ديكودراما توثيقية تحكي معاناة الأم السورية

الأحد 4 أغسطس 2024 - 13:14 بتوقيت غرينتش
ديكودراما توثيقية تحكي معاناة الأم السورية

لأنهن فقدن فلذات أكبادهن بعد أن ربينهن على حب الوطن، وبمناسبة عيد الجيش العربي السوري في ١ آب وبحضور وزيرة الثقافة د. لبانة مشوح، احتضنت دار الأسد للثقافة والفنون فعالية سينمائية توثيقية من نوع الديكودراما، لعرض فيلم "الأم السورية شمس لا تغيب، سيناريو وإخراج عوض قدرو عن كتاب ألفته كفى كنعان ثابت، يجسد معاناة الأمهات السوريات اللاتي فقدن أبناءهن من أبطال الجيش العربي السوري خلال الحرب على سورية.

"ليس هناك مناسبة أهم من عيد الجيش العربي السوري لنعرض الفيلم الذي أنتجته المؤسسة العامة للسينما لتخليد الشهادة والشهداء ولتكريم أمهاتهم، لأنهن قدمن فلذات أكبادهن بعد أن ربينهم على حب الوطن"، بهذه الكلمات افتتحت وزيرة الثقافة حديثها بهذه المناسبة، واصفة حال الشهداء بقولها: بعضهم كان يطمح لأن يصبح جامعياً أو أن يتزوج أو أن يحقق شيئاً مهماً، وهو ما سمعناه وشاهدناه مباشرةً من أمهاتهم، ولكن الحرب والإرهاب قضيا على كل آمالهم، ولا يمكن لأحد أن يدرك حجم ما عاناه هؤلاء الأبطال الأشاوس الذين لم تضعف عزيمتهم في أصعب الظروف والذين كابدوا الأمرين لكيلا يعلموا ذويهم بظروفهم الصعبة ويقلقوا راحتهم.

إلا أنه وبالمقابل، صمدت الأم وتثاقلت على ألمها وقدمت ابنها قرباناً للوطن، واليوم من واجبنا أن ننحني أمام هذه التضحيات العظيمة وفق مشوح، فبها ومنها تبنى الأوطان، متوجهة بالرحمة لكل شهيد وبالتحية الكبيرة لكل عائلة شهيد ولكل عنصر في الجيش العربي السوري ولقيادته.

وفي حديثها عن الفيلم، أكدت وزيرة الثقافة أن الفيلم مؤثر جداً والتوثيق أمر مهم لأنه كان على ألسن أصحابه من عاشوا تلك الفترة العصيبة والحصار.

ما دفعه لإنجاز هذا الفيلم هو التروي والوقوف طويلاً أمام شعور سيدة فقدت ابنها وذهبت في رحلة لعدة مناطق كي تزور الأماكن التي كان فيها والمكان الذي استشهد فيه، من هنا انطلق مخرج الفيلم عوض قدرو  بالتفكير، واصفاً الشعور بالعظيم والمؤلم، فهو يبدو للوهلة الأولى أمراً عادياً، إلا أن ما راود الأم وما عانته وما أحست به في رحلتها من اللاذقية إلى حلب يحتاج فعلاً إلى تجسيد وهو ما قامت بتدوينه في كتاب "يوم ليس كباقي الأيام"، وأنا قمت بتبني هذا الكتاب ورحت آخذ منه لإنشاء العامود الفقري للفيلم، فلا يمكن أن نكتفي بكتابها فقط لأن وطننا قدم الكثير الكثير من الشهداء، وقد قمت بالبحث عن حالات مشابهة في المصير إلا أنها لم تكن تشبه بعضها في الطرح.

كما خاطب قدور الجميع، مبيناً أهمية الاتجاه نحو التوثيق بصورة أكثر وأعمق، لكون هذا الجانب لم يتم إشباعه كما يجب، بالرغم من أهميته تحديداً خلال سنوات الحروب والنزاعات، لنقل صورة المجتمعات عن بطولات وتضحيات الشهداء، آخذاً من السينما الغربية مثالاً لتمجيد بطولات جيوشها وتسلط الضوء دائماً على تضحيات جنودها أثناء الحربين العالميتين، فنحن أمام مسؤولية تاريخية لأن الجيل القادم سيتساءل عما يوثق لهذه الحرب القذرة.

المصدر: الوطن

جميع الحقوق محفوظة لقناة العالم سورية 2019