الفنان التشكيلي والقاص والشاعر الراحل فاتح المدرّس، المغامر في اقتحامه عالم الذاكرة، وتحرير مكنوناتها بأدوات فنية مميزة، فاستحق شهرته الواسعة ومكانته المرموقة في التشكيل السوري والعربي، متصدراً بذلك عناوين عشرات الكتب والدراسات عن نتاجه المتفرد، الذي قابله "أدونيس" بالقول " لا نعت يليق بإبداع فاتح المدرّس، ويفصح عنه إلا الأسطوري".
جمع بين الفنون كافة، كتب القصة والشعر، ومارس تقنية اللون على الكلمات، مستفيداً من عفويته وواقعيته في حرفية النص الأدبي، حيث الطبيعة والأسطورة ترافقانه على الدوام، كما غاص في تفاصيل البيئة والحياة السورية.
حضرت البيئة الريفية ضمن أعماله، مستمداً ألوانه من حقول الشمال في حلب، كما حظيت القرية والبيت العتيق على مكانة متقدمة في أعماله، فيما غلب التجريد والتشخيص على لوحاته، بالرغم من دراسته في أكاديميات غربية .
اللوحة عند المدرّس ترجمة آنية لمجمل معارفه وهمومه وهواجسه، تتزاحم فيها الصور، وتتكاثف الرؤى، وتنهمر العواطف والمعارف مشكلة شلالاً من الأشكال والألوان التي تفصح عن موقف إنساني ممزوج غالباً بعناصر الطبيعة والحياة.
كما شكّلت القضايا الإنسانية والوطنية محاور إنتاجه، بما في ذلك القضية الفلسطينية ونكسة حزيران والحرب الأهلية في لبنان وغيرها من الأحداث القومية.
المصدر: الوطن