وقال في كلمة له في الجلسة الختامية من أعمال المؤتمر متعدد الديانات الذي عقد على مدى اليومين الماضيين في مدينة هيروشيما اليابانية تحت عنوان “أخلاقيات الذكاء الاصطناعي في خدمة السلام.. أديان العالم تلتزم بنداء روما”، إن مشاركة المنتدى في هذا الحدث هو تجسيد لرؤية دولة الإمارات العربية المتحدة التي جعلت الشراكة الحضارية نهجها، والإنسان وسعادته غايتها، والتي صممت بعزم وثقة أن تأخذ دورها الطلائعي في صناعة مستقبل الإنسانية.
وأضاف بأن ريادة الإمارات في مجال الذكاء الاصطناعي التي غدت اليوم محل اعتراف وتنويه دوليين، ليست نابعة فحسبُ من مستوى الاستثمار غير المسبوق في هذه التقنيات الجديدة، وإنشاء البنى التحتية اللازمة، ووضع القوانين والتشريعات الناظمة، بل تنبع كذلك من دمج هذه الرؤية في إطار استراتيجية السلام العالمي، من خلال العناية بتأطير هذا التطوير بمبادئ القيم الإنسانية التي تضمن أن يكون العلم خادماً للسلم، والتقنيات خادمة للإنسان، مجدداً التزام منتدى أبوظبي للسلم بميثاق روما لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، ومذكراً بأن المنتدى كان أول مؤسسة ممثلة للإسلام وللعالم العربي تنخرط في هذا الجهد الإنساني المشترك الذي يهدف إلى وضع الأطر التشريعية المُوجهة بالرؤى القِيميَّة لتكون دليلاً ومرشداً لمطوِّري تقنيات الذكاء الاصطناعي، وعوناً لهم على التجاوب مع مقتضيات الأخلاق، دون أن تسد أمامهم تحقيق مطالب الإبداع والابتكار.
كما أشار الأمين العام إلى الجهود التي تبذلها لجنة الدّين والمجتمع المدني للذكاء الاصطناعي، التي يرأسها، ومسار الشراكات والتعاون الذي اضطلعت به منذ تأسيسها في ديسمبر العام الماضي.
وفي سياق حديثه عن مركزية رؤية السّلام، أكّد بن بيه أنه لا بديل عن السلام إلا الفناء، داعياً إلى التعاون على البقاء مهما استشرت الحروب واحتدمت الصراعات، موضحاً أن السلام الذي يشتغل المنتدى في إطاره، هو ميلاد إنسان جديد، برؤية جديدة للعالم، على أساس قيم السلام، قيم الفضيلة والرحمة، ليعيد بناء ذاته وعلاقاته بجنسه وبالأمم الأخرى من المخلوقات بجنبه.
جدير بالذكر أن شخصيات عديدة شاركت بالمؤتمر في مقدمتها تارو كونو وزير التحول الرقمي الياباني، وبراد سميث رئيس شركة مايكروسوفت، ونيافة يوشيهارو توماتسو رئيس أديان من أجل السلام في اليابان، ونيافة المطران باكليا، رئيس الأكاديمية البابوية لليحاة، وعدد من الشخصيات الممثلة لأديان الشرق.