بعد قطع المحتل التركي المياه عنها .. التصحر والتلوث البيئي يهددان مدينة الحسكة

الإثنين 15 يوليو 2024 - 07:14 بتوقيت غرينتش
بعد قطع المحتل التركي المياه عنها .. التصحر والتلوث البيئي يهددان مدينة الحسكة

يتزامن ارتفاع درجات الحرارة إلى 7 درجات مئوية في مدينة الحسكة مع انقطاع تام لمياه الشرب عن المدينة وضواحيها وبلدة تل تمر وقراها والريف الغربي للمحافظة، وذلك منذ أربع سنوات إبان احتلال منطقة رأس العين من قبل الاحتلال التركي، والانقطاع شبه التام للتيار الكهربائي، الذي رفع من حرارة الجو حرارة أخرى و"زاد الطين بلة".

 

كما لغزو التصحر على مساحات واسعة من المدينة، تهديداً واضحاً لها وفق رؤية الخبير الزراعي ورئيس دائرة التخطيط والتعاون الدولي في مديرية زراعة الحسكة، المهندس محمد خلف العطية، وأهم مؤشرات هذه الحالة هو الارتفاع الكبير في معدلات درجات الحرارة التي تزداد عاماً بعد عام .

كما استذكر العطية حال المدينة الحسكة سابقاً، التي كانت مُحاطة قبل الحرب بسورٍ من الاشجار الحراجية والمثمرة من الجهة الغربية، تعرف بموقع "الحمى"، كانت تصل مساحته المزروعة بالأشجار لحدود الــ 400 هكتار، أما الجهة الجنوبية كان موقع سد الباسل وغابة الأسد التي كانت تبلغ مساحتها المزروعة بالأشجار الحراجية 1050هكتاراً، إضافة إلى مساحة كبيرة من الأشجار الحراجية من الجهة الشرقية للمدينة وكانت تسمى موقع كوكب.

إلا أن هذه المواقع التي تم ذكرها، تعرضت لعمليات قطع جائر، لتناوب سيطرة المجموعات المسلحة وخروجها عن سيطرة الجيش العربي السوري، إذ لم يبق من هذه المساحات الخضراء أقل من 20 % فقط، ويعود ذلك لجفاف السدين الغربي والشرقي من المياه التي كانت تصلها من نهر الخابور منذ عام 2013 التي كان تعتمد عليهما المدينة في مياه الشرب، سبق ذلك جفاف الجريان في نهر الخابور منذ أكثر من ثلاثة عقود من الزمن، وعدم الاهتمام من المجتمع المحلي بعمليات التشجير، هذه العوامل أدت لتفاقم التغيير في المناخ العام المحلي للمنطقة وارتفاع مؤشرات التصحر .

وعن مدى تأثر المدينة بحالة التصحر، بين العطية أن المنطقة الجنوبية والشرقية من المحافظة سريعة التأثر بالتصحر، ما دفع وزارة الزراعة وعلى مدى سنوات ما قبل الحرب، لوضع خطط سنوية لوقف زحف التصحر، عبر إحداث مشروع تطوير البادية، حيث تم التوسع في إعادة الغطاء النباتي وإنشاء المشاتل الرعوية والمشاتل الحراجية ، إضافة لإحداث العديد من الغابات الاصطناعية والاهتمام بالغابات الطبيعية، لتصل مساحة الغابات المزروعة بمختلف صنوف الأشجار ما قبل الحرب إلى 32 ألف هكتار موزعة في مختلف مناطق المحافظة بما فيها المنطقة الجنوبية والشرقية.

لم يقف الأمر على التصحر، بل امتد لتلوث البيئة وفق تصريح العطية، والذي يعود إلى الانتشار الكبير لما يسمى الحراقات البدائية المستخدمة في تكرير النفط الخام، والاعتماد الكلي في جميع مناطق محافظة الحسكة والجزيرة السورية على ما يسمى مولدات الأمبيرات، التي زادت من حدة التلوث، يضاف لذلك تدمير مساحات زراعية كبيرة، كان لها دور كبير في زيادة التصحر وارتفاع الحرارة .

المصدر: تلفزيون الخبر

جميع الحقوق محفوظة لقناة العالم سورية 2019