الثقافي والأدبي عن اهتمامهم بالأديب الراحل وتقدير إنتاجه الثقافي والأدبي، الذي كرسه للإنسانية وخدمه بلده.
وسلط الضوء من خلال كلمته عن بعض الجوانب من حياة الأديب الراحل الأسرية، مؤكداً أن الحزن لن يقف عائقاً أمام السير بنهجه محباً لمدينته حلب، مكرساً القيم الإنسانية في الحوار واحترام الآخر.
وخلال حفل التأبين ألقيت كلمات عديدة تضمنت كلمة لطلاب الأديب الراحل، وأيضاً كلمة لجامعة حلب، وكلمة اتحاد الكتاب العرب، وكلمة للمؤسسات الثقافية الأهلية وكلمة لأصدقاء الراحل وغيرها من كلمات حاولت تقديم بعضاً من حياة الأديب والباحث الغنية وفكره المتقد وإرثه الثقافي الذي سيبقى حاضراً تتناقله الأجيال وتخلده لما يشكل من قيمة فكرية على الساحة الأدبية والثقافية والتاريخية.
كما تضمن الحفل عرضاً بصرياً لمسيرة حياة الراحل، وفيلماً وثائقياً قصيراً بعنوان: (محمد قجة: وداعاً).
المصدر: صحيفة تشرين