لكن هل تقتصر فكرة الحج على المسلمين حصراً دون غيرهم من أهل الديانات والعقائد؟، أم ان لكل ديانة أسلوبها في التعامل مع فريضة الحج ومكانه وشعائره.
الحج في "البوذية" ليس فريضة أو طقساً دينياً يُكسب البوذي حسنة في العمل، وليس هناك وقت محدد من العام ليقوموا بحجهم لكنهم يستندون إلى مناسبات خاصة يزورون خلالها أماكن الحج الرئيسية المرتبطة بـ"بوذا" وهي "لومبيني" مسقط رأسه في النيبال "وبود غايا"، حيث جاءه الوحي و"سارناث" في الهند حيث علم للمرة الأولى و"كوسينارا" في الهند حيث مرقده وأرض الميعاد. واشتهر البوذيون بطقوسهم المميزة، حيث يقطعون مسافات طويلة متعبدين مشياً على الأقدام وبشكل جماعي ويقومون بالتأملات الطويلة خلال رحلتهم، إضافة إلى الأناشيد الروحية من دون موسيقى وبدأوا بهذه الطقوس بعد موت بوذا بأكثر من 200 عام. سجل مهرجان "كومبه ميلا" في مدينة "الله آباد" الهندي رقماً قياسياً بصفته صاحب أكبر تجمع بشري ديني في العالم، حيث تجاوز عدد الحجاج في عام 2001 الـ 40 مليوناً.
وشكّل هذا المهرجان، الحج الرئيسي لدى الهندوس، ويقام 4 مرات خلال 12 سنة وتعتبر السنة الثانية عشر هي الأعظم، حيث يغطس الحجاج في نهري "غانج" و"ياومونا" ويغتسلون تطهيراً للذنوب.
لم تنص الشريعة المسيحية في الكتاب المقدس على وجوب زيارة أي مكان مقدس تحت ما يسمى "الحج"، لكن معتنقي الديانة المسيحية يحجون إلى عدة أماكن ذات أهمية دينية وتاريخية، ككنيسة المهد في فلسطين المحتلة مسقط رأس السيد المسيح، ونهر الأردن مكان تعميده، وإلى الفاتيكان أيضاً، ولورديس الفرنسية مكان تجلي السيدة العذراء.
وظهر الحج بأشكال مختلفة عند أتباع عدة ديانات كالديانة "الشنتوية" في اليابان، حيث يؤمن معتنقيها بآلهة الشمس والحصاد، ويجتمعون في بلدة "آيسى" حيث يوجد 100 ضريح شنتوي، بينما يحج السيخ إلى "المعبد الذهبي" في الهند الذي يعتبر أقدس معابدهم
أما "البهائيون" فحجهم في مدينتي عكا وحيفا بفلسطين المحتلة، حيث تضمان ضريحي مؤسس الديانة بهاء الله وأهم أفرادها محمد رضا الشيرازي الملقب بالباب.
يذكر أن فكرة الحج في جميع الأديان تأتي من المساواة بين جميع البشر من أبناء الديانة الواحدة، حيث يجتمع الغني والفقير المثقف والأقل تعلماً معاً في مكانٍ واحد لتأدية شعائر دينية بحثاً عن التقرب إلى الله والخلاص من الذنوب.
المصدر: تلفزيون الخبر