ولد “تشومسكي” في مدينة فيلاديلفيا الأمريكية في 7 كانون الأول عام 1928م، ونال درجة الدكتوراه في اللسانيات من جامعة بنسلفانيا.
ودرس “تشومسكي” منذ عام 1955 في معهد “ماساتشوستس” للتكنولوجيا، وأنتج نظريات رائدة ومثيرة للجدل حول القدرات اللغوية البشرية وارتباطها بالدماغ، ونشرت أعمال تشومسكي على نطاق واسع سواء في المواضيع التي تتعلق في مجاله أو في قضايا المعارضة والسياسة الخارجية للولايات المتحدة.
وعُرِف عن “تشومسكي” كمعارض شرس للسياسة الخارجية الأمريكية ومساند لقضايا التحرر في العالم، كما أن الأكاديميين المتخصصين في علم اللغة يعرفون أن هناك عالم لسانيات أمريكي أحدث ثورة كبرى في مجال اللغة وعلم النفس في القرن العشرين بنظريته التوليدية التحويلية في اللغة.
وقدّم “تشومسكي” التسلسل الهرمي لفرضياته التي طرحها طوال مسيرته، والقواعد التوليدية في اللغة، ومفهوم القواعد العامة التي تكمن وراء كل الكلام البشري والآلية التي يعمل بها، واستند إلى البنية الفطرية للدماغ وتكوينه، واعتبرها العامل الأساسي في تكون اللغة.
وأثر “تشومسكي” بعمله في مجالات عدة مثل، منها مجال العلوم والفلسفة وعلم النفس وعلوم الكمبيوتر والرياضيات وتعليم الطفولة والأنثروبولوجيا.
وألّف “تشومسكي” الكثير من الكتب في مجال علم اللسانيات التي تعتبر علامة فارقة في مجالها، أبرزها “الهياكل النحوية” و”اللغة والعقل” و”جوانب نظرية بناء الجملة “، وكذلك ألف أكثر من 100 كتاب عن الحروب والسياسة ووسائل الإعلام، وكان آخرها “قداس الحلم الأمريكي: المبادئ العشرة لتركيز الثروة والسلطة”
وحصل “تشومسكي” على عشرات الجوائز العالمية، منها جائزة كيوتو في العلوم الأساسية، وميدالية هيلمهولتز، وميدالية بن فرانكلين في علوم الكمبيوتر والمعرفة.
ويصف “تشومسكي” آراءه بأنها “تقليدية لا سلطوية إلى حد ما تعود أصولها لعصر التنوير والليبرالية الكلاسيكية”، ويُعتبر كذلك منظراً رئيسياً للجناح اليساري في السياسة الأمريكية.
وقام “تشومسكي” بنقد “اسرائيل” ومؤيديها ودعم الولايات المتحدة للحكومة ومعاملتها للشعب الفلسطيني معتبراً بأن “أنصار “إسرائيل” هم في الحقيقة أنصار لانحطاطها الأخلاقي ودمارها النهائي المحتمل”، وبأن “اختيار “إسرائيل” الواضح للتوسع أكثر من الأمن سيؤدي بالتأكيد إلى تلك العواقب”.
ويعارض “تشومسكي” تأسيس “إسرائيل” كدولة يهودية قائلاً “لا أعتقد أن إيجاد دولة يهودية أو دولة مسيحية أو دولة إسلامية هو مفهوم صحيح وكنت سأعترض لو أن الولايات المتحدة أسست كدولة مسيحية”.
وتردد “تشومسكي” قبل نشره لعمل ينتقد فيه السياسة “الإسرائيلية” بينما كان والداه لا يزالون أحياء لأنه “يعلم بأن الكتاب سيؤذيهم” كما قال في تصريحات صحفية.
وكان “تشومسكي” احتجز عام 2010 من قبل الاحتلال الصهيوني، ومنع من الدخول للضفة الغربية عبر الأردن، وذكر حينها بأنه استناداً للساعات العديدة من مقابلته فقد تم رفض دخوله بسبب آرائه ولأنه كان سيزور جامعة في الضفة الغربية ولم تكن جامعة “إسرائيلية”.
الجدير بالذكر أن زوجة ” تشومسكي” قالت قبل أيام إن زوجها لا يزال يتابع الأخبار وهو في المستشفى وعندما يرى صور الحرب في غزة يرفع ذراعه اليسرى في إشارة رثاء وغضب، بالرغم من قدرته الصعبة على الحركة.