إضافة إلى ذلك فإن المتغيّر الاجتماعي كما يشير إليه الباحثون يضيف إلى واجبات التربية والتعليم متطلبات أخرى، لم تكن مطروحة في حياة الأجيال السابقة، فأطفال الجيل الجديد مُطَالبون ومنذ السنوات الأولى باكتساب مهارات التعامل مع هذه التقنية التي تحيط بهم، وتملأ حياتهم اليومية، فامتلاك هذه المهارات سوف يكون هو الإدارة الأفضل التي يتحاور الطفل بها مع بقية العالم سواء في محيطه القريب أم في ذلك المحيط الجغرافي الكبير الذي هو بقية العالم، ومن الطبيعي أن هذه الإدارة السلوكية هي من الواجبات الجديدة التي دخلت أجندة العائلات حديثاً، وسيكون هذا الواجب واحداً من أصعب الواجبات التي تحتاج جهداً نوعياً ومتابعة دائمة من أجل الحفاظ على سلامة المرجعية السلوكية والفكرية لأطفالنا العرب وهم يتعاملون مع مرجعيات مغايرة ومدارس مختلفة، وكل ذلك من خلال كبسة زر بسيطة تحدث في واحدة من زوايا بيوتنا، وإذا كانت هذه المسؤولية المستحدثة في قائمة مسؤوليات العائلة فإن الأمر الطبيعي أيضاً أن تلحق هذه المسؤولية بمهام رياض الأطفال ثم المدارس في المراحل اللاحقة من حياة الطفل، وهو الوضع الذي يستدعي جهداً جماعياً من جميع الأطراف ذات الصلة بحياة الطفل بهدف تأمين الأجواء المناسبة والكفيلة بتحقيق استفادة من هذه الوفرة المعلوماتية في عالم اليوم، والتي أنتجت لهذا الجيل من أطفالنا دون غيره من الأجيال الإنسانية السابقة.
المصدر: الوطن